لا تعرف القراءة والكتابة، ولا تجيد الحياكة، ولم يكن لديها أى مصدر للدخل يعينها على تربية وتعليم بناتها الثلاثة منذ أن أصابت "الجلطة" زوجها، ففكرت فى أن تعيل أسرتها من تخليل الليمون وبيعه لجيرانها فى المنطقة بعد أن صار عليها أن تعمل داخل المنزل وخارجه لتقوم بدور الأم والأب معا.
"أم شيماء" المرأة التى أوشكت أن تودع عقدها الرابع هى نموذج للأم المصرية المكافحة الأصيلة، التى لم تخجل من العمل لتحصل "شيماء" و"زينب" و"منال" على شهادات عليا، تقول لـ"اليوم السابع": "من سبع سنين جوزى جتله جلطة فاضطريت اشتغل ومكنش معانا أى فلوس أعمل بيها كشك ولا مشروع، ولا أنا بعرف أخيط ولا أنا حِمل خدمة البيوت، ففكرت فى الحاجة الوحيدة اللى الناس بتقول إنى شاطرة فيها، وهى تخليل الليمون وبدأت أخلل الليمون والزيتون فى المواسم بتاعتهم وأبيعهم لجيرانى فى منطقة الجمالية".
مئات البرطمانات من المخلل كان لها الفضل فى التحاق فتياتها الثلاثة بالكلية، كما تمنت دوما فالكبيرة "شيماء" التى تفضل أن تنادى باسمها كعادة كثير من الأمهات المصريات اللاتى يخجلن من الإفصاح عن أسمائهن، حصلت على بكالريوس خدمة اجتماعية، ولا تزال "زينب" تدرس فى كلية الحقوق بينما التحقت "منال" بكلية الخدمة الاجتماعية أسوة بشقيقتها الكبرى.
بعد فترة ساعدها أحد جيران المنطقة بالسماح لها بالجلوس فى دكانه الصغير لتبيع الليمون والمخللات التى تصنعها للمارة بشارع المعز: "عم إبراهيم سمح لى أقعد فى دكانه عشان ظروفى بس السوق مبقاش زى الأول، من 4 سنين كان فيه حركة عن كده ودلوقتى قاعدين حلاوة روح وربك هو اللى بيرزق".
من التاسعة صباحا حتى الحادية عشر مساء تظل "أم شيماء" جالسة إلى جوار برطماناتها فى انتظار زبون، وفى غير مواسم تخليل الليمون التى تبدأ من شهر يوليو حتى شهر يناير تكتفى ببيع الليمون ولا تقوم بتخليله، مضيفة "بعد ما الموسم بتاعه بيخلص بيخضر ومبيبقاش نافع فى التخليل".
كلما نفد ما لديها من حبات الليمون التى تعيش منها هى وعائلتها تذهب إلى سوق العبور لتشترى كمية إضافية تكفل لها مصروف البيت وما يكفل تعاليم البنات.
بالصور.. "أم شيماء" علمت بناتها الثلاثة من برطمانات الليمون المخلل
الأربعاء، 16 أبريل 2014 04:39 م
أم شيماء بائعة المخلل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة