غيرت ثورة يناير حياتنا رأسا على عقب، وأصبحت العودة إلى ما كان يوم 24 يناير 2011 ضربا من المستحيل. التغيير طال كل شىء، ولم يترك شيئا على حاله، ومن أهم ملامح التغيير أنه أطلق طاقات المصريين فى السخرية من كل شىء و على أى شىء، وإذا لم يجدوا ما يسخرون منه يسخرون من أنفسهم ومن واقعهم المر.
ظهر ذلك فى العشرات من الشخصيات الكرتونية التى تم ابتكارها، والتى لاقت رواجا واسع النطاق وما زالت مثل شخصية «أساحبى»، وظهرت أيضا فى العشرات من الفرق التى وجدت فى الإنترنت وسيلة عبقرية لنشر إبداعاتها عبر الفضاء الإلكترونى، وظهر هذا أيضا جليا فى شخصية مثل «باسم يوسف» الذى تحقق برامجه الساخرة أعلى البرامج مشاهدة، وهو قبل ثورة يناير لم يكن سوى طبيب لديه هواية، قد يعلم بها أفراد أسرته وأصدقاؤه.
كل هذا ندركه ونعلمه، وأعتبره أحد المزايا السحرية لثورة يناير، أنها أطلقت طاقات المصريين الكامنة فى كل شىء، ولكن علمتنا الحكمة أن لك شىء حد، وإذا زاد الشىء عن حده انقلب إلى الضد، حدث هذا ولا يزال يحدث بشأن الابتكار الخاص بتصنيع جهاز لاكتشاف فيروس سى من دون أخذ أية عينة من المريض، وجهاز آخر لعلاج الفيروس، فقد تحول الأمر إلى مسخرة ومهزلة وتطاول واستباحة لسمعة علماء مصريين لهم كامل الاحترام، وأنا هنا أريد أن أركز على عدة نقاط:
أولا: ليس من المقبول عقلا، أن الاختراع مجرد «اشتغاله» علمية من أناس لهم هذه القامات، لأن هذا يعنى بالدرجة الأولى مغامرة بسمعة المؤسسة العسكرية التى ينتمون إليها وهى نفسها لا يمكن أن تسمح أو تغامر بمثل هذا العبث لو كان صحيحا.
ثانيا: الأيام هى التى ستحكم على صدق الكشف من عدمه، خاصة أن الابتكار يتعلق بمرض ضحاياه فى مصر بالملايين، وهو ما يعنى أن تفاصيل أخبار الكشف، وتطوره ينتظرها ملايين يتعلقون بأمل الشفاء، بعضهم على وشك الموت فيتعلقون بقشة تبقيهم بين ذويهم.
ثالثا: الأمانة تفرض علينا أن نقول إن الفريق العلمى لم يكن على المستوى المطلوب فى عرض الكشف، وعندما أراد صاحب الكشف تبسيط الفكرة شوهها.
استوقفنى فى هذا الأمر شىء فى غاية الخطورة، هو أن موقع رصد الإخوانى أعد تقريرا عن الكشف وردود أفعاله فى العالم، وجاء فى عنوان التقرير أن «اختراع الجيش جعل من المؤسسة العسكرية المصرية أضحوكة العالم» هكذا يتشفى، ويردد المحرر كاتب التقرير ويكتب بغل أسود عما يراه فشلا، وكأنه يخوض حربا إعلامية مع جيش العدو الإسرائيلى، سألت نفسى بعد أن فرغت من قراءة التقرير: وماذا تركت رصدا لجريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية لتهاجم به الجيش المصرى، وتفت فى عضد أفراده، لقد كفوا الإسرائليين شر القتال وقاموا باللازم نيابة عنهم.
وليس خافيا على أحد أنك عندما تجلس مع أى إخوانى إذا فتح معك الحديث فى الشأن السياسى يقول لك إن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذى يصف فيه جنود مصر بأنهم خير أجناد الأرض، بأنه حديث غير صحيح ولا أساس له، يعنى أنهم يريدون أن يقولوا لنا إن الجيش المصرى ما هو إلا مجموعة من القتلة الذين يحاربون الإسلام وأنهم ليسوا خير أجناد الأرض ولا حاجة وذلك فى إطار حربهم المسعورة لمحاولة تدمير سمعة الجيش المصرى!!
أختم هذا المقال بكلام عالم أمريكى من أصل مصرى هو د. محمود الشريف هذا العالم الذى يعتبر باحث القرن فى أمريكا، أرسل لى قولا علميا فى القضية ألخصه فى النقاط التالية: ما نشر عن هذا الاختراع أنه يعتمد أساسا على تسجيل البصمة الكهرومغناطيسية للفيروس، فهو منطق علمى سليم جعلنى أثق فى أن هذا الباحث قد سلك الأسلوب العلمى للتعرف على الفيروس ثم كيفية التعامل معه من خلال هذه الموجات الكهرومغناطيسية.
إذا تم توجيه الموجات التى تمتص إلى الفيروس فإن زيادة الطاقة عن حد معين يفوق قوة الربط بين الجزيئات المختلفة لهذا المركب فإن ذلك يؤدى إلى تفكك هذا المركب.
من حق أى مخترع أن يحتفظ بأسرار التطبيق فى الجهاز الذى ينفذ به اختراعه، إذا وجد أن هناك متربصين لأهمية هذا الاختراع، وعند ذلك لا داعى لتسجيله ونشر تفاصيله. هل بعد قول العلماء قول ؟ يرجى امتناع المتطاولين والمتربصين، والذين عميت بصائرهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة