لسنوات طويلة ظلت عائلات بصعيد مصر متمسكة بالثأر ليصبح سلسال الدم بين عدد من العائلات ميراثا يتوارثه أبناؤهم لعقود طويلة، فالخصومة الثأرية تبدأ بمشادة كلامية لسبب ما وتنتهى بسلسال دم لسنوات طويلة.
"اليوم السابع"، رصد ضحايا الخصومات الثأرية المستمرة منذ سنوات طويلة والمجهودات الأمنية لوقف نزيف الدماء بين العائلات بمحافظة قنا، ودور لجنة المصالحات التى ظهرت بقوة خلال عام 2014 ليس بقنا وحدها وإنما بعدد من محافظات الصعيد.
إحصائية رسمية بضحايا الخصومات الثأرية المستمرة بمحافظة قنا، أكدت الإحصائية الصادرة من مديرية أمن قنا لعام 2014 أن عدد الخصومات الثأرية المستمرة منذ أعوام وحتى 2014 بلغت 92 خصومة ثأرية تمت المصالحة فى 7 خصومات لتصبح عدد الخصومات الموجودة بالمحافظة 85 خصومة، حيث يتم الصلح من خلال تقديم الكفن "القودة" والدية.
جاء مركز أبوتشت شمال المحافظة، الأكثر عددا فى الخصومات الثأرية بين العائلات وصلت إلى 20 خصومة ثأرية خلفت 26 ضحية، وقد تم الصلح فى خصومة ثأرية واحدة. وفى مركز فرشوط جاء عدد الخصومات الثأرية 6 خصومات خلفت 19 ضحية.
وفى مركز نجع حمادى كان عدد الخصومات الثأرية 11 خصومة، وتم التصالح فى خصومتين أسفرت عن 13ضحية وفى مركز دشنا 9 خصومات ثأرية خلفت 19 ضحية، وفى مركز الوقف 3 خصومات أسفرت عن 3 ضحايا، وفى قسم قنا خصومة ثأرية أسفرت عن 3 ضحايا.
وجاء مركز قنا الأكثر فى عدد ضحايا الخصومات الثأرية والتى بلغت 15 خصومة ثأرية تمت المصالحة فى خصومتين أسفرتا عن 44 ضحية و3 خصومات ثأرية، وبمركز قفط تمت المصالحة فى خصومة ثأرية، وأسفرت الخصومات عن 3 ضحايا و15 خصومة، وبمركز قوص أسفرت عن 27 ضحية و9 خصومات، وفى نقادة تمت المصالحة فى خصومة ثأرية واحدة، وأسفرت الخصومات عن 23 ضحية.
وفى عام 2014 بلغت الخصومات الثأرية الجديدة 7 خصومات ثأرية ونجحت الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع لجنة المصالحات فى إنهاء 7 خصومات ثأرية فيما تقوم لجنة المصالحات والأجهزة الأمنية بعقد عشرات من جلسات الصلح التمهيدية للصلح النهائى بين العائلات.
أشهر الخصومات الثأرية بمحافظة قنا
ومن أشهر الخصومات الثأرية المستمرة بمحافظة قنا هى الخصومة الثأرية التى شهدتها قرية الحجيرات التابعه لمركز قنا بين عائلتى "الرشايدة" و"جلال"، حيث راح ضحيتها خمسة من أبناء القرية من عائلة واحدة وهى عائلة "الرشايدة" من بينهم 3 أشقاء وأصيب آخر بطلقات نارية من نجع المعلا على خلفية خصومة ثأرية مع عائلة "جلال" بنجع أبو قروع".
ترجع الواقعة إلى 2012 بقيام مسلحين بأطلاق الأعيرة النارية بصورة مكثفة على عدد من الأشخاص يستقلون سيارة بالكيلو 26 طريق قنا –سفاجا، مما أسفر عن مصرع 5 أشخاص من عائلة واحدة وهى عائلة "الرشايدة"من بينهم 3 أشقاء، وجميعهم منتمين لعائلة الرشايدة بنجع المعلا بقرية الحجيرات التابعة لمركز قنا فيما أصيب آخر.
وكشفت التحريات أن المجنى عليهم كانوا فى طريقهم إلى مدينة الإسماعيلية لعمل اختبار "البشعة" والذى يتم فيه تمرير سكين ساخن على ألسنة المشكوك فى صدقهم لاكتشاف الكاذب على حد اعتقادهم، وذلك للتوصل إلى معرفة الجانى فى حادث مقتل نجل أحد الأشخاص بالقرية من عائلة "جلال" الذين اتهموا المجنى عليهم من عائلة "الرشايدة"بقتله.
وأثناء استقلالهم السيارة مع "سعيد. ع. أ" 60 سنة مزارع وعند الكيلو 26 طريق قنا سفاجا أقنعهم المتهم أنه مصاب بحالة من الغثيان، ولحظة نزوله من السيارة ظهرت سيارة أخرى كانت تتبعهم ركب فيها مسرعا وبدأوا فى إطلاق الأعيرة النارية على المجنى عليهم بصورة مكثفة قاصدين قتلهم أخذا بالثأر لنجل المتهم الأول، والمتهمون جميعهم ينتمون إلى عائلة جلال.
وفى مركز فرشوط جاءت الخصومة الثأرية لعائلتى "المخالفة" و"أبو سحلى" هى الأشهر فى 2014 لتضع أبناءها فى خوف وذعر لاينتهيان وتأثرت المدارس وغاب معظم الطلاب والتلاميذ والعاملين، وباع عدد كبير من أصحاب المحال التجارية محلاتهم وبضائعهم بأثمان قليله ففى كل يوم يفاجأ الناس بإطلاق نار كثيف فى الشوارع وتبدأ حرب الشوارع بين أفراد عائلتى "المخالفة" و"أبو سحلى".
4 سنوات هى تاريخ خصومة عائلتى "أبو سحلى" و"المخالفة" بفرشوط التى حولت المدينة لصراع وأشتباكات بشكل شبه يومى أصابت الحياة بها بالشلل، مما أثر على حياة المواطنين والأطفال 9 ضحايا وعشرات المصابين منهم الأطفال وآخرون ليسوا من أفراد العائلتين تصادف وجودهم أثناء وقوع الاشتباكات، فضلًا عن اشتعال النيران فى المنازل، والممتلكات الخاصة، ومحصول القصب وخسائر مادية لعشرات المحال التجارية بسبب الاشتباكات التى تنشب فجأة وتبادل الأعيرة النارية بين أفراد العائلتين.
ويبدأ الأهالى رواياتهم عن بداية الخصومة الثأرية وأسبابها، فمنهم من يقول إنها بدأت بمشاجرة بين أطفال من العائلتين إلا أن الرواية الأكثر شيوعا هى الاشتباكات التى نشبت أثناء انتخابات مجلس الشعب فى عام 2010، حينما هاجم مسلحون تردد أنهم من عائلة المخالفة سيارة ميكروباص تقل سيدات من عائلة "أبو سحلى" أثناء ذهابهن للإدلاء بأصواتهن فى الانتخابات لتبدأ شرارة الخصومة الثأرية لتحصد شباب من العائلتين.
وعلى الرغم من محاولات الصلح التى سعى لها العديد من القيادات الأمنية، فى مقدمتهم اللواء محمد كمال مدير أمن قنا السابق، وأيضا الرموز الشعبية والقيادات التنفيذية، إلا أن هناك أفرادا من العائلتين يرفضون المصالحة.
وهناك مساعى مستمرة من الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى أوفد لجنة تضم عددا من كبار علماء الأزهر للمصالحة بين أفراد العائلتين.
من جانبه قال الشيخ أحمد الكحلى، عضو لجنة المصالحات، أن اللجنة تقدمت برئاسة الشيخ تقادم رئيس لجنة المصالحات بواجب العزاء فى الضحية الأخيرة للخصومة الثأرية من أبناء عائلة المخالفة، لافتا إلى أن اللجنة فى خطواتها لتهيئة الصلح بالتنسيق مع الأزهر الشريف عقب فترة الحداد.
وأضاف "الكلحى"، أن اللجنة عقدت ما يزيد على 10 جلسات مع العائلتين ومساعيها مستمرة للصلح لوقف النزيف بين العائلتين، مشيرا إلا أن الصلح كان فى طريقه للإتمام إلا أن تصرفات بعض الشباب غير المسئولة وقفت فى طرق إنهاء الخصومة.
ومن ناحية أخرى كان للجمعيات الأهلية دورها حيث قامت جمعية تنمية جنوب مصر برئاسة عادل غزالى رئيس مجلس إدارة الجمعية، بعقد عدة ندوات توعية بالقرى تضم الرجال والسيدات وجاء التركيز خلال الندوات على توعية المرأة فى محاولة لتغيير نظرة المجتمع بأنها المحرض الأساسى وصاحبة الدور الأقوى للأخذ بالثأر وتوعيتها عن كيفية توضيح هذة النظرة الخاطئة لها.
أعضاء لجنة المصالحات فى جلسة بقنا
الشيخ أحمد الكلحى
اللواء عادل لبيب والشيخ أحمد الكلحى عضو لجنة المصالحات واللواء صلاح مزيد فى مصالحة لخصومة ثأرية بقنا
مصالحة بين عائلتين بقنا
حصاد الثأر والدم بقنا: مقتل 180 شخصا بالرصاص فى 92 خصومة..الأمن وكبار العائلات ينجحون فى إنهاء 7 خصومات خلال 2014.."أبو تشت" يتصدر القائمة بـ20 تسببت فى مصرع 26 مواطنا..الكفن والدية وسيلة إنهاء الأزمة
السبت، 06 ديسمبر 2014 08:34 ص
خصومة ثأرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة