قال الدكتور سعد الجيوشى، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى، إن هناك دراسات مُقدمة من عدد من الخبراء والمكاتب الاستشارية لحل أزمة الزحام بالشوارع، وتضمنت تلك الدراسات مشروع المونوريل كإحدى الوسائل العملية لحل أزمة الزحام، ولكن لا توجد أى خطوات حقيقية نحو تطبيقه فى محافظة القاهرة أو محافظة أخرى دون الإسكندرية فى الوقت الحالى.
وأضاف الجيوشى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك لجنة بوزارة النقل تم تشكيلها تُعقد شهريًا لدراسة إمكانية تطبيقه فى الإسكندرية، حيث إن الإسكندرية ثانى أكبر محافظات مصر وأحد المحافظات الساحلية، والتى يمكن تطبيق المشروع بها كأحد المعالم السياحية، التى ستُميزها فى المستقبل، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد محافظة القاهرة اهتماما بكل قطاعات النقل وعلى رأسها المترو، حيث سيبدأ المترو مرحلة من الاهتمام بافتتاح الخطوط الجديدة، خاصة بعد أن قُطعت مسافة كبيرة فى تطويره.
قال الدكتور عماد الدين نبيل خبير واستشارى الطرق والكبارى، إن "المونوريل" هو أحد أهم وأكثر الوسائل العملية لحل أزمة المرور بالعالم، وأن وزاةر النقل بالفعل بدأت فى النظر إلى ذلك المشروع بعين الجدية بعد نجاح التجربة بأكثر من دولة، مشيرًا إلى أن محافظة الإسكندرية لديها مشكلة فى آلية عمل النقل الجماعى، بالإضافة إلى وجود زحام شديد بأهم شوارعها وقت الذروة مما يزيد العبء على وسائل النقل العام.
وأضاف نبيل، أن وزارة النقل حاولت من قبل تطبيق مشروع مترو الأنفاق، ولكن دراسة نوع تربة المدينة أثبتت أنه لايمكن أن إنشاء مشروع ضخم مثل المترو تحت الأرض، نظرًا لتشبعها بمياه البحر، وحينها توجهت الأنظار نحو وسيلة جديدة خفيفة الوزن، ولا تستحوذ على مساحة كبيرة، ويمكنها استيعاب قدر لا بأس به من الجماهير، وبالفعل بدأ مسئولو المحافظة فى وضع المشروع قيد الدراسة لتطبيقه.
وأوضح نبيل أن للمونوريل فوائد عديدة أبرزها أن وزنه خفيف، ولا يحتاج إلى مساحة كبيرة حتى يُقام المشروع عليها، بالإضافة إلى أنه لا يحتاج إلى كوبرى بالمعنى الحقيقى، وإنما هو عبارة عن قطار يتم عمل سور يسير عليه القطار ويتم توصيله بالكهرباء، وبالتالى فهو من أهم الوسائل التى يمكن أن تسير فى مساحات صغيرة، ومن ثم يمكنه التوغل فى الأماكن الأكثر تكدسًا بالسكان، كما يمكن الاستفادة منه كإحدى الوسائل السياحية الجديدة على المصريين، ومن خلاله يمكن الاستغناء بشكل نهائى عن الترام الذى أهلكه الإهمال.
ويرى نبيل أنه يمكن تطبيقه فى عدة أماكن بمحافظتى القاهرة الجيزة لتقليل نسبة الزحام، حيث يمكن أن يُطبق بمحور 26 يوليو، وأيضًا يمكنه الربط بين جميع مناطق التابعة لمنطقة السادس من أكتوبر، بالإضافة إلى محور روض الفرج، ومن ثم يتم إحكام القبضة على الزحام وتحجيمه والقضاء عليه بشكل نهائى.
فيما أكد الدكتور أحمد الحكيم، أستاذ الطرق والكبارى بجامعة الأزهر، أن مشروع "المونوريل" إذا تم تطبيقه فى مصر سيزيل الكثير من العوائق التى تواجه المرور فى مصر، خاصة أنه وسيلة عملية وسريعة ولا تحتاج إلى مساحات كبيرة أو حفر حتى تسير، وتكلفتها أقل من الوسائل الأخرى مقارنة للدور الذى يقوم به، وأوضح الحكيم أن من أهم مميزات المونوريل أنه يمكن أن يسير بدون سائق، حيث يعمل أوتوماتيكيًا ويقف فكل المحطات تلقائيًا، مما يقلل معدلات الخطأ، ويسهل عملية التنقل من محطة إلى أخرى.
ويشهد الشارع المصرى فى الآونة الأخيرة زحاما شديدا فى مختلف جوانبه على الرغم من الحلول، التى تحاول وزارة النقل تقديمها بالتعاون مع الأجهزة المحلية التابعة للمحافظات، وفى الوقت ذاته إحاطة الخطورة بالمصريين من جميع الجوانب بعد ارتفاع نسبة الحوادث وتعرض حياة العشرات يوميًا للخطر بعد أن استهان السائقون بالقواعد المُنظمة للمرور، وربما كان الزحام له دور فى تلك الأزمة كونه أصبح العلامة المُميزة لبعض الشوارع التى يهرب منها بعض قادة المركبات لتفادى الاكتظاظ المرورى، الذى يُضاعف الوقت اللازم للوصول للمكان المُحدد.
استغلت بعض الدول جميع المجالات البيئية المُتاحة لحل أزمات المرور وتقليل مُعدل الحوادث، وبدأت اليابان مُنذ ما يقرب من 35 عامًا فرز وسائل مواصلاتها، فوجدت أنها استغلت مجالى البر والبحر فى حل أزمة المرور بعد أن أنشأت وسائل نقل تربط بين جُزرها، فضلًا عن مُضاعفة وسائل المواصلات البرية والأكثر استخدامًا بين أبناء شعبها، ولكنها لم توفر الحماية البيئية المطلوبة، فبحثت عن وسيلة جديدة يمكن من خلالها حل أزمتى الزحام والتلوث، بالإضافة إلى استغلال عنصر الجو فى النقل الداخلى لها.
تطلعت اليابان لإنشاء وسيلة جديدة لا تستحوذ على مساحة كبيرة، ولها سرعات مختلفة وتستوعب كميات كبيرة من الرُكاب، بالإضافة إلى قلة زمن تقاطرها، فأنشأت القطار الطائر أو ما يُعرف بـ"المونوريل"، والذى مكنها من حل عدة أزمات فى آن واحد، فاستطاعات تقليل الحوادث من خلال تنظيم عملية المرور والقضاء على الزحام بشكل نهائى، كما أن توفير المبالغ الطائلة، التى كانت ستُنفق على مترو الأنفاق أحد أهم الدوافع لإنشاء المونوريل، فحفر كيلو متر واحد من مترو الأنفاق وتجهيزه، يُعادل تجهيز 4 كيلو مترات من القطار الطائر.
لم تقف التجربة عند دولة اليابان رائدة التكنولوجيا فى العالم، بل تطلع عدد من الدول الآسيوية لتطبيق التجربة بعد أن حققت نجاحات عديدة فى الشارع اليابانى، وبدأت دولة ماليزيا فى أغسطس 2003 فى إنشاء قطار كهربائى مُعلق، يمر على 11 محطة من المحطات الرئيسية التى تربط العاصمة الماليزية كوالالمبور، ويقطع مسافة تصل إلى 9 كيلو مترات والذى أحدث طفرة ونقلة نوعية فى وسائل المواصلات الماليزية، حيث قضى تمامًا على التكدس المرورى وساهم بشكل كبير فى تسهيل حركة النقل والمواصلات بالعاصمة، فضلًا عن كونه أحد أهم عناصر الجذب السياحية هناك.
انتبه عدد من المهندسين والخبراء فى مجال النقل فى مصر إلى أهمية المشروع وضرورة تطبيقه فى مصر لحل أزمة الاختناق المرورى الحالية التى تُعانى منها مصر، وتقليل نسبة حوادث الطرق، التى أهلكت عاتق الطرقات المصرية، خاصة بعد أن سافر بعضهم إلى الخارج، وشاهد نجاح التجربة فى عدد من الدول النامية، حيث أجروا دراسة عن كيفية تطبيقه بالشوارع المصرية، وتقدموا لوزارة النقل للنظر فيها.
هيئة الطرق والكبارى تنتهى من دراسة تطبيق مشروع القطار الفضائى بالإسكندرية.. "المونوريل" علاج فعال للزحام والحوادث.. يسير بسرعة 80 كيلو فى الساعة دون عوائق.. وخبراء: تكلفته رخيصة مقارنة بالوسائل الأُخر
الخميس، 04 ديسمبر 2014 04:34 م
القطار الفضائى - أرشيفية