أكد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الميثاق العربى لحقوق الإنسان كفل حق كل فرد فى التمتع بالحقوق والحريات الواردة فيه، دون أى تمـييز بسبب العـرق أواللون أوالجنس، أواللغة أوالمعتقد الديـني، أوالرأي، أوالفكر، أوالأصل الوطنى، أوالاجتماعى، أوالثروة، أوالميلاد، أوالإعاقة البدنية، أوالعقلية، مؤكدا أن هذه الحقوق، لا تقتصر فقط على الحق فى المساواة أمام القانون والقضاء، أوالحق فى المحاكمة العادلة، أوالحق فى الحرية وفى الأمان، بل تمتد أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك، فلكل فرد الحق فى حرية الفكر، والعقيدة والدين، والحق فى حرية الممارسة السياسية، وحرية تكوين الجمعيات مع الآخرين والانضمام إليها.
وقال العربى فى كلمته أمام الندوة، التى أقيمت اليوم للاحتفال باليوم العربى لحقوق الإنسان، "نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لإحياء اليوم، تحت شعار "وطن عربى خال من التمييز" والذى يتزامن مع تاريخ دخول الميثاق العربى لحقوق الإنسان حيز النفاذ، وهى مناسبة نعيد فيها التأكيد على أهمية احترام وحماية حقوق الإنسان فى المنطقة العربية. وتأتى أهمية هذا الشعار فى ظل ما تشهده المنطقة العربية من تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية، أتاحت الفرصة أمام تفشى التمييز والتحيز دون رادع ".
وأضاف العربى "لا يزال الكفاح ضد التمييز نضالا شبه يومى، فى عالمنا العربى على عدة أصعدة، فى الوقت الذى يجب أن يكون المعيار بين الأشخاص قائما على أساس الجدارة والاستحقاق.
كما يظل التمييز ضد المرأة، والفئات المهمشة على رأس قائمة أنواع التمييز فى عالمنا العربى. فلا يمكن إنكار حقيقة أننا ما زلنا أمام طريق طويل نحو تحرر الفرد العربى، من جميع العوامل التى تقوض حريته وكرامته. ومما لاشك فيه أن "الحرب على الإرهاب" ألقت بظلالها السلبى أيضا على إعمال وحماية حقوق الإنسان. فلا يمكن الاختلاف على أن الحرية والكرامة لن تتحقق إلا فى ظل تحقيق العدل والديمقراطية وسيادة القانون واستقلال القضاء".
وأعرب عن قلقه "المتزايد حول تصاعد تعميم الإيديولوجيات المتطرفة فى الخطابين السياسى والإعلامى، وهى ظاهرة لابد من محاربتها. فمن المؤسف أن نشهد اليوم فى المنطقة العربية ازدياد مظاهر العنف والتمييز الموجه ضد أفراد أو مجموعات لمجرد اختلافهم فى الرأى أو الانتماء".
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن ظاهرة التمييز لا تنحصر فقط على منطقتنا العربية، فما نشهده حتى يومنا هذا من انتهاك صارخ لحقوق الشعب الفلسطينى الصامد تحت احتلال ينتهك فيه حقوق أبنائه وحرمة أراضيه بشكل متزايد وممنهج لما يزيد عن 60 عاما، فى ظل صمت دولى، إنما هو مؤشر لنظام أخلاقى دولى مشوه قائم على أساس التمييز بسبب العرق، وعدم احترام سيادة القانون، وعلى صعيد آخر، شهدت المنطقة عدداً من الأزمات والصراعات المتصلة بالتمييز، والتى تصاعدت وتيرتها فى عدد من الدول العربية، وعلى سبيل المثال، وليس الحصر سوريا، والتى يدفع ثمنها الشعب السورى، يوميا بغض النظر عن انتماءاته السياسية.
فنحن بحاجة أن نذكر أنفسنا، ونذكر العالم بمبادئ الكرامة الإنسانية، والحقوق غير القابلة للتنازل. نحن بحاجة إلى إنسانية جديدة تقوم على تقبل الآخر واحترام حقوقه الأساسية واستيعابه.
وأكد العربى أن حرية التعبير شرط مسبق وأساسى لتنمية المجتمعات، وأن النقاش المفتوح الهادف إلى تعزيز التفاهم المتبادل وتقبل الآخر يتطلب وسائل إعلام حرة ومستقلة غير منحازة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة