"إن صورتك تملأ علىّ حياتى، وذكريات الليلة الماضية تسكرنى، ولا تترك لى ثانية واحدة من الراحة، أيتها الحبيبة الحلوة والوحيدة، أية آثار غريبة تتركينها فى قلبى؟، هل أضايقك؟، هل أغضبك؟، هل تزايلك الراحة؟، قلبى يحطمه الأسى، ويتملكه القلق، وكيف تكون لى راحة وقد تسلطت على عواطفك الجياشة التى ترسل إلى من شفتيك وقلبك أشعتها التى تحركنى، آه، لقد كشف لى الليل عن أن صورتك فى مخيلتى ليست هى أنت، وسوف أراك بعد ثلاث ساعات، فيا حبيبتى الجميلة تقبلى منى ألوف القبل، ولكن لا ترديها إلى لأنها تحرق قلبى بنارها".
هذه الرسالة التى تنبض بالمشاعر والرقة والأحاسيس، لم يكتبها شاعر ولا روائى، ولكن كتبها قائد عسكرى وإمبراطور هو نابليون بونابرت إلى حبيبته "جوزفين"، هى تعطينا مفتاحا للجانب الآخر من حياة هؤلاء، الذين شغلوا العالم، وخلدوا أسمائهم فى صفحات التاريخ من بأمجاد سياسية وعسكرية.
كانت "جوزفين" الارستقراطية هى عشق نابليون، لكنه لم يكن عشقها، وكانت تكبره بسبعة أعوام، لكنه قال عنها: "هى أول امرأة تبعث الثقة فى نفسى غير المجربة، أسكرنى مديحها فى صفاتى العسكرية، فقصرت الحديث عليها من دون الآخرين".
أعدمت الثورة الفرنسية زوجها الجنرال "الكسندر ديه بورهانية" عام 1794، ثم سرقت قلب نابليون من أول لقاء بينهما، وكان لتقديم الشكر إليه بسبب إعادته لابنها سيف زوجها المصادر، وكان عمره وقتئذ 27 عاما (مواليد 1769) حين تعرف عليها، وحسب كتاب "نابليون بونابرت" لمؤلفيه "فيلكس ماركوم وإميل لودفيج": "كان يتعجل، على الدوام قدره لبلوغ مصيره المحتوم، وطفولته لم تكن بالمرفهة أو السعيدة، حتى إنه لم يكن يحب بعد أن أصبح إمبراطورا أن يتحدث عنها، وكان ذلك سببا فى تفسير البعض لانجذابه لجوزفين، بأنها تعود إلى عواطف مكبوتة سببتها له قسوة والدته".
تزوجا فى مثل هذا اليوم (9 مارس 1796)، وقدم لها صداقا مقداره "1500 فرنك"، واتفقا على أن يحتفظ كل منهما بأمواله مستقلا، كان الزواج قبل أن يذهب على رأس جيشه الذى سيغزو إيطاليا، ولما بدأ رحلة الغزو انتظر أن تلحقه، لكنها تعللت بسوء حالتها الصحية، وظن أن سوء حالتها بسبب حملها منه، لكن الحقيقة أن علاقة عشق جديدة بدأتها مع ضابط برتبة ملازم اسمه "هيبوليت تشارلز"، وأمام الشائعات التى وصلته عن مسلكها الجديد، كتب لها قائلا:
"إن السعادة كانت تداعب روحى، وهى الآن مليئة بالأسى، أنك ما أحببتِ قط يا قاسية، يلوح لى أنك قد اتخذت قرارك، وتيقنتى من الطريق الذى ستمضى فيه بعد تركى لك، وأنا لا أتمنى لك إلا السعادة، حتى إذا كانت وسيلتك للحصول عليها، هو عدم إخلاصك لى، ولا أقول الخيانة".
قررت "جوزفين" السفر إليه فى إيطاليا، واصطحبت معها عشيقها التى استمرت على علاقة به حتى عودة نابليون من مصر عام 1799.
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 مارس 1796.. نابليون يتزوج عشيقته جوزفين ثم يخاطبها: "ما أحببتِ قط يا قاسية"
الأحد، 09 مارس 2014 08:30 ص
نابليون
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة