لا يفل التنظيم سوى التنظيم, كنت قد سمعت هذه الجملة مسبقا من أحد أصدقائى وقد توقفت أمامها طويلا وتساءلت, هل من الممكن أن نقاتل على مدنية الدولة بدون وجود تنظيمات قوية مؤمنة بالمدنية؟ وقد تساءلت أيضا هل من الممكن أن تمكن الثورة فى غياب التنظيمات المؤيدة لها؟ والإجابة كانت بالقطع لا, فالمخرج الحقيقى الآن لنا جميعا هو البناء السياسى لكتل مؤمنة بما ننادى به وتعمل من أجله.
فمنذ قيام ثورة يناير ونحن نعيش حالة من الهياج فى إنشاء التنظيمات السياسية مابين حركات وجبهات وتيارات وأحزاب وهذا شىء صحى بطبعه ولكن المؤسف فى الحقيقة هو أننا نقف أمام مرحلة وضع حجر الأساس فقط ولا نستطيع أن نعمل على استكمال البناء, فأصبح لدينا عدد كبير من الحركات والأحزاب والتيارات لا يوجد لها أى تواجد فعلى على أرض الواقع سوى الاسم واللافتة فقط, فلا نجد لها قواعد شعبية أو برامج سياسية أو كوادر مؤهلة للقيادة وتلك هى الأزمة الحقيقية التى نعانى منها جميعا فى تلك الفترة.
من المعلوم أن مراحل الاضطراب التى يمر بها الإنسان تجعله يأخذ قرارات غير سليمة قد تكون مضرة, فالوطن يعانى أيضا من مرحلة اضطراب مزمنة سيشفى منها عندما تقوى شوكة القوى المدنية والسياسة, ولذلك فالعمل على بناء تنظيمات قوية ومتماسكة ومتشعبة وممتدة يعد الآن بمثابة واجب وطنى, يجب أن نمضى جميعا فى هذا الاتجاه, فلم ولن تكن ساحات الفضائيات أو مواقع التواصل الإجتماعى هى مجال النضال الوطنى, فإن كانت تلك الساحات وسيلة لكى تصل أصواتنا لمن لا يسمعها فهى بالتأكيد لا تعد بديلا عن التنظيمات السياسة التى يجب بنائها حتى نستطيع أن ننافس بقوة فى الاستحقاقات القادمة وخصوصا مجلس النواب وانتخابات المحليات, الأمر ليس سهلا ولكنها قد تكون المعركة الحقيقية الفترة القادمة فالتنظيم القوى فقط هو من سيستطيع أن يفرض وجوده وسياساته وقد يستطيع أيضا أن يفرض قواعد اللعبة.
القادم ليس سهلا ولكنه يحتاج إلى التكاتف والبناء, والاستحقاقات القادمة من المؤكد أنها ستأسس لقواعد بناء النظام الجديد وغياب القوى المدنية والديمقراطية عن المشهد مؤسف ولكن مازالت الفرصة أمامنا فلا يجب علينا أن نتراخى أمام هذا النداء الوطنى, ولذلك وجب علينا من الأن أن نرفع شعار "ابنى تنظيمك".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
بناء المصانع أهم وأولى
سلامات يا محترم