داخل منزله بقرية الحلوس بمحافظة الإسماعيلية، وعلى نغمات راديو قديم تنساب منه ألحان السمسمية، يفترش الأرض، متخذًا من الحائط المجاور له متكأ يريح عليه ظهره، مستعيناً بأصابع قدمه فى شد أحد أطراف الشباك فيما تعرف أنامله طريقها فى مداعبة خيوط شباك الصيد.
يعافر عم " صبحى محمد عيسى" للحصول على رزقه، خاصة مع تدهور حالة المهنة، ككل الصناعات اليدوية التى غزتها الصناعات الحديثة، حيث تحول الغزل اليدوى للشباك باستخدام القطن إلى غزل الشباك المصنوعة من البلاستيك والتى تأتى جاهزة، والتى تجعل معها دوره يقتصر فقط على تحديد مساحتها وحجمها فقط، مما جعل قلة من الصيادين فقط الذين يلجأون إليه لصناعة أو صيانة شباكهم، حيث يقوم أغلبية أهل القرية من الصيادين بتصنيع وصيانة شباكهم بأنفسهم.
ويقول: "نشترى الشبك جاهزاً بمساحات كبيرة جدًا، ثم يتم تقطيعه، وإضافة "الفوشات" المصنوعة من "الفلين"، التى تساعد على جعله يطفو، ثم نضع بها "الرصاصات" التى تساعد الجزء السفلى على الغوص أسفل القاع".
ويضيف: لكن هذه الصناعة، على الرغم من سهولتها كما يعتقد البعض، تحتاج إلى تركيز شديد، لوضع "الفوشات والرصاصات" على مسافات متساوية وفقاً لمقاسات معينة، لأن أى خلل أو اختلاف فى المقاس فى وضعها قد يؤدى فى النهاية إلى هرب الأسماك من الشباك"، ويتابع "عم صبحى": "تتعدد أنواع الشباك وألوانها، لكن تبقى طريقة صناعتها واحدة، فالفرق بين كل نوع وآخر هو مساحة "العين" داخل الشبكة".
ويصل أجر "عم صبحى" على صناعة الشباك لحوالى 25 جنيهًا بعيداً عن ثمن الشبكة نفسها، والتى غالباً ما يأتى بها الصياد نفسه، وعن عمر "الشباك" يقول "تتوقف على عاملين رئيسيين، هما "نوع السمك الذى يتم اصطياده، فهناك بعض الأنواع التى تتلف شباكها سريعًا بعكس بعض الأنواع الأخرى، أما العامل الثانى فهو يتوقف على الصياد نفسه والطريقة التى يصطاد بها".
"عم صبحى" صانع شباك الصيد اليدوية يواجه اندثار غزل الشبك من القطن
الأربعاء، 16 أبريل 2014 08:02 ص
عم صبحى صانع شباك الصيد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة