محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: الثقافة السماعية مشكلة المصريين

الخميس، 04 ديسمبر 2014 02:03 م
محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: الثقافة السماعية مشكلة المصريين أناس كثيرون يتحدثون - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أبرز الظواهر السلبية المتفشية فى المجتمع/ العقلية المصرية ما يمكن أن نسميه ثقافة التناقل.. وثقافة التناقل هى ذلك الفعل القائم على الترديد دون إعمال العقل فيما يتم ترديده، ومن ثَمَ تناقله.. هى تلك الثقافة المُؤسسة على فعل الاستماع.. والثقافة السماعية كما هو معروف ثقافة فى مجملها لا تصلح إلا لأصحاب العقل الرقيق/ الركيك.. حيث إنها وبحكم طبيعتها لا تتطلب مجهوداُ فى تحصيلها، ويساعد على ذلك أن حاسة السمع من الحواس السلبية- إن جازَ التعبير- لأنها لا تستلزم فعلا إيجابيا من المُستمع / المُتلقى، فـيكفى فقط أن يستمع.

وبناءً عليه أضحى لثقافة التناقل اليد الطولى فى تكوينِ الوعى العام لدى المصريين على اختلاف مشاربهم (حيث - الناقل- لما يسمعه يظن أنه يظهر بمظهر العارف ببواطن الأمور)، وإذا كان الشىء بالشىء يُذكر فإن ثقافة التناقل هى الترجمة الحرفية لـ البغبغانية.. والبغبغانية فى أبسط صورها هى الترديد دون وعىٍ والنطق دون فهمٍ.

وتمخضت ثقافة التناقل عند المصريين عن ترديد مقولاتٍ ومُطالبات أثبت الواقع أنها ليست بالأهمية المتوقعة، بل فى بعض الأحيان أتت بنتيجة عكسية للغرض منها.. مثل البغبغانية فى مقولة (إطلاق حرية تكوين الأحزاب) حتى صار لدينا - حتى وقت كتابة هذه السطور- ما يربو على التسعين حزبًا!.. إنها البغبغانية، التى أدت بنا إلى تلك الحالة.

جاء فى الأثر أن أحدهم تمنى أن تكون رقبته طويلة مثل رقبة الزرافة وعندما سُأل عن السببِ فى تَمنى هذه الأمنية العجيبة.. ردَّ قائلًا.. حتى يكون لديه فرصة للتراجع فيما يفكر فى قولهِ وحتى تأخذ الكلمات منه وقتًا طويلًا قبل أن تصل إلى مرحلة النطق.

والسؤال.. تُرى لو أعملنا العقل فيما نستنطق به من كلمات وآراءٍ كم من الكلماتِ والآراء لم نكن لننطق بها أو نقولها؟

أقول قولى هذا ولا أستتثنى نفىسى










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة