مكتبة الآداب تصدر ترجمة لـ"الحياة الاجتماعية فى مصر" لستانلى لين بول

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2014 10:07 ص
مكتبة الآداب تصدر ترجمة لـ"الحياة الاجتماعية فى مصر" لستانلى لين بول غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن مكتبة الآداب بالقاهرة كتاب "الحياة الاجتماعية فى مصر"، وهو من الكتب النادرة للمستشرق البريطانى ستانلى لين بول (1854 -1931) الذى ألفه بعد الاحتلال البريطانى لمصر بعام واحد (1883). وقام بنقله للغة العربية ماجد محمد فتحى أبو بكر.

ويقع المجلد فى 180 صفحة يُنقل فيها القارئ بالنص ولوحاته التصويرية إلى جو مصر وأرضها، ويحتوى النص على ست لوحات منقوشة على الإستيل، وما يزيد على مائة وعشرين لوحة منقوشة على الخشب، رسمها فنانون بريطانيون مشهورون - من داخل الشوارع والأزقة والقرى والصحارى المصرية Taken on the spot وهو عمل شاق يستحقون عليه الثناء، وللقارئ أن يضع نفسه مع كل لوحة يشاهدها فى هذا الكتاب مكان أولئك الرسامين ليشهد مدى الجهد الذى بذلوه فى إصدارها بهذا الشكل، فى الصحارى وعلى ضفاف النيل وشوارع وحوارى القاهرة والإسكندرية.

وقسـّم ستانلى لين بول الكتاب إلى أربعة فصول، تناول فى الفصل الأول عادات وتقاليد أهل المدن، ووصَف حياتهم اليومية من كل الوجوه وأعمالهم وطرق تسليتهم، وبيوتهم وحياتهم العائلية، والحريم وحفلات الزواج والاحتفالات الشعبية والموالد، وطبيعة المصرى البسيط فى كل ذلك.

وفى الفصل الثانى ناقش أحوال المجتمع الزراعى والفلاحين، والحياة اليومية "لابن الشمس والعرق" ووصفها وصفَ خبير، وتناول طرق الزراعة ومشاكلها فى ظل السُّخرة وبساطة عقول الفلاحين، وإشفاقه على ما يلاقونه من التعب والظلم، مع طرح حلول لمشكلات الزراعة والرى.

وتطرق لأثر الاعتقاد فى الأولياء فى الريف المصرى.كما تناول مواقف طريفة من حفلات زواج الأقباط. ثم تطرق إلى الحياة الاجتماعية للبدو فى صحراء مصر الشرقية "العبابدة"، ووصف طبائعهم وحياة التجوال فى الصحراء و"عزة نفوسهم" فلا يتسولون من المسافرين عبر الصحراء الشرقية مهما بلغ بهم الجوع مداه، وأنهم " فئة من الشعب المصرى لا يُلقى لها بالا.

فى الفصل الثالث كان لا بد أن ينعكس أثر ستانلى لين بول كعضو فى لجنة حفظ الآثار العربية أو متحف الفن الإسلامى فيما بعد – حينما كانت تحفظ الآثار الإسلامية المصرية فى مسجد الحاكم بحى الجمالية . بدأ الفصل بوصف الحياة التعليمية والعقلية للمصرى، ومدى تأثره بالدين الإسلامى وهو وصف انتقد فيه أن المصريين لا يتعلمون إلا ما يرتبط بدينهم وشعائره – وفى أضيق الحدود - ولا يتعلمون العلوم الدنيوية التى تفيد إصلاح المجتمع. و يُبدى إعجابه بالأزهر وطلابه ومشايخه، ويقارن بينه وبين جامعتى أكسفورد وكامبريدج فى تلك الفترة، ثم يتناول الدين الإسلامى والقرآن ووصف المساجد الشهيرة بالقاهرة حسب ترتيبها التاريخى، ويذكر مواطن الجمال فيها بأسلوب يكاد يفوق أسلوب إدوارد ويليام لين واستطرد فيها. ثم ختم الفصل بوصف الصلوات والصيام ومجالس الذكر فى المساجد.

وفى الفصل الرابع يرصد لين بول مظاهر ازدياد الأثر الأوروبى فى العادات والسلوكيات والملابس والمنشآت فى مصر، ونتائج هذا الأثر، وما يطمح إليه - كمواطن بريطانى ومفكر فى العصر الفيكتورى، الذى شهد اتساع نطاق التاج البريطانى وبعد احتلال بريطانيا لمصر بعام - بخصوص مدى هذا التحسين الأوروبى.

وتبقى الخاتمة موضع نقاش، فهو يحمّل فهم المصريين المغلوط لمبادئ الإسلام المسئولية عن الوضع المتدنى للمرأة فى المجتمع وإهمال تعليمها. ويؤكد أن جمود عقول المصريين، أو بساطتهم وتمسكهم الشكلى بدينهم ستقف حائلا أمام التجديدات الأوروبية للنهوض بمصر. ويؤكد أن التغلب على ذلك سيكون مصدر فخر لبريطانيا على مر العصور - إن استطاعت. ويتساءل إن كان سيظل الحال كما هو عليه مهما فعل المسئولون البريطانيون الذين تولوا إدارة شئون مصر فعليّا وقتها من محاولات للنهوض بمصر، ثم نوّه فى آخر سطر أن " الحلاوة والنور فى مصر وأهلها " لن يتمتع بها المصلح الأوروبى حتى تترقى اوضاع المرأة فى مصر.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة