اهتمت صحيفة (لوموند) الفرنسية بالتحقيقات التى تجريها السلطات البريطانية حول أنشطة جماعة (الإخوان المسلمين) داخل بريطانيا.. قائلة إن الإخوان المسلمين باتوا تحت المراقبة فى لندن.
وأضافت الصحيفة – فى عددها الأسبوعى اليوم السبت عبر مراسلها فى العاصمة البريطانية - أنه "بالإعلان عن فتح تحقيق واسع حول جماعة (الإخوان المسلمين)، ثارت أسئلة كثيرة حول نوايا ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا من التحقيق، حيث يتردد أنه خضع لضغط من جانب مصر والمملكة العربية السعودية، وهما البلدان اللذن يعارضان بشدة هذا التنظيم، أو أن كاميرون يسعى إلى وقف تجميع الإخوان المسلمين فى لندن، لتجنب تحويل عاصمة المملكة المتحدة إلى قاعدة خلفية للتيار الإسلامى" على حد تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق الذى أطلقه رئيس الوزراء البريطانى وعهد به إلى وزارة الخارجية بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية سيسلط الضوء على التنظيم الذى أنشئ منذ حوالى قرن من الزمان فى مصر، والذى (التنظيم) فاز فى جميع الانتخابات فى عصر ما بعد مبارك، قبل عزلهم من السلطة فى يوليو 2013.
وأوضحت فى هذا الصدد أن كاميرون ذكر بنفسه الأسئلة التى يريد استفسارات عنها والتى ترتكز على (ما هى قيمة الجماعة ؟ ما هو حجم وجودهم فى المملكة المتحدة ؟ هل يعتقدون فى التطرف أو التطرف العنيف ؟ وما هى شبكاتهم ؟.. وقالت الصحيفة إن الجماعة ردت على ذلك فى بيان بقولها "إنها تنظيم قانونى يدين جميع أعمال العنف بما فى ذلك التى تشهدها مصر ويعزز الديمقراطية" وذلك على حد وصفها.
ونقلت (لوموند) عن المحلل فواز جرجس عضو (لندن سكول أوف أكونوميكز) قوله "إن التحقيق البريطانى حول الجماعة يشكل مفاجأة كبيرة لاسيما وأن الإخوان المسلمين يتواجدون بلندن منذ وقت طويل.. مشيرا إلى أن المفاجأة الأكبر هو أن التحقيق عهد إلى جون جينكيس السفير الحالى لبريطانيا بالمملكة العربية السعودية التى تعارض الإخوان والتى صنفتها كتنظيم إرهابى.
واعتبر المحلل أن الحكومة البريطانية لا ترغب فى إعادة إنتاج الخطأ الذى اقترف فى التسعينيات عندما كانت لندن قاعدة للعديد من الجهاديين.. مشيرا إلى أن هذا الإعلان يسمح بتوصيل رسالة للإسلاميين بأنهم تحت المراقبة، وفى الوقت نفسه طمأنة حلفاء بريطانيا بما فى ذلك المملكة العربية السعودية.
وأوضحت (لوموند) أن الصحافة البريطانية تركز بشكل كبير على شقة صغيرة تقع فى منطقة كريكلوود الضاحية الكبيرة الواقعة فى شمال لندن، وتلك الشقة التى تقع أعلى محل لبيع "الكباب" عبارة عن مقر لدار نشر "ورلد ميديا سيرفيس" منذ عقدين من الزمان.. مضيفة أن دار النشر هذه تدير موقعا إلكترونيا حول الأعمال الأدبية للجماعة، ولكن مالك دار النشر ينفى صلته بجماعة الإخوان.
وفى نفس السياق.. قالت "لوموند" اليوم إن الدبلوماسية المصرية تنشط ضد جماعة "الإخوان" التى صنفتها القاهرة كتنظيم إرهابى.. مشيرة إلى أن قرار رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بفتح تحقيق حول أنشطة الجماعة قوبل بارتياح من الجانب المصرى وهو ما يظهر فى أروقة وزارة الخارجية المصرية.
كما أشارت إلى أن واشنطن أيضا قررت من جانبها فى التاسع من الشهر الجارى إدراج جماعة "أنصار بيت المقدس" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهى التى تنشط منذ عزل مرسى فى يوليو الماضى.
وأوضحت "لوموند" أن "أنصار بيت المقدس"، التى تتمركز فى شمال شبه جزيرة سيناء، أعلنت عن مسئوليتها فى الاعتداءات الإرهابية الرئيسية التى شهدتها القاهرة فى الأشهر الأخيرة..مذكرة بأن الحكومة المصرية قررت فى شهر ديسمبر الماضى تصنيف جماعة "الإخوان" كتنظيم إرهابى.
وأشارت الصحيفة الفرنسية – عبر مراسلها بالقاهرة – إلى أن مصر لا تألوا جهدا من أجل حشد العالم العربى، والمجتمع الدولى فى حربها ضد الإرهاب.. مضيفة أن وزارة الخارجية المصرية تؤكد من جانبها أنها تتعاون وتتبادل المعلومات فى هذا الصدد مع العديد من الدول.
وقالت الصحيفة إن الرئيس عدلى منصور طالب خلال مشاركته فى القمة العربية الأخيرة بالكويت بإعادة تفعيل اتفاقية مكافحة الإرهاب التى تم تعديلها فى عام 1998 من قبل 18 دولة من بين الـ22 الأعضاء بالجامعة العربية.
وأوضحت "لوموند" أن المملكة العربية السعودية كانت أول دولة عربية بعد مصر فى إعلان فى شهر مارس الماضى الإخوان "جماعة إرهابية" على أراضيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة