فاز الدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب الأستاذ المتفرغ بقسم البحوث النباتية بمركز البحوث النووية المصرى، بجائزة الامتياز والإنجازات المتميزة فى استنباط طفرات النباتات على المستوى العالمى واستخدام الطرق النووية فى تحسين المحاصيل الزراعية.
وأوضحت هيئة الطاقة الذرية، اليوم الخميس، أن العالم المصرى اجتاز كل المعايير المطلوبة للحصول على الجائزة التى تضمنت وجود سجل متميز من الإنجازات للفائزين فى إطلاق عدد من الأصناف ذات طفرات وسمات تساهم فى تحسين المحاصيل والنباتات الهامة، كما تضمنت المعايير تقبل المزارعين لتلك الأصناف التى تم استنباطها مع إشراك هؤلاء المزارعين فى تسريع وتيرة زراعة تلك الأصناف وتوسيع نطاقها، إلى جانب وجود أثر اجتماعى واقتصادى ملموس لتلك الأصناف من حيث زيادة المكاسب العائدة من استخدامها سواء على مستوى المزارعين أو على مستوى اقتصاد الدولة.
وتأتى هذه الخطوة تأكيدا لتحقيق هيئة الطاقة الذرية المصرية، يوما بعد يوم، إنجازا علميا مشرفا على المستوى العالمى بما يدعو للفخر بأبنائها من العلماء والباحثين والعاملين الإداريين الذين حققوا نجاحات متتالية فى كافة المجالات لرفعة شأن الهيئة ورفع راية العلم ودفع الوطن قدماً للأمام.
وحصل الدكتور المصرى عبد الشافى إبراهيم رجب على الجائزة فى الاحتفالية العالمية بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء الشعبة المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمعنية باستخدام التقنيات النووية فى الأغذية والزراعة وتم توزيع الجوائز على هامش انعقاد الدورة الثامنة للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا.
من جانبه، أثنى الدكتور عاطف عبد الحميد عبد الفتاح رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية على الدور الذى قدمه العالم الدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب فى تحقيق المزيد من الإنجازات البناءة والتقدم المثمر فى مجالات البحث العلمى للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وطموحها المستمر، كما أثنى على دور علماء الهيئة فى حصد العديد من الجوائز المتميزة فى كافة المجالات العلمية.
ودعا الدكتور المصرى عاطف عبد الحميد شباب الباحثين من العلماء لبذل المزيد من المجهودات العلمية واتخاذ صفوة العلماء قدوة لهم للمشاركة فى النهوض بالبحث العلمى لإحداث نقلة نوعية والانطلاق بمصرنا الغالية إلى الآفاق العالمية، مؤكدا أن الهيئة تمتلك من الإمكانات العلمية والبحثية والمعملية ما يؤكد دعم شباب الباحثين فى إنجاح أبحاثهم وأن الهيئة لا تدخر وسعا إلا وتقدم كافة الدعم لأبنائها فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وبما يخدم المجتمع المصرى فى المجالات الزراعية والصناعية والطبية وغيرها.
وأوضح العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب أن استخدام الطرق النووية فى تحسين المحاصيل الزراعية يعد أحد أهم التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، حيث أن تطوير المحاصيل الزراعية وتحسينها يتم من خلال الطفرات الطبيعية (نظرية الطفور للتطور) ونظرا لأن الطفرات الطبيعية تحدث بمعدلات منخفضة جدا (واحد فى المليون) وعلى فترات طويلة، عمل الإنسان على محاكاة الطبيعة فى استحداث الطفرات صناعيا باستخدام الطرق النووية حتى لا يظل الإنسان معتمدا على الطبيعة كمصدر وحيد للتصنيف الوراثى، وبالتالى تحسين الإنتاج الزراعى عن طريق إنتاج أصناف زراعية محسنة جديدة.
وأضاف العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم، أن الطفرات المستحدثة بالوسائل النووية لعبت دورا كبيرا فى توفير الغذاء فى كثير من دول العالم، وبالتالى تحقيق الأمن الغذائى والتغلب على سوء التغذية، حيث تم إنتاج ما يزيد على ثلاثة آلاف صنف زراعى جديد فى جميع دول العالم فى مختلف المحاصيل (محاصيل الحبوب- البقول- الزيت-الفاكهة- الزينة).
وأشار العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم إلى أن هيئة الطاقة الذرية المصرية تنبهت إلى خطورة الفجوة الكبيرة فى إنتاج زيوت الطعام فى مصر مبكرا منذ أوائل الثمانينات من القرن العشرين، ولذلك اهتمت باستحداث وتنمية أصناف زراعية جديدة فى بعض محاصيل الزيت كمحاصيل السمسم والقرطم باستخدام الوسائل النووية والتكنولوجيا الحيوية ذات الصلة.
ونوه العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم، بأن السمسم يعتبر من محاصيل الزيت الهامة فى مصر حيث يزرع من أجل بذوره التى تحتوى على 53 فى المائة زيت من أجود أنواع الزيوت ويعرف بزيت "السيرج" وهو زيت ثابت جدا لفترات طويلة لأنه يحتوى على مضادات أكسدة (سيسامول) عبارة عن مركبات فينولية التى تشتق من السيسمولين ويستخدم زيت السمسم كمذيب أو حامل فى الأدوية والكريمات.
وتناول الدكتور المصرى عبد الشافى إبراهيم مشكلات زراعة السمسم ومنها نقص الأصناف المحسنة التى تزرع عند الفلاحين وكذلك انفتاح القرون وسقوط نسبة كبيرة من البذور عند الحصاد تصل إلى 30 فى المائة وأيضاً الإصابة بأمراض الذبول، مشيرا إلى أن السمسم محصول صيفى يتنافس مع المحاصيل الرئيسية فى منطقة الدلتا، موضحا أن هذه المشكلات ناتجة عن عدم اهتمام مربى النبات بالسمسم كاهتمامه بالمحاصيل الرئيسية.
وكان إيراد الفدان من السمسم من الأصناف المحلية فى الموسم يبلغ 3200 جنيه بينما بلغ إيراده من الأصناف الجديدة من 4600 إلى 6400 جنيه، وكانت تكلفة زراعة الفدان من الأصناف المحلية فى الموسم 2000 جنيه وهى نفس التكلفة بالنسبة للأصناف الجديدة.
وكان صافى ربح الفدان من الأصناف المحلية فى الموسم يبلغ 1200 جنيه بينما بلغ بالنسبة للأصناف الجديدة من 2600 إلى 4400 جنيه، وبفرض أن المساحة المزروعة بالسمسم فى الموسم الواحد تبلغ 100 ألف فدان فإن صافى الربح على المستوى القومى فى الموسم الواحد بالنسبة للأصناف المحلية كان يبلغ 120 مليون جنيه مقابل من 260 إلى 440 مليون جنيه، وبالتالى فإن صافى الربح فى عشر سنوات منذ توزيع الأصناف الجديدة من تقاوى السمسم على المزارعين يبلغ من 6ر2 إلى 4ر4 مليار جنيه مقابل 2ر1 مليار جنيه بالنسبة للأصناف المحلية القديمة.
وأكد العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم أن هيئة الطاقة الذرية عملت على برنامج استحداث وتنمية أصناف زراعية محسنة وخلال أكثر من 25 عاما من العمل العلمى المتواصل ليتمكن فى النهاية من استحداث واستنباط عدد من الطفرات عالية الإنتاجية وجودة الزيت ومقاومة الأمراض والآفات من خلال استحداث الطفرات والتأكد من ثبات صفاتها الوراثية ثم تقييمها على مدى عشرين عاماً فى تجارب حقلية للإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض والآفات وصفات الجودة ودراسة درجة الثبات الوراثى ودرجة التأقلم فى مواقع بيئية مختلفة.
وأوضح العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم أنه فى عام 1997 تقدمت هيئة الطاقة الذرية بطلب تسجيل ثلاث طفرات مستنبطة ومستحدثة فى معامل ومزارع الهيئة إلى لجنة تسجيل الأصناف بوزارة الزراعة طبقا للقرار الوزارى رقم 103 لسنة 1996 وتم إرسال لجنة تسجيل أصناف بذور السلالات الجديدة إلى لجان فنية بمركز البحوث الزراعية لتقييمها لمدة سنتين على مستوى محطات البحوث وسنه ثالثة على مستوى حقول المزارعين وتم التقدم بالتقارير النهائية إلى لجنة تسجيل الأصناف والتى وافقت على تسجيلها كأصناف تجارية تحت مسمى طاقة 1 – طاقة 2 – طاقة 3 بتاريخ 12/1/2000، وبناء على ذلك صدر قرار وزير الزراعة رقم 1726 لسنة 2000 باعتماد تسجيل أصناف السمسم الجديدة والترخيص بتداول تقاوى هذه الأصناف لدى المزارعين.
والدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب هو رئيس شعبة تطبيقات النظائر المشعة بمركز البحوث النووية بهيئة الطاقة الذرية المصرية سابقا، من مواليد السنبلاوين بالدقهلية فى 24 أبريل عام 1948، وحاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية (محاصيل) بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية 1971، وحاصل على ماجستير فى العلوم الزراعية (محاصيل) من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1978، وحاصل على الدكتوراه فى العلوم الزراعية (محاصيل) من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1982، وعضو علمى بهيئة الطاقة الذرية (1973 – 1979)، ومدرس بهيئة الطاقة الذرية (1979- 1982)، وأستاذ مساعد تربية ووراثة نبات (1987- 1992)، وأستاذ محاصيل (تربية نبات منذ عام 1992، و رئيس وحدة تربية ووراثة النبات ( 1995- 1999)، ورئيس قسم البحوث النباتية (1999- 2000)، ووكيل شعبة تطبيقات النظائر المشعة للشئون التكنولوجية (2000- 2002).
مصرى يفوز بجائزة عالمية فى الاستخدام النووى لتحسين المحاصيل الزراعية
الخميس، 04 ديسمبر 2014 02:59 م
هيئة الطاقة الذرية- أرشيفية