العربية نت تكشف: مصر دفعت 2500 شهيد دفاعاً عن القرم قبل 160 سنة

الأحد، 02 مارس 2014 11:32 ص
العربية نت تكشف: مصر دفعت 2500 شهيد دفاعاً عن القرم قبل 160 سنة صورة أرشيفية
العربية نت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تربة القرم ارتوت قبل 160 سنة بدماء مصريين، دافعوا عنها ضد الروس فى معارك طاحنة ودفنوا بأراضيها، ومياه البحر الأسود المحيطة غربا وجنوبا بشبه الجزيرة الأوكرانية، شهدت أكبر كارثة حلت بالبحرية المصرية فى تاريخها، ففيها قضى غرقا 1920 مصرياً ساهموا قبلها بخسارة الروس لحرب شبه عالمية مصغرة شبت نيرانها فى 1853، ولم تضع أوزارها إلا بعشرات آلاف القتلى بعد 3 أعوام.

مشاركة الجيش المصرى بتلك الحرب معروفة، وعنها توجد صور ووثائق رسمية أوروبية وتركية مثبتة، اطلعت "العربية.نت" على بعض ملخصاتها، كما وعلى بعض ما كتبه الأمير المصرى متعدد المواهب والإنجازات، عمر طوسون، فقد ألف كتابا كاملا عنها، وابتعد فيه عن المبالغات الحماسية، ربما إدراكا منه بأن التاريخ قد يدور ثانية ليدقق بالتفاصيل، كما استدار الآن بأزمة مشابهة.

فى كتابه "الجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم 1853-1855" يذكر طوسون أن القرم كانت تابعة بدءاً من 1475 للإمبراطورية العثمانية التى حل فيها الضعف مع الزمن، فاستغل الروس أمراضها وانقضوا محتلين شبه الجزيرة فى 1771 بالكامل، وضموها إلى الإمبراطورية الروسية التى شمرت عن ساعديها أكثر بعد 80 عاما، فزحف جيشها زمن القيصر نقولا الأول فى 1853 على ما هو مولدوفيا ورومانيا الآن، مشعلا أخطر فتيل، وهو "حرب القرم" زمن السلطان عبد المجيد الأول.

وأسرع السلطان إلى تشكيل تحالف دولى من أصدقاء الإمبراطورية العثمانية وولاتها، وأشهرهم كان عباس باشا الأول، والى مصر، فأسعفه بأسطول من 12 سفينة حربية، فيها 642 مدفعا و6850 جنديا بقيادة الأدميرال (أمير البحر) حسن باشا الإسكندرانى، ومده أيضا بقوات برية من 20 ألف جندى و72 مدفعا بقيادة الفريق سليم فتحى باشا.

وشاركت القوات البرية المصرية بأواخر 1853 فى معارك من الأشرس عند نهر الدانوب، فيما مضى الأسطول المصرى ليناور عند سواحل القرم، وعلى سارياته أعلام الإمبراطورية العثمانية، بانتظار بدء القتال، وبعدها بأقل من 6 أشهر انضمت فرنسا وبريطانيا إلى تركيا ضد الروس، وبدأت "حرب القرم" بشكل خاص على احتلال مدينة "سباتسبول" التى حاصرها التحالف بدءا من سبتمبر 1854 طوال عام كامل حتى استولى عليها واستعادها من احتلال روسى دام 80 سنة.

وذكر الأمير طوسون أن قوات التحالف العثماني، من أتراك ومصريين وبريطانيين وفرنسيين بشكل خاص، ألحقوا الهزيمة فى 1854 بالجيش الروسي، وكان بقيادة الجنرال منتشيكوف، فى أحد أشهر ساحات القتال، وهى "معركة ألما" وبعدها عاد الأسطول المصرى فى أكتوبر ذلك العام إلى الأستانة "وأثناء عودته غرقت بارجتان مصريتان فى البحر الأسود، وفقدت البحرية المصرية 1920 بحارا، ونجا 130 فقط" بحسب ما كتب.

خبر الفاجعة التى لحقت بالبحرية المصرية تم نشره فى عدد صدر يوم 2 ديسمبر ذلك العام من مجلة "اللستريتد لندن نيوز" وهى أول إخبارية أسبوعية مصورة فى العالم، وبقيت محافظة على صدورها منذ تأسيسها فى 1842 إلى أن توقفت قبل 11 سنة فقط، وقد راجعت "العربية.نت" بعض أرشيفها القديم، لكنها لم تستطع الوصول إلى أرشيفها فى 1854 لترى إذا ما نشرت صورة ما عن أسوأ كارثة حلت بالبحرية المصرية.

ويبدو أن هناك ما لم يذكره الأمير عمر طوسون فى كتابه عن "حرب القرم" وعثرت عليه "العربية.نت" فيما كتبه بريطانى أو ربما سويسرى، اسمه كريس فلاهارتى، مختص كما يبدو بالزى العسكرى، وله أبحاث مهمة، منها واحدة بعنوانEgypt WW1 Turkish Flaherty يمكن العثور عليها "أون لاين" ببحث سهل فى الإنترنت، وفيها ما يلبى الفضول من معلومات مكثفة عن قتال المصريين فى القرم.

يذكر فلاهرتى أن العثمانيين طلبوا 10 آلاف جندى من مصر كنجدة، إلا أن الوالى المصرى عباس باشا الأول أرسل 15 ألفا، وأضاف إليهم قوة بحرية قام بإعدادها والى الإسكندرية إبراهيم باشا الألفى، مكونة من 3 سفن حربية و3 فرقاطات و4 زوارق.

ونشر فلاهارتى صورة للوحة رسمها الروسى الكسى بوغوليوبوف، وهى التى تنشرها "العربية.نت" لمشهد قتالى على الماء بين الفرقاطة "فلاديمير" وأخرى مصرية رافعة العلم العثمانى، وهو العلم الذى رفعته كل قوات التحالف ضد الروس ومن كان معهم، وأهمهم مسلحون من اليونان انخرطوا فى الحرب بأسلوب العصابات المسلحة.

وقال فلاهارتى إن الأسطول الروسى بآخر نوفمبر 1855 تمكن من تدمير الأسطول العثمانى عند سواحل مدينة "سينوب" عاصمة محافظة بالاسم نفسه فى الشمال التركى، وبين السفن التى تم تدميرها كانت الفرقاطة المصرية "دمياط" التى تزن 1400 طن، وكان فيها 56 مدفعا وبين 400 إلى 500 جندى ابتلعتهم مياه البحر الأسود فى ثانى فاجعة بحرية مصرية بعد السفينتين اللتين كتب عنهما الأمير طوسون.

أما القوات البرية المصرية، فكانت الفرقة الأولى والأهم فيها بقيادة إسماعيل باشا حقى، الظاهر فى الصورة التى تنشرها "العربية.نت" أيضا، وشاركت بالدفاع عن مدينة "سيليستريا" فى شمال شرق بلغاريا من 11 مايو إلى 22 يونيو 1854 وصدت هجمات الروس عليها، موقعة 2000 قتيل منهم ليلة 28 مايو وحدها.

ومضت بقية القوات البرية إلى القرم، وكانت فرقة المدفعية فيها تشكل أكثر من نصف قوات التحالف العثمانى المكونة من 23 ألف جندى، وتمكن المصريون بأيام قليلة من احتلال مدينة Eupatoria الشهيرة بمرفأ استراتيجى مهم لمن ينوى احتلالها، لذلك رد الروس فى 16 و17 فبراير 1855 بانقضاض مضاض ومفاجئ، شارك فيه 19 ألف جندى مزودين بأحدث سلاح، وأهمه 108 مدافع لاستعادة المدينة.

وصدهم المصريون بقتال طاحن موصوف بأنه كان من الأشرس فى حرب القرم، ففى تلك المعركة وحدها سقط 400 مصرى، ممن تم دفنهم فى المقبرة الإسلامية بالمدينة.

وسقط فيها أيضا قائد القوات البرية المصرية سليم باشا فتحي، ودفنوه بجوار مسجد بأوباتوريا، وهو "مسجد خان" الأقدم والأشهر فى المدينة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ssaammir

تسلم الايادي

تسلم الايادي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة