علماء: الحوت ذو المنقار بطلا فى الغوص

الخميس، 27 مارس 2014 01:10 م
علماء: الحوت ذو المنقار بطلا فى الغوص الحوت ذو المنقار
واشنطن (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا خصصت ميدالية ذهبية للحيتان فى رياضة الغوص، فسيظفر بها دون أدنى شك هو حوت كوفييه ذو المنقار.

قال العلماء أمس الأربعاء إنهم رصدوا تحركات هذا الحيوان الثديى متوسط الحجم قبالة سواحل كاليفورنيا بالاستعانة بواسمات متصلة بالأقمار الصناعية، ووجدوا أن هذه الحيتان غاصت لعمق 2992 مترا وقضت ساعتين و17 دقيقة قبل أن تطفو ثانية إلى سطح الماء.

وقال جريج شور من مجمع بحوث كاسكاديا فى أوليمبيا بواشنطن الذى أشرف على هذه الدراسة المنشورة فى دورية (بلوس وان)، إنه إنجاز مذهل بالنسبة لكائن يتنفس الهواء، وفى واقع الأمر فإن هذه الأرقام تمثل أعمق مسافة وأكبر فترة غوص تحت سطح الماء يتم تسجيلها حتى الآن لأى حيوان ثديى بحرى.

وقال شور "تعيش كثير من المخلوقات فى أعماق تغوص إليها هذه الحيتان -بما فى ذلك فرائس أولية محتملة لها مثل الأسماك والحبار- إلا أن هناك تباينا رئيسيا بين هذه الحيتان وكائنات أخرى تعيش فى أعماق المحيطات إذ أن المطلب الرئيسى لهذه الحيتان هو تنفس الهواء عند سطح الماء".

وأضاف "أن التقاط الأنفاس فوق سطح الماء ثم حبس الهواء عند الغوص إلى أعماق يزيد فيها الضغط بواقع 250 مرة عما عليه الحال عند سطح الماء إنجاز مذهل".

وعلى سبيل المقارنة، فإن الرقم القياسى لشخص يحبس أنفاسه تحت الماء يبلغ 22 دقيقة وفقا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية. وبطبيعة الحال فإن الإنسان لن يتحمل أبدا البقاء فى أعماق المحيط السحيقة وسط مستويات ضغط الماء العالية.

وتتوزع حيتان كوفييه ذات المنقار فى نطاق واسع من المياه العميقة من المناطق المدارية حتى المياه الباردة، لكن ليس فى الأصقاع القطبية على أية حال. ويصل طول حوت كوفييه ذى المنقار إلى سبعة أمتار ويتميز بجسمه البدين الشبيه بالطوربيد إلى حد ما وتستدق مقدمة الحوت لتشبه المنقار القصير مع فم يجعله وكأنه يبتسم ابتسامة غامضة.

ويتراوح لون حوت كوفييه ذى المنقار بين الرمادى إلى البنى المشوب بالحمرة وحتى الأبيض الباهت. وقد تظهر على بعض هذه الحيتان ندوب ناتجة عن مناوشات بين الذكور ربما خلال التنافس على إحدى الإناث. وتتغذى هذه الحيتان أصلا على حبار الأعماق وبعض أنواع الأسماك القريبة من قاع المحيط.

وقال شور "تتكيف هذه الأنواع بدرجة كبيرة مع الغوص فى الأعماق وتقضى أقل من دقيقتين فوق سطح الماء بين كل غطسة وأخرى. إنها حيوانات اجتماعية تنتمى للثدييات ذات الدم الحار التى طورت الملائمة الوظيفية كى تلاحق فرائسها إلى أعماق سحيقة تصل إلى 1.8 ميل من سطح البحر".

ومن المعروف أن بعض الثدييات البحرية الأخرى تحتفظ بقدرات متواضعة فى الغوص ومنها بعض الحيتان ذات الأسنان التى تغطس فى الأعماق لملاحقة فرائسها إلى جانب بعض أنواع الفقمة.

وحتى يتسنى للعلماء ملاحقة الحوت ذى المنقار فقد استخدموا واسمات مرتبطة بالقمر الصناعى تبث معلومات عن مواعيد بدء عملية الغوص ومواعيد انتهائها وأقصى عمق للحوت والوقت بين كل غطسة وأخرى. وتثبت الواسمة بالزعنفة الظهرية للحوت بالاستعانة باسلاك من التيتانيوم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة