قال تقرير صادر عن معهد بروكنجز الأمريكى إنه لا يزال هناك أمل للديمقراطية فى العالم العربى، على الرغم من التحديات الخطيرة التى تواجه أغلب دول الربيع العربية.
وأكد المعهد، وهو من أكبر المؤسسات البحثية الأمريكية، أن مصر تمضى فى طريقها نحو الديمقراطية برغم الاضطراب السياسى الذى تشهده، وطالب المجتمع الدولى بمساعدة مصر والدول العربية الأخرى من خلال دعم المؤسسات الشاملة فيها.
وأشار التقرير الذى كتبه حافظ غانم، الزميل البارز بالمعهد الأمريكى، إلى أن دعوة المجتمع الدولى لسحب دعمه للعام العربى بسبب التطورات السلبية خاطئة، وقال إنه كان متوقعا أن التحولات السياسية العربية ستكون صعبة وطويلة. لكن يظل هناك أمل، حيث إن العقد الاجتماعى الاستبدادى القديم الذى كان يقوم على معادلة الخبز مقابل الحرية، قد تم فسخه. والعرب يطالبون الآن بمزيد من الخبز ومزيد من الحرية، وقد فتحت الثورات فرصة للمجتمعات العربية للحاق بركب القرن الحادى والعشرين من أجل تطوير عقود اجتماعية جديدة تحترم الحريات الفردية والكرامة الإنسانية وتركز أيضا على التطور الاقتصادى والعدالة الاجتماعية.
وتوقع التقرير أن تظل تلك النافذة مفتوحة على المدى المتوسط لأن الثورات دفعت بالشباب إلى قلب المشهد السياسى، وأصبح الشباب يقود المعركة ضد الاستبداد وأكد على إيمانه بقيم الحرية والمساواة والكرامة.
وعن مصر، قال التقرير إنه أكبر دولة عربية وكانت دائما بوصلة المنطقة، وهذا ما يجعل الاضطراب السياسى والعنف مبعث قلق جدى. إلا أن مشكلات مصر لا يجب أن تخفى حقيقة أن هناك بعض التقدم نحو الديمقراطية. فقد تم تمرير دستور جديد، ولو تم تطبيقه بشكل صحيح، فإنه يحمى الحريات والتنوع والمساواة بين المواطنين.
وذهب التقرير إلى القول بأن هناك انتخابات رئاسية مقررة خلال الأسابيع المقبلة. ورغم أن أغلب المراقبين يعتقدون أن نتائج تلك الانتخابات أمر مفروغ منه، إلا أنها ولدت نقاشا عاما حقيقيا حول مستقبل البلاد بين اثنين من المتنافسين الرئاسيين يتسمان بالقوة ويحظيان بالشعبية.
ومضى التقرير قائلا إن مصر أمامها طريق طويل لتمضى فيه، وربما يستغرق الأمر سنوات وربما عقود لبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية وتحسين بعض المؤسسات لرئيسية الموجودة كالشرطة والقضاء وتغير الثقافة السياسية الاستبدادية فى البلاد. ورغم أن التحديات ضخمة، إلا أنه نظرا للتغيرات العميقة التى تحدث بالفعل فى المجتمع المصرى، فيبدو على الأرجح أن مصر ستمضى فى طريق الديمقراطية.
وعن المساعدة التى يمكن أن يقدمها المجتمع الدولى لمصر والدول العربية الأخرى، قال تقرير بروكنجز إن المجتمع الدولى بإمكانه أن يجعل الأولوية لدعم المؤسسات الديمقراطية والشاملة، وهى ضرورية للديمقراطية وأيضا لتحقيق النمو الاقتصادى والعدالة الاجتماعية.
وأوضح بروكينجز أن التركيز على المدى القصير يمكن أن يكون على بناء مؤسسات ديمقراطية شاملة مهمة لتحقيق النمو والمساومة، ويشمل ذلك تعزيز النقابات العمالية والمؤسسات الزراعية ومنظمات المجتمع المدنى.
وخلص التقرير فى النهاية إلى القول بأن الدول العربية التى تشهد تحولا تواجه فرصا هائلة، وأيضا تحديات كبيرة. وقد كسرت الثورات جدار الخوف، ودمرت العقود الاجتماعية القديمة. وتتبنى المجتمعات العربية الآن القيم العالمية للحرية والكرامة والمساواة والعدالة. إلا أن هذه التحولات أثبتت أنها طويلة وصعبة للغاية. ويمكن أن يلعب المجتمع الدولى دورا هام من خلال دعم ظهور مؤسسات اقتصادية شاملة تساهم فى عملية التحول الديمقراطى وتحقيق العدالة الاجتماعية فى العالم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة