مستشار وكالة الفضاء الروسية فى مصر: خططنا لإطلاق «إيجيبت سات» بعيداً عن «مبارك» و«مرسى».. الدكتور حسين الشافعى: القمر المصرى ليس عسكرياً لكنه يتيح مراقبة الحدود ويرصد تحركات الإرهاب

الخميس، 24 أبريل 2014 09:13 ص
مستشار وكالة الفضاء الروسية فى مصر: خططنا لإطلاق «إيجيبت سات» بعيداً عن «مبارك» و«مرسى».. الدكتور حسين الشافعى: القمر المصرى ليس عسكرياً لكنه يتيح مراقبة الحدود ويرصد تحركات الإرهاب الدكتور حسين الشافعى
حوار مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور حسين الشافعى، مستشار وكالة الفضاء الروسية فى مصر ورئيس تحرير مجلة أنباء روسيا التى تصدر فى مصر، أن القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات» الذى أطلق الأسبوع الماضى لديه إمكانيات متعددة لخدمة مصر، منها تصوير الفيديو بدقة عالية، وهذا الفيديو يسمح لك بمتابعة حركة الأشخاص، وهؤلاء الأشخاص قد يكونون إرهابيين، أو رجال إطفاء، أو غير ذلك.

وقال الشافعى فى حوار مع «اليوم السابع» عقب عودته من روسيا ومتابعته لعمليات إطلاق الصاروخ «سويوز واى» من قاعدة «بايكونور» بكازاخستان ليحمل القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات»، إن مصر ستكون أكثر قدرة على حماية حدودها، وتقديم العون للدول الصديقة لتعيد مفهوم الأمن القومى العربى مرة أخرى للوجود وإلى نص الحوار:

◄ كيف كانت بداية العمل فى صناعة القمر المصرى «إيجيبت سات»؟

البداية كانت منذ أكثر من 20 عاما كأفكار عامة وأحلام راودت بعض المصريين لأنه مع تصاعد الحاجة للمعلومات المدققة، لم يكن من المتصور أن تكون مصر طالبة للصور من الدول الغربية، خاصة بعدما اتضح بعد ذلك أن الولايات المتحدة والدول الغربية لا تقدم لنا صورا ذات دقة عالية، كما أن الشرق الأوسط لا توجد فيه إمكانية كبيرة لإطلاق أقمار صناعية، أو وجود أقمار تستطيع أن تقدم صورا بدقة كبيرة للقاهرة، وكل الأقمار الصناعية القوية تخضع لوزارات الدفاع فى الدول الشرقية، مما أوقعنا فى مأزق كبير لاحتياجنا للمعلومات وعدم توافرها.

وفى منتصف أوائل العقد الأخير من القرن الماضى طرحت فكرة أن تمتلك مصر منظومة للأقمار الصناعية خاصة بها، والفكرة هى أن مصر كانت تشترى كل عام بحوالى 300 مليون جنيه صورا لتغطية احتياجات وزارات الزراعة والجهات الأخرى، مثل الثروة المعدنية، وجهات التخطيط وغيرها.

وبدأ التفكير فى الحلم، ولكن كان لمصر تجارب عديدة منها «نايل سات 1» و«نايل سات 2» التى اكتفت أن تقوم بدور المشترى للتكنولوجيا، وأنفقت مئات الملايين من الدولارات، فى حين لم يستفد علماؤنا وشبابنا من الدخول فى هذه المرحلة من التكنولوجيا.
هل لجأتم لخطة لتنفيذ ذلك؟

بالفعل تم وضع خطة طويلة الأجل امتدت حتى أواخر 2008 تتضمن أن يقوم الجانب المصرى بدراسة وضع التكنولوجيا الفضائية فى العالم، وماذا ستقدم التكنولوجيا للبشرية ولمصر وفائدتها الاقتصادية؟ وبالتالى إذا ثبت جدواها الاقتصادية من حيث الأساس فكيف يمكن تعظيم مشاركة الجانب المصرى؟ وتعظيم هذه المشاركة فى الأساس تعتمد على البحث عن الكادر الفنى المنضبط المؤمن ببناء مصر قوية وحديثة، ثم تم وضع معايير لم يسبق تطبيقها لا فى مصر ولا فى بلدان أخرى، وهذه المعايير اعتمدت على إفراز العباقرة والمبدعين فى كل التخصصات ذات الصلة.

◄من كان المسؤول عن هذه الخطة؟

هذه معلومات قام بإعدادها مجموعات ضخمة جدا من المصريين، تم انتقاؤها على مستويات عالية، وهؤلاء المهندسون لم يكن بينهم ابن وزير سابق أو لاحق، أو ابن أى مسؤول، ولم تدخل معايير صناعة القمر المصرى إلا معايير التفوق والعبقرية، واجتاز مئات العلماء المصريين اختبارات عالية جدا محلية ودولية، حتى تم تصفيتهم، وانتقاء الأكثر إبداعا والأكثر حرفية، وتم تكوين مجموعة عمل أساسية ومجموعة عمل احتياطية تغطى كل فروع المعرفة والتكنولوجيا للأقمار الصناعية.

◄هل كانت مؤسسة الرئاسة تشرف على هذه الخطة؟

العمل استمر بعيدا عن مؤسسة الرئاسة طوال فترة حكم مبارك وطوال فترة حكم مرسى وحتى قبل الإطلاق ولم تعلم به الرئاسة إلا كغيرها من أشخاص.

◄لماذا لم تعلن المؤسسات الحكومية عن القمر الصناعى المصرى؟

هذا موضوع لا يدخل فى طبيعة اختصاصاتى، لأننى ممثل الجانب الروسى لتغطية التعاقدات المشتركة بين المسؤولين الروس والمصريين فى إنتاج وتصنيع وتكامل القمر.

أما فيما يتعلق باستخدامات القمر فهى حق كامل للجانب المصرى، يضم فيها من يراه وتسويق الصور التى سيحصل عليها داخل مصر أو خارجها فهذه صلاحيات كاملة لمن يملك القمر.

وللعلم فإن القمر المصرى لديه إمكانيات غاية فى الإعجاز، منها تصوير الفيديو بدقة عالية، وهذا الفيديو يسمح لك بمتابعة حركة الأشخاص وهؤلاء الأشخاص قد يكونوا إرهابيين أو رجال إطفاء أو غيرهم، ونرى أن مصر ستكون أكثر قدرة على حماية حدودها، وسيكون لديها القدرة لتقديم العون للدول الصديقة لتعيد مفهوم الأمن القومى العربى مرة أخرى للوجود.

◄هل من الممكن أن يتم إنشاء وكالة فضاء مصرية تقوم بصناعة الصواريخ والأقمار الصناعية؟

الحكومة المصرية يجب أن تعلن عن إقامة وكالة فضاء مصرية لأنه حلم شباب الباحثين المصريين العاملين فى هذا المجال، ومنذ عشرات السنين تأخرت مصر عن هذا الأمر كثيرا والقدرات البشرية لدى مصر فى مجال الفضاء إن لم تجمعها إطارات قانونية واحدة فهى تتفتت، فمصر أنفقت على الكثير من العلماء فى الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، وقاموا على مدى سنوات العمل فى أوكرانيا، ومرافقة عمليات التصنيع للقمر الصناعى المصرى «إيجى سات 1» وما أن عادوا حتى تفرقوا فى دول الخليج خاصة فى الإمارات، حتى يعملوا بعيدا عن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، لذلك أرى أن منظومة «إيجى سات 1» التى أطلقت قمرها الأول استفادت بشكل كامل.

أما مشروع «إيجيبت سات» فالأمر مختلف لأن العاملين فى المشروع عاهدوا الله قبل أن يعاهدوا خلقه أنهم بهذا البرنامج سيقومون بتقديم كل ما يستطيعون من جهد وعلم وخبرة، وهم فى هذا الأمر صادقون، فالمهندسون المشاركون فى برنامج الفضاء المصرى تواجدوا على مدى سنوات عديدة على مدار الساعة فى روسيا، وشاركوا فى مجال البحث والتصميم والتصنيع والتجميع والاختبار والتكامل والإطلاق خطوة بخطوة، مما يسمح لنا أن نعلن بثقة أن هذا القمر صناعة مصرية روسية مشتركة، وهذا الكادر الفنى على أعلى مستوى.

◄هل ساعدت زيارة المشير عبدالفتاح السيسى إلى روسيا فى الإسراع بإطلاق القمر؟

حسب ما لدى من معلومات وهى قليلة فإن ميعاد إطلاق القمر لا يوجد له علاقة بترشيح السيسى للرئاسة أو بزيارته إلى روسيا، لأن هذا الميعاد كان محددا سابقا، وكان محددا له فى سبتمبر 2012، ثم تم تأجيله إلى سبتمبر 2013 لعدم إكمال الأعمال، ثم تأجل إلى ديسمبر 2013، ثم اتفقوا على إطلاقه فى موعد نهائى وهو 16 أبريل 2014، وهذا الموعد ليس له مدلولات سياسية، ولا شك أن زيارة السيسى إلى موسكو كانت تاريخية، وساهمت بشكل عام فى تطوير العلاقات المصرية الروسية، وإعطائها زخما ضخما استفاد منه مشروع القمر، كما استفادت منه كل مشروعات التعاون بين البلدين.

◄كيف يساعد هذا القمر المواطن المصرى البسيط؟

هذا القمر سيساعد جميع المواطنين المصريين خاصة البسطاء الذين يعانون فى القرى والبيوت من آثار الإرهاب، وسيضع حدا للإهارب لأنه كما قلنا سابقا يقوم بتصوير الأشخاص.
الأمر الثانى أن مصر تتعرض لأزمات ضخمة جدا، سواء فى المياه أو المحاصيل الزراعية، والقمر سيقوم بالمساهمة الجبارة فى حل هذه المشاكل، وتقنين الحاصلات الزراعية، والتنبؤ بها على مدار العام، والتنبؤ بمشاكل المياه وظواهر التصحر وغيرها.

◄هل من الممكن التعاون بين مصر وروسيا لإطلاق أقمار صناعية أخرى؟

العلاقة بين روسيا ومصر علاقة استراتيجية، ولم تكن تهدف إلى إطلاق قمر فقط، إنما كانت تهدف للتعاون فى مجال الفضاء بشكل كامل، وهذا ما حدث فى القمر الأول، وما سيحدث فى الأقمار الأخرى التى سيجرى الحديث بشأنها.

◄كيف ترى عدم إعلان الحكومة المصرية أو المؤسسة العسكرية امتلاكها للقمر الصناعى المصرى؟

هذه تفصيلات داخلية يرجع فيها إلى أصحابها، لكنى سأفصح عما أعلمه وهو أن هذا القمر ليس قمرا عسكريا، لأنه لا توجد لدى مصر أسلحة أو غواصات نووية أو ذرية، ولا توجد أسلحة ذات تقنية عالية فى التوجيه، وهذه هى الأدوات التى تحتاج قمرا عسكريا، لذلك لم تعلن المؤسسة العسكرية عن هذا القمر.

كما أن القمر الذى نتحدث عنه هو قمر مصرى روسى فى إطار القوانين والمعاهدات الدولية التى تلتزم بها روسيا، وليس عسكريا، لكنه يتيح مقاومة الإرهاب وحماية الحدود، وهذا لا يعنى أنه قمر يخص الجيش.

أما لماذا لم تعلن مصر، فسمحت لى الظروف بشكل محدود أن أكون شريكا فى صياغة المحتوى الإعلامى لهذا القمر، والحكومة المصرية كان لديها النية للإعلان عنه، ولكن بعد الحصول على صور من الفضاء تتيح للجانب المصرى أن يعلن لشعبه أن القمر يأتى بثماره، أما الإعلان عن القمر قبل أن يأتى بثماره فهذا استباق للأحداث، ومن كان سيصدق أن مصر تسعى منذ 20 عاما لامتلاك تكنولوجيا الفضاء، ومن كان سيصدق أن مصر بدأت منذ 5 سنوات صناعة القمر الصناعى، ومن كان سيصدق أن مصر ستطلق قمرا صناعيا، ولذلك هناك رؤية لكى لا يتحول الموضوع إلى متاجرة أو إلى صخب إعلامى.

ونحن اضطررنا للإعلان لكى نؤكد للشعب المصرى أن أبناءه المصريين هم من حملوا راية هذا العمل، وهم من أنجزوه وقدموه هدية إلى الشعب المصرى العظيم.

◄ما هى مميزات القمر المصرى «إيجيبت سات» التى تجعله مختلفا عن غيره؟

أقمار الاستشعار عن بعد عادة عمرها محدود ويتراوح من 3-5 سنوات، بالإضافة إلى أن مدة خدمة القمر فى ظروف صعبة وقدرات التصوير تستهلك جزءا كبيرا من الطاقة، وهذه الطاقة تساوى عمر القمر، أما قمر «إيجيبت سات» سيعلم العالم أنه يعكس أحدث ما توصلت إليه علوم وتكنولوجيات الفضاء اليوم، وقدرته التصويرية تصل إلى 1 متر، وفى مجال التصوير بالأشعة تحت الحمراء تصل إلى 4 أمتار، ويستطيع تصوير فيديو على مدار الساعة وعمره 10 سنوات كحد أدنى مضمون، ولا يمكن المساس به لأنه محمى بكل وسائل الحماية، وإدارته من داخل مصر ولا يمكن التفتيش عليه أو إدارته إلا من القاهرة.

◄كيف ترد على مخاوف أن يلقى القمر المصرى الجديد مصير القمر «إيجى سات 1»؟

هذه مخاوف لا أعتقد أنها صحيحة، ولا يوجد لها أى أساس من الصحة، لأن قمر «إيجى سات 1» كان قمرا للبحث العلمى، وصغيرا، وذا إمكانيات تصويرية تصل إلى 10 أمتار، وفقدت مصر السيطرة عليه بعد انتهاء عمره الافتراضى الأول وهو 3 سنوات، أما القمر «إيجيبت سات» الذى تم إطلاقه، فهذا من الجيل الأخير لأقمار الاستشعار عن بعد، ولديه مهام استراتيجية، وسيعمل لمدة 10 سنوات على الأقل مضمونة فنيا.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة