شم النسيم اليوم العالمى للتسمم الغذائى..وكلمة السر:«سوء التخزين»..قديما كان التمليح فى الأوانى الفخارية وخروج صناعة الفسيخ إلى الأسواق جعلها على قائمة وجبات الموت السريع

نقلا عن اليومى..

تمليح الأسماك عادة ليست جديدة على المصريين فهم منذ القديم يتميزون بصناعة الأسماك المملحة، فى أوان فخارية عملاقة، وفيما بعد دخلت الصفائح المعدنية التى تصنع للتخزين، حتى وصلت إلى أنها الآن تباع فى الأوانى البلاستيكية، التى ساهمت فى تحويل الأسماك المملحة من وجبة غذائية صحية إلى وجبات سامة.

فى البداية يقول الأستاذ الدكتور محمد هانى كمال أستاذ التغذية العلاجية بطب القاهرة، إن التسمم الغذائى الناتج عن تناول الفسيخ غالبا ما يكون بسبب سوء التخزين، مضيفا أن الفسيخ من أقدم الأطعمة التى عرفها المصريون، ويتم تصنيعه من خلال فتح هذا النوع من السمك وتوضع كميات كبيرة من الملح، وبعض المواد الأخرى، ويتم وضعه فى أوانٍ فخارية وتغلق جيدا، حتى يتم عزل السمك عن الأكسجين، الذى يسمح بتكاثر البكتيريا اللاهوائية، وهذه الطريقة بيئة نمو هذه البكتيريا بكثرة وأحد المسببات لانبساط العضلات، وخاصة عضلات الرئة وعند تناول كميات كبيرة من الفسيخ يسبب ارتخاء عضلات التنفس، مما يجعل عملية التنفس من الأمور الصعبة، وإذا لم يتم إنقاذ حياة المريض فإن المضاعفات قد تصل إلى الوفاة، ويحتاج المريض إلى نقله فورا إلى المستشفى لاستخدام التنفس الصناعى حتى عودة العضلات إلى العمل مرة أخرى.

وأضاف هانى: من النصائح التى تقدم عند شراء الفسيخ أن تكون السمكة متماسكة، ذات رائحة جيدة، لونها يميل إلى البرتقالى الفاتح، محذرا من شراء الفسيخ المهترئ أو ذى اللون الداكن، ويتم تقطيعه إلى قطع صغيرة، مع إضافة خل وليمون ويفضل أن يترك لمدة 48 ساعة بهذا الشكل، مضيفا أنه قبل تناول الفسيخ، يفضل تناول طبق من السلطة الخضراء، ثم الفسيخ ومعه الطماطم والبصل الأخضر، مشيرا إلى أن تناول السلطة يعمل على إراحة جدار الأمعاء وتسهيل عملية الهضم.

وأوضح الدكتور عماد نادر طبيب أمراض الجهاز الهضمى والكبد والمناظير بمستشفى الشرطة بالإسكندرية أنه ينصح بعدم تناول الفسيخ نهائيا بشم النسيم، مضيفا أن طرق التخزين وصناعة الفسيخ الحديثة تسبب تلوثا شديدا وتؤدى إلى الإصابة بالتسمم الغذائى وهى الحالة التى تنتشر خلال تلك الفترة، مضيفا أن الفسيخ يتم صنعه من خلال وضع كميات كبيرة من الملح حتى يتحلل السمك بالإضافة إلى تعرضه لفترة طويلة إلى الشمس، ثم يتم وضعه داخل صفائح غير مجهزة، بجانب أن الأشخاص القائمين على هذا العمل لا يهتمون بالنظافة على اعتبار أن الفسيخ «سمك معفن»، بالإضافة إلى أنه يتم توزيعه على التجار الذين يقومون بتخزينه داخل «براميل» لا يهتمون بنظافتها.

وتابع عماد، أن قديماً صناعة الفسيخ كانت تتم منزلية، حيث كانت ربة المنزل هى من تقوم بهذا، مضيفاً أنها كانت تحرص على النظافة، بالإضافة على مقادير وضع الملح وتعرضه للشمس، أما الآن فقد أصبح هذا الأمر "بزنس"، لذلك ينصح المرضى بعدم تناول الفسيخ، مفضلاً تناول الرنجة والسردين بديلا عنها، بشرط أن تكون الرنجة قد تعرضت إلى درجة حرارة لمدة ثوانى، وذلك للقضاء على أى بكتيريا أو طفيليات تنمو على السطح.

وأكمل بدوى أن تلك السموم التى تحتويها أسماك الفسيخ قد تتوغل داخل جسم الإنسان وتؤثر على وظائف الكلى، وفى كثير من الأحيان تبدأ الأعراض فى الظهور بعد ٨ أو ١٢ ساعة من تناول الفسيخ الملوث، ويشعر المريض فى تلك الحالة بزغللة فى العين وازدواجية فى الرؤية، وجفاف بالحلق، وصعوبة فى البلع، وضعف بالعضلات، وفشل فى وظائف التنفس التى من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.


موضوعات متعلقة..

احذر تناول مضادات الإسهال فى حالة التسمم من وجبات شم النسيم..التنفس الصناعى والإكثار من شرب الماء بالملح من أهم شروط الإسعافات الأولية للمصابين

النصف المملوء من كوب..«الفسيخ» لتحويله إلى «شربات»..أطباء: تناول الفسيخ والرنجة فرصة لتجديد حيوية القولون والأمعاء سنويا

خبير طاقة حيوية: الاكتئاب والشعور بالوهن والحزن بعد تناول الفسيخ..تناول الأطفال له خطر.. والرياضة 20 دقيقة تخفف من أضراره

مفاجأة.. الفسيخ يحتوى على السم المستخدم فى «الأسلحة الكيميائية»..