احترام الآخر وعدم الجدال ومواجهة التحرش.. مكتسبات من وسائل المواصلات

الإثنين، 31 مارس 2014 09:11 ص
احترام الآخر وعدم الجدال ومواجهة التحرش.. مكتسبات من وسائل المواصلات صورة أرشيفية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتفاوت عدد الساعات التى يقضيها كل منا فى المواصلات يوميًا، سواء فى الطريق من وإلى العمل، أو الجامعة أو حتى للنزهة أو شراء بعض اللوازم، ونكتسب خلال رحلاتنا القصيرة أو الطويلة داخل وسائل المواصلات المختلفة خبرات حياتية عديدة، نتيجة الاحتكاك المباشر أو غير المباشر بالآخرين من مختلف الطبقات والتوجهات والمستويات الاجتماعية والفكرية، فنسمع قصة من هذا، وحكمة من ذاك، وشكوى من آخر، فضلاً عن تبادل الآراء بصورة مباشرة خلال نقاشات جماعية داخل وسائل المواصلات.

وعلى اختلاف طبيعة التجارب، سواء كانت جيدة أو مريرة، إلا أنها بالتأكيد تصقل خبراتنا الحياتية، فبسبب المعاناة من التحرش فى وسائل المواصلات خلال رحلتها إلى الجامعة، تعلمت "سحر متولى" طالبة الطب السكندرية ذات الـ 21 عامًا، كيف تحمى نفسها من التحرش فى المواصلات، والاحتياطات اللازمة لذلك، وتقول لـ"اليوم السابع": "اتعلمت من اللى شفته فى المواصلات إنى ما اركبش أبدًا مواصلات عامة زى القطر أو الباص الصبح بدرى فى الفترة من 7 لـ 9 صباحًا"، وتوضح السبب "بسبب الزحام الشديد فى هذا الوقت تصبح الفتيات مستباحة، أى شخص يلمسها أو يحتك بها دون حتى أن تعرف من فعل ذلك"، وعن طرقها الاحترازية لمواجهة التحرش تقول "اتعلمت من المواصلات أواجه المتحرشين وأردعهم، وأصبحت أقطع عليهم كل الفرص من خلال أخذ كرسى مجاور لى أتركه شاغرًا لأحيط نفسى بمساحة كافية من الفراغ فلا يتحججوا بضيق المكان لمضايقتى".

أما تجربة علاء شعبان، خريج كلية التجارة (23 عامًا) فكانت مختلفة، فيقول "تعلمت من المواصلات ألا أشارك أبدًا فى نقاش أو جدال سياسى أو دينى داخل المواصلات العامة، يضيف مستنكرًا "غالبية الناس أصبحوا هجوميين وغير مستعدين لتقبل الرأى الآخر، ويستخدمون ألفاظ بذيئة جدًا فى الكلام، بالتالى لا أجادل أحدًا أبدًا فى وسيلة مواصلات، بل أحاول دائمًا إرضائهم بالموافقة على كلامهم إذا اضطرتنى الظروف للمشاركة فى الحديث، لأنهم أحيانًا يعتبرون عدم المشاركة فى النقاش تعبيرًا عن رأى معارض لهم فلا أسلم أيضًا من لسانهم".

فيما تعلمت "سالى فرج" من خلال السلوكيات الخاطئة للركاب الآخرين قواعد الذوق التى يجب اتباعها عند ركوب المواصلات العامة، فتقول "اتعلمت أن الناس اللى راكبة مش مجبرة أبدًا تسمع قصة حياتنا ومشاكلنا اللى بنحكيها وبنحلها فى التليفون، لازم الناس تحترم شوية أن اللى راكب من حقه ما يسمعش تفاصيل يوم غيره غصب عنه، واتعلمت أن اختلاف الرأى، خاصة السياسى، مع السائق هيفسد للود قضية بالنسبة له بالتالى الأحسن ألتزم الصمت".

بينما يعتبر "محمد شاهين" (27 عامًا) أن أهم ما تعلمه من المواصلات هو احترام ذوق الآخرين، ويقول "كنت دائمًا أسخر من الأغنيات الشعبية وأعتبرها ذات ذوق متدنى، حتى بدأت التركيز فيها فى المواصلات، واكتشفت أن بعضها يحمل معانى على عكس فكرتى عنها، ورأيت أنها تعبر عن الكثيرين وفهمت وقتها سر إقبال السائقين والبسطاء عليها".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة