من الدعاء المأثور «اللهم إنى أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذى يبلغنى حبك. اللهم اجعل حبك أحب إلى من نفسى وأهلى ومن الماء البارد». إن من أعظم الجوائز التى ينالها العبد فى حياته والتى تمتد معه إلى الآخرة والتى ينال بها العبد السعادة السرمدية هى حب الله له.
من أول الأعمال القلبية والفعلية التى يجب على المسلم الساعى بصدق للقرب من رب العباد القيام بها لينال الرضا والحب «قلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ». إذن هو حب واتباع القدوة المحمدية العظيمة هى المدخل إلى حب الله سبحانه وتعالى للعبد «ولكم فى رسول الله الأسوة الحسنة».
وهذه القدوة تقود العبد ظاهرا وباطنا نحو الكمال والقرب من الله الخالق الأعظم، لأن الاتباع يغير فى المتبع كل شىء فيجد العبد نفسه من المحسنين «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» فيحسن العبد فعل كل شىء فى العبادات وفى شؤون الدنيا.
قال سيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن عمله»، وبالتالى يصبح الإحسان صفة ملازمة للعبد المسلم. وقال أيضا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قلتم فأحسنوا، فإن الله محسن يحب المحسنين». ومن الصفات التى ينال بها العبد الحب الإلهى صفة التقوى.
قال الله تعالى «إنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ» والتقوى هى الإيمان بالغيب وبكل ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام. والعمل به وهى تعنى أيضا البعد عن الظلام فى كل صوره وأشكاله ورفض الضلال والإضلال، وهى أيضا الخشية ومراقبة الله فى كل ما يصدر عنه مع طلب المغفرة والبكاء ظاهرا وباطنا فى حال التقصير. والحديث له بقية.