يمثل العلم محورًا هامًا فى تحقيق التنمية فى أى مجتمع من المجتمعات ، لأنه بدون العلم لا تنهض الأمم فالعلم هو العمود الفقرى فى تحقيق تنمية المجتمعات و تطورها لما يمثله من أفكار و نظريات تساعد فى حل مشكلات المجتمع ، و تحقيق الرخاء الاقتصادي. لذا يجب تشجيع العلم و العلماء ، و الاستفادة منهم ومن نظرياتهم ، وواضح للعيان و بدون ادنى شك أن الاهتمام بالعلم والعلماء فى أى دولة يحقق لهذه الدولة الرخاء و التقدم ، كما يحقق مستوى دخل متميز. و يلاحظ أى متأمل فى تاريخ الأمم و الشعوب قديمها و حديثها أن تحضرها و رقيها كان مرتبط بالعلم لذا فليس غريبًا أن يرتبط التحضر و التقدم بالعلم، و التخلف و التدهور بالجهل. و لذا الجانب العلمى و حده هو مدار القياس لدرجات التقدم و التخلف بين الأمم و الأفراد. فالعلم مفتاح التقدم و محور التنمية فى أى مجتمع ، به تنهض الأمم و تشيد الحضارات ، و ترتقى الشعوب ، و تتحقق التنمية ، و يسعد الأفراد. بالعلم و المال يبنى الناس ملكهم لم يبنى ملك على جهل و إقلال.
و نلاحظ أن الفرق بين الدول المتقدمة و الدول النامية فى الإنفاق و الاهتمام بالعلم و تشجيع البحث العلمى ، و خير مثال على ذلك ما ينفقه الاتحاد الأوروبى على البحث العلمى ، حيث و ضع الاتحاد ميزانية خلال الفترة من بين 2007- 2014 مقدارها 300 بليون يوروا. و كل هذا يثبت بالدليل العملى أهمية العلم فى حياة الشعوب ، لذلك يجب على كل دولة تريد أن تسير فى طريق التقدم و التنمية أن تهتم بالعلم و تجعله الخيار الأول فى خططها ، و تشجع العلماء بتحسين أوضاعهم المعيشية ، و تشجيع الشباب على البحث و الابتكار و الإبداع ، و تنمية وتطوير قدراتهم ، و بناء المراكز البحثية ، و الجامعات. فالعلم يصل بالأمم و الشعوب إلى مستوى الرقى و التقدم و التحضر. و لذا ليس غريبًا أن نرى اهتمام الإسلام و عنايته بالعلم و العلماء ، يكفى أن أول سورة نزلت من القران هى أقرا دليل على أهمية العلم و القراءة و البحث ، و كثير من آيات الذكر الحكيم تحض على التأمل و التفكر و العلم و البحث و النظر. كذلك عنى الحديث الشريف بالعلم و حث عليه فى كثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) و غيرها من الأحاديث التى تدل على فضل و أهمية و مكانة العلم فى الإسلام. لذا السبيل الوحيد للتقدم هو العلم و التعليم ، وعلى كل الدول النامية أن تضع الخطط من اجل النهوض بالتعليم و تطويره ، و تشجيع العلم والعلماء إذا أرادت هذه الدول أن تكون متقدمة و تلحق بالركب الحضارى ، و أن تنفق بسخاء على العملية التعليمية ككل من بناء مدارس و جامعات ومراكز بحثية ، واهتمام بالعلماء و تحسين أوضاعهم المعيشية ، والتخطيط السليم للارتقاء بالعلم و التعليم ،لان كل ذلك سوف يودى إلى أفضل النتائج من تنمية فى جميع المجالات ، واستقرار اجتماعى ، وزيادة الدخل القومي، ورقى الأفراد و المجتمعات ، وتطور الشعوب.
د.عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: العلم قاطرة التنمية
السبت، 06 ديسمبر 2014 02:03 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد رشاد
بل التصنيع يا دكتور