اعتبر المدير العام للمركز العالمى للدراسات الأفريقية بالسودان عبد الله زكريا، أن ما حدث فى مصر فى 30 يونيو، والمتمثل فى خروج أعداد غفيرة ضد حكم الإخوان يمثل حدثا مهما وتاريخيا، ويؤرخ لفترة فاصلة فى تاريخ مصر الحديث.
وقال عبد الله زكريا، خلال ندوة حول "آفاق العلاقة بين السودان ومصر بعد ثورة 30 يونيو"، والتى عقدت بالمركز العالمى للدراسات الأفريقية بالخرطوم اليوم، إن مستقبل مصر سيكون بعد ذلك فى يد الشعب المصرى وحده"، مشيرا إلى أن هذا الشعب أصبح جاهزا لأن يخرج فى كل وقت وحين، متى دعت ضرورة الخروج ضد سياسات القمع والتسلط.
وحول موقف السودان فيما جرى فى مصر ألمح الأكاديمى السودانى، أن الحكومة السودانية كان موقفها حكيما ومتسقا مع طبيعة الحدث، حيث اعتبرت أن ما جرى فى مصر "شأن داخلى"، وأوضح أن هذا الاتجاه من شأنه توطئة مداخل تفعيل العلاقات بين البلدين والوصول بها نحو مرامى الغايات المرجوة فى تحقيق المصلحة المشتركة.
وأكد زكريا، أن العلاقات المتشابكة والشبيهة بين البلدين، تفرض ضرورة التقاء حقيقى بين الإرادتين الحاكمتين فى السودان ومصر، وإحياء جديد لفكرة التكامل، ولكن بعقلية جديدة وبمنظور مغاير ومستقبلى يمتد لأكثر من 50 عاما قادمة.
من جانبه، وصف مستشار المركز العالمى للدراسات الأفريقية بالسودان محمود عابدين، ما حدث فى 30 يونيو 2013، بأنه كان "زحفا جماهيريا" تحرك مباشرة بهدف إسقاط النظام (نظام الإخوان)، وهو ما يشار إليه فى الأدب السياسى بصحوة الشعب الحقيقية لإبداء رأيه، حيث أن الشعب يمثل الأغلبية بعد انحياز القوات المسلحة والقوات النظامية بكاملها لتلك الإرادة الشعبية والتحرك لعزل الرئيس وتصفية النظام القائم.
ورأى عابدين، أن الحكومة الانتقالية لا تعتبر حكومة عسكرية أفرزها الانقلاب العسكرى، ولكنها حكومة مدنية وأن رئيس الحكومة ورئيس الدولة والوزراء من العناصر المدنية باستثناء وزير الدفاع.
وأكد أنه لا ينبغى أن نصنف ما حدث فى 30 يونيو فى إطار الانقلابات العسكرية، التى تعتمد فى تنفيذها على صناع محترفين ومهرة، حيث إن الانقلاب العسكرى صناعة، والحركة الشعبية طواعية ومباشرة؛ والاختلاف بينهما واضح.
وعن مستقبل العلاقات السودانية المصرية، رأى المتحدث إن العلاقات السودانية المصرية عميقة ولا تتأثر بالمتغيرات الداخلية فى أى من الدولتين، ويرى ضرورة بناء رؤية إستراتيجية واحدة ودائمة وغير مرتبطة بالمتغيرات السياسية، والتعامل وفقا لقوانين وأسس ومبادئ الأمم المتحدة وحسن الجوار ومواصلة الدعوة لوحدة وادى النيل، والاستفادة من التجارب السالبة والإيجابية معا فى تطوير العلاقة، وعدم الاستجابة للمحاولات التى قد تخلق عدائيات بين الشعبين.
بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامى بالسفارة المصرية بالخرطوم المستشار عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف، إن النسبة التى صوتت على الدستور بلغت 98%، وهى نسبة يجب احترام نتيجة تصويتها، وأن ما حدث فى 30 يونيو هو بالفعل "ثورة شعبية"، بعد أن أدرك الجيش حجم المخاطر، وأصدر بيانا قبل الأزمة فى حكومة الرئيس المعزول مرسى، مشيرا إلى إن مصر حين تتعرض لكارثة، فلن يرحم أحد الجيش المصرى، لافتا إلى إن اختطاف اللعبة السياسية شىء، واختطاف الدولة شىء آخر مختلف.
ودعا المستشار الإعلامى، إلى تمتين العلاقات بين السودان ومصر، باعتبار أن العلاقة التى تجمع بين البلدين تعد من الأمور الإستراتيجية لأهمية السودان بالنسبة لمصر وأهمية مصر بالنسبة للسودان، وهذا ما يقود إلى بذل المزيد من إعادة الاكتشاف لجوانب العلاقة بين البلدين الشقيقين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة