بعد افتتاح نموذج النسخة المقلدة لمقبرة توت عنخ آمون بالأقصر.. وزير السياحة: الحدث يساهم فى جذب مزيد من السياح.. ويقدم رسالة للعالم بحقيقة الأوضاع بمصر.. والاستعداد لإعادة تنظيم أوبرا عايدة بالمحافظة

افتتح أمس وزير الآثار الدكتور محمد إبراهيم ووزير السياحة هشام زعزوع ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين النسخة المقلدة لمقبرة توت عنخ آمون بمدخل وادى الملوك بالقرب من منزل هيوارد كارتر مكتشف المقبرة الأصلية، وذلك بحضور جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة وعدد من السفراء.

أكد وزير السياحة أن افتتاح المقبرة حدث عالمى مهم يساهم فى جذب مزيد من السياح ودفع الحركة السياحية الوافدة إلى الأقصر وزيادة عدد الزائرين للمقبرة، متمنيا أن تعود حالة الانتعاش السياحى وزيادة التدفق خلال هذا الموسم.

وأضاف "زعزوع"، أن افتتاح نسخة المقبرة بحضور هذا العدد الكبير من الضيوف والسفراء الأجانب المعتمدين فى مصر رسالة لكل دول العالم ومنظمى البرامج والشركات السياحية باستقرار الأمن والأمان فى ربوع مصر، تمهيدا لعودة حركة السياحة إلى سابق عهدها وأن وزارة السياحة بالتنسيق مع الوزارات الأخرى واتحاد الغرف السياحية ومحافظة الأقصر فى طريقها لتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والسياحية والترفيهية، من أجل رفع معدلات الإقبال السياحى وعلى رأسها إعادة تنظيم أوبرا عايدة بالأقصر، حيث يتطلع المصريون إلى مرحلة جديدة من التعاون مع مختلف الدول من أجل إعادة الحركة السياحية مطالبا السفراء بحث مواطنيهم على العودة إلى زيارة مصر ووقف التحذيرات وقرارات حظر السفر إلى مصر.

وأشار وزير الآثار إلى أن تنفيذ النموذج يأتى فى إطار الجهود المبذولة من كل أجهزة الدولة للحفاظ على التراث الحضارى الفرعونى، مؤكدا أن النسخة المقلدة جزء من مبادرة الحفاظ على المقابر الفرعونية الموجودة والتى تم إغلاقها إما بسبب أعمال الترميم او للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

وأوضح الوزير أن هناك خطة من جانب الوزارة لتصميم المزيد من نسخ المقابر الفرعونية التى تواجه إقبالا كبيرا من السياح بهدف تخفيف الضغط عليها، مشيرا إلى أن وضع نسخة مقبرة توت عنخ آمون بجوار منزل هيوارد كارتر يمثل رسالة إيجابية للعالم تعمل على جذب المزيد من السياح.

من جانبه تقدم محافظ الأقصر بامتنانه لكل المساهمين فى هذا العمل الذى يحافظ على كنوزنا فى المقابر، مشيرا إلى السعى لتنفيذ أهداف تنوع النشاط الاقتصادى ليكون سياحيا وزراعيا وصناعيا، فضلا عن تحويل الأقصر إلى مدينة خضراء بالتعاون مع وزارة السياحة حيث نفذت المحافظة أول محطة طاقة شمسية ومن المقرر تنفيذ محطات أخرى وعقد مؤتمر للطاقة الشمسية فى الأقصر.

وأعلن المحافظ عن تأمين مناطق المزارات السياحية بالكاميرات وتطبيق نظام معلوماتى للسائحين خلال شهرين بالإضافة إلى مبادرتين بالتنسيق مع الجامعة البريطانية يتم من خلالهما تنفيذ مسابقات لتطوير المحافظة حول حضارة الأقصر وعلامتها التجارية وحقوق الملكية.

وكان الوزيران والمحافظ قد بدأوا جولتهم صباح أمس الأربعاء برفقة سفراء المكسيك والهند وماليزيا والأرجنتين وبلجيكا واليونان والسويد واستونيا والمجر وأيرلندا وسويسرا وكرواتيا وألمانيا فى الثامنة صباحا من خلال رحلة نيلية عبر الدهبيات، حيث توجهوا إلى البر الغربى، حيث تم افتتاح مقبرة "ان حر خع" كبير العمال بدير المدينة بعدها افتتح الوزير مقبرة "تيتى" زوجة الملك رمسيس الثالث بوادى الملكات وذلك بعد انتهاء أعمال ترميمها التى استغرقت عامين كما زاروا برفقة السفراء الأجانب مقبرة الملكة نفرتارى جميلة الجميلات وزوجة الملك رمسيس الثانى.

يذكر أن مقبرة توت عنخ آمون التى تم إنشاؤها خصيصا لوضع نماذج من محتويات المقبرة بداخلها لتمكين السياح من زيارتها وتخفيف الضغط على المقبرة الأصلية هى أكبر نسخة قامت مؤسسة فاكتوم آرت ومقرها العاصمة الأسبانية مدريد بتنفيذها حتى الآن وإهدائه لمصر وذلك تحت رعاية وزارة السياحة ووزارة الدولة لشئون الآثار والاتحاد الأوروبى بعد الأخطار التى تعرضت لها النسخة الأصلية نتيجة الإقبال الشديد على زيارتها من جانب أعداد كبيرة من السياح منذ اكتشافها عام 1922 حيث قرر المجلس الأعلى للآثار إغلاق المقبرة الأصلية فى عام 2011، وذلك لأسباب تتعلق بالحفاظ عليها وترميمها وصيانتها ثم تقرر بعد ذلك فتحها مرة أخرى، ونظرا لأن المقبرة الأصلية مفتوحة الآن للجمهور فمن الممكن للزائر أن يستمتع بتجربة مقارنة النسخة الأصلية والنسخة المقلدة.