صافرة الحكم تعلن انتهاء المباراة بفوز فريق "المصرى" على أصحاب "الفانلة" الحمراء بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، فنشاهد على التلفاز عشرات المشجعين يندفعون إلى أرض الملعب وفى حوزتهم عُصى وأسلحة بيضاء، نقفز من المقاعد ونلتهم الشاشة بأعيننا قبل أن ينقطع البث وتنقطع معه الأنفاس ونسمع بعد دقائق مرعبة من الانتظار سقوط 5 قتلى، زادوا إلى 20، قفز الرقم إلى 50، والمحصلة النهائية 72 شهيدا سالت دماؤهم فى مثل هذا اليوم "1 فبراير" منذ عامين على أرضية ومقاعد ستاد بورسعيد.
لم يكونوا فاتحة الشهداء ولا مسك ختامهم لكن ما يميزهم عن سائر الشهداء الأبرار هو حصولهم على "القصاص العادل الناجز"، ذلك المطلب الذى لهث وراءه الجميع منذ سقوط شهداء ثورة 25 يناير ومن أعقبهم من الشهداء فى مختلف الموجات الثورية حتى يومنا هذا، ولكن لم نشهد سوى "مهرجان البراءة للجميع".
وقفات احتجاجية فى الشوارع وعلى قضبان مترو الأنفاق، اعتصام مفتوح حتى تنطفئ القلوب المشتعلة بعدالة القصاص.. كانت تلك بعض السبل التى لجأ إليها أعضاء ألتراس أهلاوى الذين أعلنوا وقتها بحسم "حقنا وهنعرف ناخده" ونفذوا كلمتهم ثم عادوا بعدها لعقيدتهم التى تمنعهم من الحديث للإعلام بعد أن حققوا مطلبهم.
عدم "طرمخة" القضية كغيرها يرجع إلى عدة أسباب كما يقول محمد رشوان، محامى أسر الشهداء لـ"اليوم السابع"، ويوضح هذه الأسباب: "التحقيقات التى جرت فى هذه القضية كانت فريدة من نوعها حيث تشكل فريق عمل على أعلى مستوى يتكون من أكثر من 22 وكيل نيابة قاموا بشغل حرفى عن طريق ربط الأحداث والاستماع للشهادات وتصوير الاستاد وعمل ماكيتات للمدرج لإعادة تمثيل المجزرة بدقة وهو ما جعل وزير العدل وقتها يصدر قرار بتدريس التحقيقات فى هذه القضية فى المعاهد".
إضافة إلى سرعة القبض على المتهمين الذين تواجدوا فى الاستاد سواء من مشجعى النادى المصرى أو عناصر الشرطة الذين شوهدوا برؤى العين، ولكون بورسعيد مدينة صغيرة كان بالإمكان التوصل إليهم كما يقول "رشوان"، لكن السبب الأهم الذى أدى إلى هذه التحركات السريعة والتحقيقات المتقنة هو وقوف الألتراس وراء القضية والضغط الإعلامى وتذكرتهم الدائمة بأحداث المجزرة والشهداء والذى شكل فارقا كبيرا حيث يقول المحامى أن الواقعة حدثت يوم 1 فبراير وكانت أول جلسة فى المحكمة يوم 18 إبريل وهذا زمن قياسى لإجراء تحقيقات فى قضية بهذا الحجم توفى فيها 72 شخصا وأصيب المئات ومتهم فيها 73 شخصا.
عامل آخر صب فى مصلحة أسر الشهداء هو النزاع الدائم بين دفاع المتهمين من مشجعى النادى المصرى والشرطة حيث كان يلقى كل منهم الاتهام على الفريق الآخر، وكان هذا ضد الفريقين كما يقول رشوان.
علق رشوان على ما أثير وقتها من أبناء محافظة بورسعيد حول كون الأحكام التى صدرت مسيسة وأخذت العاطل مع الباطل وراح ضحيتها عدد من الأبرياء قائلا: "الضغط السياسى كان تأثيره مقتصر على الإنجاز فى القضية والدقة فى التحقيقات ولكن لم يؤثر على الأحكام والدليل على ذلك بحسب قوله: "فيه 28 من المتهمين حصلوا على براءة ولو كانت الأحكام مسيسة كان اتحكم على جميع المتهمين".
فى الذكرى الثانية لأحداث ستاد بورسعيد.. "الألتراس" كلمة السر فى حكم القصاص.. ومحامى أسر شهداء مشجعى الأهلى: التحقيقات المتقنة وضغط روابط المشجعين أسباب الإسراع بإنهاء القضية
السبت، 01 فبراير 2014 04:13 ص
جانب من جرافيتى شهداء ستاد بور سعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
اهانه