وثائق سنودن تمنح صحيفتى "الجارديان وواشنطن بوست" جائزة بوليتزر للصحافة الأمريكية.. "بوست" تتوقع أن تثير الجائزة جدلا لاستنادها لتسريبات تخص الأمن القومى الأمريكى

الثلاثاء، 15 أبريل 2014 01:30 م
وثائق سنودن تمنح صحيفتى "الجارديان وواشنطن بوست" جائزة بوليتزر للصحافة الأمريكية.. "بوست" تتوقع أن تثير الجائزة جدلا لاستنادها لتسريبات تخص الأمن القومى الأمريكى إدوار سنودن
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن معهد الصحافة التابع لجامعة كولومبيا، منج جائزة "بوليتزر" الأهم فى الصحافة الأمريكية لصحيفتى "واشنطن بوست" الأمريكية و"الجارديان" البريطانية لانفرادهما بنشر سلسلة من الوثائق التى كشفت عن فضيحة تجسس وتنصت الولايات المتحدة على المواطنين داخلها، وفى جميع أنحاء العالم، وهى الوثائق التى سربها المحلل الاستخباراتى السابق إدوار سنودن.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، إنها حصلت على جائزتى بوليتزر، الأولى هى ميدالية الخدمة العامة عن سلسلة التقارير التى تناولت تكنولوجيا المراقبة التى تستخدمها وكالة الأمن القومى الأمريكى، والتى قام بها فريق من 28 صحفيا بقيادة بارتون جيلمان، وحصلت على هذه الجائزة مناصفة مع صحفى الجارديان جلين جرينوالد.. فيما حصل محررها إيلى ساسلو على جائزة عن سلسلة من الموضوعات عن التحديات التى يواجهها من يعيشون على إعانات الطعام.

وتوقعت واشنطن بوست، أن يثير حصولها مع الجارديان على تلك الجائزة الجدل، مثلما حدث عندما منحت الجائزة لصحيفة نيويورك تايمز عام 1972 لكشفها عن أوراق البنتاجون، والتى تناولت التاريخ السرى لمشاركة الولايات المتحدة فى حرب فيتنام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه فى كلا الموضوعين، وثائق الأمن القومى الأمريكى وأوراق البنتاجون، كان العمل الصحفى مستندا إلى تسريب وثائق سرية من قبل متعاقدين مع الحكومة، ووصف كل من سنودن ودانيل إيلسبيرج الذى سرب أوراق البنتاجون لصحفى نيويرك تايمز نيل شيهان، بالخونة بسبب ما أقدما عليه.. وتم اتهام كلا من المسربين والصحف التى نشرت تسريباتهما من قبل المعارضة بل وأعضاء فى الكونجرس بتمكين التجسس والإضرار بالأمن القومى.

إلا أن رئيس التحرير التنفيذى لصحيفة واشنطن بوست مارتن بارون قال "إن نشر القصة كشف عن سياسة قومية لها تداعيات عميقة على الحقوق الدستورية للمواطنين الأمريكيين وحقوق الأفراد فى جميع أنحاء العالم.. وأكد أن الكشف عن برامج المراقبة والتوسع فى استخدامها من جانب وكالة الأمن القومى الأمريكى يمثل خدمة عامة".

وأضاف أنه من دون معرفة ما كشف عنه سنودن، لم نكن لنعرف أبدا إلى أى مدى تحولت أمريكا بعيدا عن حقق المواطنين لصالح سلطة الدولة، فلم يكن هناك نقاش عام بشأن التوازن المناسب بين الخصوصية والأمن القومى، وهو أمر نحتاج للحوار بشأنه مثلما اعترف الرئيس باراك أوباما.

أما جيلمان، الذى قاد النشر فى هذا الشأن، فقال إن هذه القصة كانت صعبة وأثارت تداعيات كثيرة، والتى كان يمكن أن تذهب فى الطريق الخطأ بكافة الأشكال.

وعلق سنودن على منح البوليتزر للواشنطن بوست والجارديان، وقال فى بيان "إن هذا القرار حجة لكل من يؤمن بأن الرأى العام له حق فى الحكم، وندين فى ذلك لجهود المحررين الشجعان ورفاقهم الذين ظلوا يعملون فى وجه ترهيب غير عادى شمل تدمير قسرى للمواد الصحفية واستخدام غير مناسب لقوانين الإرهاب ووسائل أخرى من الضغط لحملهم على وقف ما يعترف العالم الآن بأنه عمل له أهمية حيوية للرأى العام".. وأضاف سنودن أن جهوده لم تكن لتصبح ذات قيمة بدون التكريس والشغف والمهارات التى تمتعت بها تلك الصحف، وعبر عن امتنانه واحترامه للخدمة الاستثنائية التى يقدمونها للمجتمع.

من ناحية أخرى، أثنت لجنة بوليتزر على الجارديان لكشفها عن برامج مراقبة سرية واسعة استخدمتها وكالة الأمن القومى الأمريكى، وساعدت من خلال النشر فى القضية على إثارة نقاش حول العلاقة بين الحكومة والجماهير حول قضايا الأمن والخصوصية.

جدير بالذكر، أن جائزة بوليتزر تمنح فى مايو من كل عام منذ عام 917، ومولها فى الأساس رائد الصحافة الأمريكى جوزيف بوليتزر. وتمنح جامعة كولومبيا الجوائز بتوصية من هيئة جوائز بوليتزر، المكونة من محكمين تعينهما الجامعة نفسها، ويصل عدد الجوائز الممنوحة سنويا إلى واحد وعشرين جائزة، منها أربعة عشر جائزة فى مجال الصحافة، وست فى مجال الآداب، وواحدة فى الموسيقى، إضافة إلى أربع منح فى مجالات متعددة أخرى.

ومن بين الحاصلين على الجائزة هذا العام أيضا، صحيفة "بوسطن جلوب" عن فئة تغطية الأخبار العاجلة لتغطيتها تفجيرات ماراثون بوسطن فى أبريل من العام الماضى.. بينما حصلت نيويورك تايمز على جائزتى التصوير "تغطية الأخبار العاجلة والقصص الإخبارية"، وحصل على جائزة الصحافة الاستقصائية كريس هامبى من مركز الاندماج العام فى واشنطن.
وذهبت أكبر جوائز تغطية الولايات المتحدة لجريدة "الجازيت" فى ولاية كولورادو، عن تغطيتها لسوء علاج المحاربين المصابين.

كما مُنحت جائزة التغطية الدولية لوكالة رويترز عن تقاريرها الخاصة باضطهاد الأقلية المسلمة فى ميانمار.

وذهبت جائزة المتابعات لفريق تحرير صحيفة "أوريجونيان" فى بورتلاند، عن التقارير المفصلة لتكاليف التقاعد.. كما فازت دونا تارت، مؤلفة "ذا جولدفينش" بجائزة الكتابة الخيالية.. وفاز دون فاجين بجائزة الكتابة العامة غير الخيالية، عن "توم ريفر: قصة علم وخلاص".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة