اليهود يصعدون هجومهم ضد مصر بسبب "أبو حصيرة".. خارجية إسرائيل: على القاهرة السماح بحرية العبادة لمواطنينا.. وحفيد الحاخام: مصر أصبحت خطيرة جدا للإسرائيليين وكنا نرى عبارات "الموت لليهود" خلال زياراتنا

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 01:35 م

الحاخام اليهودى يعقوب أبو حصيرة

كتب محمود محيى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لليوم الثالث على التوالى صعدت إسرائيل والجماعات اليهودية المتشددة داخلها من هجومها الحاد ضد مصر، بسبب إلغاء الاحتفال بمولد الحاخام المغربى الأصل "أبو حصيرة" فى دمنهور بمحافظة البحيرة، بموجب قرار محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الذى صدر مؤخرا، والذى أمر بهدم الضريح وشطبه من قائمة الأماكن الأثرية وعدم نقل رفات الحاخام لإسرائيل.

وقال عمانويل نحشون، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية اليوم الأربعاء، إن تل أبيب لا تزال تدرس القرار المصرى، مطالبا القاهرة بالسماح بحرية العبادة للإسرائيليين واليهود، كما فعلت فى الماضى خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مضيفا أنه يأمل أن يلغى النظام المصرى الحالى برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى قرار المحكمة الإدارية بالإسكندرية.

وقالت الصحيفة العبرية إن مصر كانت تمنع دخول الحجاج اليهود فى عدد من السنين من الحضور، بحجة المخاوف الأمنية، مضيفة أن عقبات بيروقراطية أبعدت الإسرائيليين ويهود آخرين عن الاحتفالا فى قبر الحاخام "أبو حصيرة"، الذى كان يحضره مئات اليهود فى بلدة دمنهور، مشيرة إلى أنه توفى هناك عام 1879 أثناء طريقه للذهاب للأراضى الفلسطينية.

وقال يعقوب يهوديوف، أحد أحفاد الحاخام اليهودى للصحيفة العبرية ردا على قرار المحكمة المصرية يمنع قيام الاحتفال اليهودى فى ذكرى الحاخام المغربى يعقوب أبو حصيرة، "إن اليهود يتجنبون الحدث فى شمال مصر منذ سنوات لأسباب أمنية، ولكن يوم الاثنين الماضى أصبح المنع رسميا بقرار محكمة".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الحاخام يعقوب أبو حصيرة، ولد فى واحة "تافيلالت" فى الصحراء المغربية عام 1805، وكان حاخام يهوديا شهير ذا بركات كثيرة وتوفى فى شمال مصر وهو فى طريقه للأراضى المقدسة، فيما يوجد قبر حفيده، الحاخام يسرائيل أبو حصيرة – المعروف بإسم "بابا سالى" – فى مستوطنة "نتيفوت"، وأنه يعد من أكثر الأماكن المقدسة اليهودية زيارة فى إسرائيل.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يهوديوف الذى كان ينظم رحلات لمجموعات إسرائيلية لزيارة الموقع فى مصر منذ عام 1989، قوله: "إن مصر أصبحت خطيرة جدا للإسرائيليين واليهود بعد الثورة المصرية عام 2011"، مضيفا: "فى هذا العام السفارة المصرية فى تل أبيب اصدرت تأشيرات الدخول، ولكننى لم أفكر بالذهاب إلى هناك، وأنه عادة تبقى التأشيرة الى اليوم الأخير، أو ترفض الطلبات للاحتفاليات، قائلة إن القاهرة لم توافق".

وأضاف حفيد الحاخام: "ممنوع الذهاب من ناحية دينية لأماكن خطرة، فمدينة دمنهور تعتبر من المدن العدائية جدا لليهود بحكم النزعة الدينية والريفية فيها، ولا يوجد أى سبب للذهاب، ولكن فى ديسمبر 2010، كانت المرة الأخيرة التى سافرت فيها مجموعة كبيرة من 550 إسرائيلى لمصر، ووجدوا هناك حينها لافتات مكتوب عليها الموت لليهود".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه من بين مظاهر كراهية المصريين لليهود، أن الحزب الناصرى فى مصر أطلق فى السابق حملة بعنوان "لن تمر على أرضى"، وطالب الحكومة المصرية منع الوجود "الصهيونى" فى مصر، مشيرة إلى أن الزيارات الجماعية لمصر طالما كانت ترافق بحماية مكثفة من قبل الأمن المصرى.

وقال يهوديوف: "فى بعض الأحيان طلب من الإسرائيليين عدم الذهاب إلى مواقع معينة عقب انتهاء الاحتفالا بقبر أبو حصيرة، وفى المرة الأخيرة التى كنا فيها هناك، كان هناك كتائب كاملة من الجيش والشرطة والمصرية".

وأضاف حفيد الحاخام اليهودى للصحيفة العبرية: "فى السنوات الأولى، القنصلية المصرية كانت تنتظر كى نحضر جوازاتنا للموافقة، ولكن من عام إلى عام أصبح التعامل معهم أصعب فأصعب، فى السنوات الأخيرة كانوا يحققون معنا، ويطلبون قائمة أسماء، ويمنحونا التأشيرة يوم قبل السفر، لقد جعلوا زيارة القبر صعبة جدا".

وقال يهوديوف: "اتصل بى أشخاص خلال الأيام الماضية من باريس، يسألون أين عنوان القبر بالضبط لكى يذهبوا إلى هناك، ولكن قلت لهم إننى أنصحهم بعدم الذهاب، فالاحتفالات من المفروض كانت أن تجرى فى 9 يناير 2015، ولكن أصبح الآن من الصعب الوصول لهناك".

وكان يحضر الاحتفال السنوى بمولد الحاخام أبو حصيرة، مئات اليهود من حول العالم لكن هذا الرقم بدأ يتضاءل خلال السنوات القليلة الماضية، وأن ذروة الاحتفالات كانت فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك لعلاقته الجيدة بإسرائيل فى حينها، ومنذ توقيع مصر وإسرائيل على معاهدة السلام، عام 1979، يحرص مئات اليهود الذين يعود معظمهم إلى أصول مغربية على التوافد على الضريح الذى تم تسجيله ضمن الآثار اليهودية كموقع دينى فى هيئة الآثار المصرية.

وكان قدر قررت المحكمة أمس الاثنين، حظر الاحتفال بمولد الحاخام اليهودى يعقوب بن مسعود أبو حصيرة الذى يقام سنويا فى محافظة البحيرة، كما قررت إلغاء قرار وزير الثقافة الصادر عام 1981 باعتبار ضريحه من الآثار المصرية، حيث أقام أحد المحامين دعوى لإلغاء مولد أبو حصيرة لأنه تقام خلاله طقوس وتؤتى أفعال تخالف أخلاق الريف المصرى.

ويعتبر مولد أبو حصيرة احتفالا يهوديا بالحاخام المغربى الأصل، يقام بصورة سنوية منذ عام 1907 فى الفترة ما بين 26 ديسمبر حتى الثانى من يناير داخل معبد يهودى فى قرية دميتيوه فى محافظة البحيرة، ويعتقد عدد من اليهود أن أبو حصيرة صاحب كرامات، وينتمى إلى عائلة يهودية كبيرة غادر المغرب لزيارة الأراضى المقدسة قبل مجيئه إلى مصر، وأقام فى قرية دميتيوه ودفن فيها وأقيم ضريح له عام 1880، وأثناء الاحتفالات تتحول المنطقة إلى ثكنة محصنة تنتشر فيها قوات الأمن لحماية المشاركين من غضب المواطنين، كما كان اليهود المشاركين بالاحتفالات يتعاطون الكحول، ويتبادلان القبلات ويحدث خلط بين الرجال والنساء، مما أحدث حالة من السخط للسكان هناك.