قالت صحيفة المونيتور الأمريكية، إن مصر تواصل تطوير العلاقات مع دولة جنوب السودان فى مساعيها لحماية المصالح المائية المصرية داخل حدودها، التى يمر عبرها النيل الأبيض، مشيرة إلى أن القاهرة تسعى للتقارب مع جوبا وسط تصاعد النزاع الدائر مع إثيوبيا حول سد النهضة وآثاره على حصة مصر من مياه النيل.
وقال دبلوماسى مصرى بجامعة الدول العربية للصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى: "منذ انفصال جنوب السودان، قبل ثلاث سنوات تقريبا، تسعى مصر لضمها لجامعة الدول العربية من أجل ضمان إيجاد لغة للتفاهم والتواصل".
وتحدث المصدر، الذى تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، عن لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى، مع وزير خارجية جنوب السودان، أوائل مارس المنصرم، قائلا: "لقد طالب العربى من جوبا التواجد الرسمى فى الجامعة لإمكانية تقديم الدعم العربى الذى تحتاجه، وتم الاتفاق بالفعل على مذكرة تفاهم للتعاون فى مجالات مختلفة سيجرى التوقيع عليها قريبا".
وفيما لا توجد مؤشرات مؤكدة بشأن نية جنوب السودان الانضمام للجامعة العربية، لكن الدبلوماسى أشار إلى أن المشاكل السياسية التى تفاقمت بعد محاولة الانقلاب الأخيرة التى قادها ريك مشار، نائب الرئيس، عززت من مطالب جوبا للدعم والمساعدات العربية ومساندة الإدارة السياسية بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت.
وكان برنابا بنجامين، وزير خارجية جنوب السودان، قد قال فى تصريحات سابقة للمونيتور، إن بلاده تتطلع لمزيد من الدعم العربى، فلا يمكن التفريط فى العلاقات مع مصر والدول العربية، خاصة أن جنوب السودان لا تزال دولة وليدة بحاجة إلى الانفتاح على جميع دول العالم، موضحا "ليس لدينا رغبة فى الانضمام كعضو فاعل فى الجامعة، ولكننا نتطلع إلى تقوية العلاقات العربية وسيقوم الرئيس سلفاكير بزيارة قريبة إلى عدد من الدول العربية، كما أنه من المنتظر فتح سفارة لجوبا فى الإمارات والسعودية".
وتشير الصحيفة إلى أن مصر كثفت تحركاتها الدبلوماسية مع جنوب السودان، عقب التوترات السياسية الأخيرة فى جوبا، حيث شاركت القاهرة للمرة الأولى بحضور نائب وزير الخارجية المصرى فى مفاوضات السلام والتسوية بين الأطراف المتنازعة بجنوب السودان والمنعقدة فى أديس أبابا فى 22 مارس، وعرض جهود الوساطة والدعم السياسى المصرى للوصول إلى حل الأزمة فى جنوب السودان.
ولم يقتصر الدعم المصرى على الجهود الدبلوماسية فى مفاوضات التسوية السلمية بين الأطراف المتنازعة فى جنوب السودان، حيث عرضت القاهرة المشاركة فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لاستعادة الاستقرار فى جوبا.. وقال العقيد فيليب أقوير، المتحدث باسم وزارة الدفاع بدولة جنوب السودان فى حديث مع "المونتيور"، "لدينا الآن تنسيق عسكرى بين القاهرة وجوبا، وتم الاتفاق على تعزيز قدرات الجيش بجنوب السودان من خلال اتفاقيات التدريب فى الكليات العسكرية المصرية".
وقال حلمى شعرواى، مؤسس مركز الدراسات العربية الأفريقية: "السبب الرئيسى فى فتور العلاقة بين القاهرة وجوبا كان حكومة شمال السودان التى سعت كثيراً لإبعاد مصر عن قضايا الجنوب، وعزلها من مباحثات الانفصال، لكن الآن يجب إحياء هذه العلاقات بعد تصرفات الخرطوم التى تهدف إلى المغامرة مع مصر بدعمها لإثيوبيا لاعتبارات التقارب بين حكومة البشير ذات الصبغة الإسلامية والنظام المعزول فى مصر".
وأكد شعراوى "دعم جنوب السودان الآن لم يعد خيارا أمام القاهرة، ولكن ضرورة حتمية فى ظل المأزق والتحديات التى تواجه مصر فى الحفاظ على مصالحها المائية فى نهر النيل، وإقدام إثيوبيا على بناء سد النهضة الذى قد يؤثر على تدفقات المياه إلى مصر، كما أنه لا يمكن أن نترك إثيوبيا تنفرد بعلاقتها مع حكومة الجنوب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة