يأتى رأس السنة من كل عام حاملا معه بهجة يختلف العديد من الأشخاص فى كيفية التعبير عنها، فالبعض يحتفل بالرقص والذهاب للملاهى الليلية أو الفنادق والاستمتاع بالموسيقى الصاخبة وأحيانا شرب الكحوليات .
وللأطفال طرق خاصة للتعبير عن فرحتهم بهذه الاحتفالات أشهرها رسم الماسكات بألوان وأشكال مختلفة جذابة للطفل، مثل الأرنب أو الأسد أو القط وغيرها من الأشكال المحببة لهم وأيضا الألعاب النارية مثل البومب والصواريخ والشماريخ، ولكن هل ينتبه الآباء والأمهات لحجم اللأضرار التى قد تصيب أطفالهم من جراء هذه الطرق للاحتفال برأس السنة.
وأصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فى عام 2009 تحذيرا من تأثير استخدام هذه الألوان على بشرة الطفل وعلى جهازه العصبى على المدى الطويل، وبعض الدول حذرت من تداول المواد المستخدمة فى الرسم على الوجه مثل هونج كونج.
أدوات الرسم تنقل العدوى
ما بين طرق خاطئة شائعة بين الكبار وأخرى بين الأطفال نناقش فى هذا التحقيق مظاهر الاحتفال الشائعة والخطيرة فى رأس السنة كى نتجنبها ونتعرف على الطرق الإيجابية والآمنة على صحتنا وصحة أبنائنا كى نحتفل ببداية العام الجديد بطرق أمنة لا تؤثر على صحتنا وصحة أبنائنا.
الرقص والكحوليات
تشير الدكتورة هالة حماد أستاذة الأمراض النفسية والعلاقات الأسرية إلى أن هناك بعض الأفراد والأسر التى تفضل الاحتفال برأس السنة فى أماكن بها رقص أو حركات جسدية انفعالية وموسيقى صاخبة مثل الديسكو وهذا يكون حسب العادات التى نشأت عليها الأسرة وثقافتها، فغالبا يكون مثل هذه المظاهر تقليد لأفراد فى العائلة أو أسلوب تربية أو مسايرة لبعض الأصدقاء الذين اعتادوا على هذه الطرق فى احتفالاتهم، أو نتيجة شعور الشخص بالكبت والضغوط النفسية طوال العام.
وتتابع أن هذا مظهر غير لائق اجتماعيا وقدوة غير جيدة للأبناء الذين من الممكن أن يعتادوا على هذا أيضا وفى غير المناسبات أى بصورة فجة وعادة ما تكون الاحتفالات فى هذه الأماكن مصحوبة بتناول النبيذ والكحوليات والتى لها تأثيرات ضارة على الجهاز العصبى وقدرة الشخص على التحكم فى تصرفاته واضطراب فى أسلوب التفكير واضطراب الشخصية الذى يؤثر بدوره على الذاكرة.
تضيف الدكتورة هالة أيضا أن الشخص الذى يتناول هذه المشروبات تزداد احتمالية إصابته بالاكتئاب وأثناء تأثير الكحول يفقد السيطرة على نفسه ونجده يضحك بشكل هيستيرى ويقول كلمات غير مفهومه أو غير لائقة ويفقد احترامه أمام الآخرين.
تنصح الدكتورة هالة بتجنب هذه الأشكال من الاحتفال والاكتفاء باجتماع عائلى فى المنزل المزين بزينة الكريسماس ومضاء بالشموع، وهو ما يضفى جوا نفسيا مريحا وتحضير سفرة بها مأكولات شهية متنوعة و تبادل الهدايا بين أفراد الأسرة والأصدقاء أو يمكن الخروج لأماكن هادئة.
دكتور مدحت الزيات أستاذ أطفال
وعن احتفال البعض برأس السنة بالرقص العنيف والإفراط فى تناول الكحوليات وتأثير ذلك على القلب يجيب الدكتور طارق محسن أستاذ جراحة القلب بقصر العينى موضحا أن هناك نوعان من متناولى الخمور أولا من يعتادون عليها ويتناولونها باستمرار، وهو ما يؤدى لنشاط زائد بالكبد وإفراز إنزيمات لتكسير مادة الكحول، ونتيجة لذلك يحدث التليف الكبدى، أما من يتناولها فجأة وبإسراف فى المناسبات مثل رأس السنة والأعياد فمن الممكن أن تصيبه بفقدان الوعى والقئ وإذا تم استنشاق المواد التى تقيئها وتسربت للرئة يحدث توقف مفاجئ للتنفس ويفقد حياته.
أما بالنسبة للرقص فيوضح الدكتور طارق أنه يساعد على إفراز مادة فى المخ تسمى إندروسن وهى المسئولة عن البهجة والضحك ويشبه تاثير المخدرات، حيث تبعث الإحساس بالنشوى، لذلك كانت الشعوب القديمة تحرص فى الاحتفال بانتصاراتها فى الحروب على ممارسة الرقص ولكن بشكل معتدل.
ويضيف الرقص المبالغ فيه يمثل خطورة إذا كان الشخص يعانى من عيب خلقى فى القلب، مثل الثقوب أو اختلاف الشرايين الرئيسية وعادة يكون صاحب هذه المشكلة غير قادر على ممارسة الأنشطة ذات المجهود العنيف، ولكن هناك عيوب بالقلب تكون غير ظاهرة وتظهر فقط عند القيام بمجهود عنيف مثل تليف القلب، ويسبب الموت المفاجئ، ولا أعتقد أن مجهود الرقص يسبب هذه الخطورة.
وينصح الدكتور طارق لتجنب أى مضاعفات بالاعتدال فى الرقص وتجنب الإسراف فى تناول النبيذ والكحوليات خاصة لمن لم يعتاد شربها.
ماسكات الأطفال
كثير من الأطفال يقبلون على رسم وشوش العرائس والحيوانات والماسكات على وجوههم، تعبيرا عن فرحتهم فى هذه المناسبات، ويوضح الدكتور أشرف صبحى استشارى الأمراض الجلدية أن خطورة هذه الرسومات على جلد الطفل تكمن فى عدة نقاط، أولا احتوائها على عناصر كيميائية لا يتحملها جلد الطفل مما يؤدى لحساسية الجلد وتهيج البشرة واحمرارها وفى بعض الحالات تسبب الأكزيما.
بالإضافة لخطورة عنصر الرصاص أحد مكونات هذه الألوان الخاصة بالماسكات الذى إذا استخدم لفترة طويلة يتراكم على المدى الطويل فى الأنسجة العصبية للطفل، ويسبب له الأنيميا وضعف القدرة على التحصيل الدراسى وضعف الذاكرة، وقد تكون له تأثيرات على اضطراب نمو الطفل.
وأيضا من جوانب خطورة الأدوات التى تستخدم فى الرسم أنها ليست شخصية ولكنها تستخدم بين عدد كبير من الأطفال، بالتالى من الممكن أن تنقل العدوى الجلدية من طفل إلى آخر .
الألعاب النارية والشماريخ والبومب
تنتشر بين الأطفال فى الأعياد الصوايخ والبومب وغيرها من الألعاب النارية التى لا تعلم الأسرة مدى خطورتها على الطفل وهذا ما يوضحه الدكتور مدحت الزيات استشارى طب الأطفال، قائلا، إن الشرر المتطاير من هذه الألعاب قد يسبب حرقا فى العين أو جلد الطفل، لأنه شديد الحساسية والغبار والرماد الناتج عنها قد تهيج حساسية الصدر، وقد يسبب التهابات العين وخاصة إذا دخل مباشرة فى عين الطفل قد يسبب حرق فى جلد الجفون، كما أن الأصوات الناتجة عنها تؤثر على طبلة الأذن وقد يفقد الطفل عينه كاملة إذا دخل أحد أجزاء الصاروخ أو البومب فى عين الطفل وهذا وارد.
ولتجنب هذه المخاطر ننصح الأسرة بتوعية أبنائها بذلك وإقناعه بخطورتها وإيجاد بدائل للاحتفال بالمناسبات، مثل الخروج واللعب بلعبات آمنة وإضفاء جو أسرى مع الأهل والأصدقاء ينسيه هذه الألعاب.
وشوش جذابة تحمل خطورة
أخطر مظاهر الاحتفال بالكريسماس.. الرقص العنيف يعرضك للموت المفاجئ.. وشرب الكحوليات يسبب تليف الكبد وتوقف التنفس.. والألعاب النارية تعرض أطفالك للعمى.. والرسم على الوجوه خطر على الجلد والمخ
الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 01:51 م
الرسم على الوجوه خطر على الجلد والمخ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة