رصد مراقبون متابعون للشأن التونسى تحركات سياسية ودبلوماسية وأمنية وُصفت بـ"المُريبة والمشبوهة" هدفها تخليص السلطات القطرية من عبء الشيخ يوسف القرضاوى الذى بات وجوده بالدوحة يُسمم علاقات قطر بالدول الخليجية وغالبية الدول العربية والإسلامية.
وقالت صحيفة العرب اللندنية، فى عددها الصادر اليوم الخميس، أن هذه التحركات تكثفت لإيجاد ملجأ لهذا الشيخ الذى يُوصف بـ"لسان الفتنة" فى تونس بعد أن أغلقت العواصم العربية والإسلامية الأخرى أبوابها أمامه.
وقال رياض الصيداوى مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاجتماعية، الذى يتخذ من العاصمة السويسرية مقرا له، فى اتصال هاتفى مع صحيفة "العرب" اللندنية، إن المعنيين بالشأن التونسى "رصدوا مثل هذه التحركات، وربطوها بوجود مشاورات جدية بين تونس وقطر لاستقبال القرضاوى".
وأكد أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى "ناقش تفاصيل هذه المسألة مع الرئيس التونسى المؤقت منصف المرزوقى" خلال زيارته الخاطفة الأخيرة لتونس التى أثارت جدلا كبيرا داخل الأوساط السياسية بتونس.
واعتبر الصيداوى فى تصريح لـ"العرب" أن السلطات القطرية تسعى إلى تصدير أزمتها إلى تونس من خلال التخلص من القرضاوى الذى أفسد علاقاتها مع العواصم الخليجية، خاصة أبو ظبى والرياض.
ولم يتردد فى اتهام حركة النهضة، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية التى أسسها الرئيس المؤقت منصف المرزوقى بـ”التواطؤ” لتمرير صفقة نقل القرضاوى إلى تونس.
واعتبر الصيداوى أن صفقة نقل القرضاوى إلى تونس لم تكتمل بعد، فإن تقارير مصرية أكدت، نقلا عن مصادر مطلعة، توصّل قطر وتونس إلى اتفاق شبه نهائى حول نقل مقر إقامة القرضاوى من الدوحة إلى تونس.
ولفتت إلى أن الحبيب خضر مقرر الدستور والنائب بالمجلس التأسيسى عن حركة النهضة الإسلامية، بحث ترتيبات عملية الانتقال مع القرضاوى أثناء اللقاء الذى جمع بينهما الأسبوع الماضى فى الدوحة.
ويرى مراقبون أن قضية القرضاوى وإمكانية نقل مقره إلى تونس ستشهد خلال الأسابيع والأشهر القادمة المزيد من التفاعلات خاصة أن قطر فى ظل حكم الأمير تميم لم تعد قادرة على تحمل مثل هذا العبء الذى جعلها تبدو محاصرة فى محيطها الإقليمى العربى والإسلامى.
وتبقى إمكانية منح اللجوء للقرضاوى فى تونس واردة بالنظر إلى الدعم الذى يلقاه من حركة النهضة الإسلامية، خاصة رئيسها راشد الغنوشى الذى ينوب القرضاوى على رأس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى أسسته قطر فى العام 2004.
وكان الغنوشى بحسب الصحيفة، قد ألمح فى منتصف شهر يناير الماضى إلى إمكانية أن تمنح حكومة بلاده اللجوء السياسى لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصرية المحظورة التى ينتمى إليها يوسف القرضاوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة