لم أدرك أهمية دراستى لعلم «التنمية البشرية» سوى الآن، فقد أضافت بالفعل لسلوكى وحياتى الكثير، إلى حد أننى كنت أنادى بتعليمها فى المدارس أو الجامعات لما تحقق من تطور سلوكى للفرد ينسحب عليه هو أولاً، ثم على علاقته بالناس.
فقبل دراستى لها كنت أميل للاكتئاب، فلم أكن شخصية متفائلة على الإطلاق، ولم أكن أتسامح أبدًا، فالعين بالعين والسن بالسن، ولم أكن أبالى بما أخسره فى حياتى حتى لو كانت المشكلة بيننا بسيطة.. كنت أنظر دائمًا لنصف الكوب الفارغ، تستوقفنى السلبيات، ولا أبحث عن الإيجابيات، أقول دائمًا أنا لا أملك كذا وكذا، ولم أكن أحمد الله، وأقول أنا أمتلك هذا وذاك وغيرى لا يملكه، بل كانت تقوم الدنيا حين تحدث لى مشكلة صغيرة، كأن يحدث شىء لسيارتى مثلًا، هنا كانت تتوقف حياتى كلها إلى أن يتم إصلاح السيارة، كانت هذه هى أنا قبل أن أدرس «التنمية البشرية HR».
وكان أول باب فى الدراسة هو أن أتعلم فن الاستمتاع بالحياة، فلا يصح أن نؤجل متعتنا بأى شىء نملكه، إلى أن تحل مشاكلنا، لأن هذا هو المستحيل بعينه، فالحياة مليئة بالمشاكل اليومية التى لا تنتهى، ولهذا أصبح شعارى بعد ذلك هو ألا أؤجل ساعة سعادة يمكن أن أستمتع بها، فالحياة حافلة بكل ما هو جميل، وبما يملأ حياتنا بالبهجة، كاستمتاعنا بوقت رائع مع الأصدقاء، أو ممارسة هواية نحبها، أو قراءة كتاب مفيد يضيف لنا شيئًا، أو قضاء وقت ممتع مع الزوج، أو ساعات تغذى النفس مع الأولاد، فكل هذا يمدنا بطاقة إنسانية لا تعوض، ويحقق لنا لحظات من المتعة لا مثيل لها.. وأنا أعرف أن سحابات الاكتئاب يمكن أن تغطى على أى متعة أخرى، ولكن كل شىء يمكن أن يتحقق بالمران «التمرين»، فأحيانًا كنت أؤجل السفر لرحلة لأننى فى مزاج سيئ «Bad Mode»، وقد طردت هذا الإحساس من حياتى، والسؤال الذى واجهنى هو: من أين آتى بالمزاج الرائق «Good Mode»؟ والإجابة هى أننى تعلمت أن أستدعيه لأننى لو تركت نفسى للهموم فستكبر، ويصعب التخلص منها، وتعلمت أيضًا «النهوض بعد السقوط»، وألا أنزعج من أى تحد، وتعلمت أن أتصالح مع نفسى، وأعرف أين هى، وأن أحدد أهدافى، وأن أتعامل مع الفرح بإيجابية، ومع الحزن أيضًا بإيجابية.
وأهم من ذلك كله تعلمت ألا أشكو، فالشكوى هى أسرع السبل لانفضاض الناس من حولك، والشكوى الدائمة تصيب الآخرين بالانزعاج، والسبب فى ذلك أن الإنسان ميال بطبعه للتفاؤل، فقلبه دائمًا يخفق بالأمل، فضلاً على ذلك أن من اعتاد الشكوى والضجر والكراهية سوف يظهر ذلك بوضوح على البشرة والعينين، فيذبلان وينطفئ بريقهما، كما يمتلئ الوجه بالتجاعيد والغضون، وتعلمت أيضًا أن الحالة النفسية للإنسان فى صعود وهبوط، وتعلمت أيضًا أن أتحلى بروح الفكاهة، وبذلك أكسب الأصدقاء، فالبسمة والضحكة تفتح قلوب الناس.
والآن أطالبك عن تجربة شخصية بالاهتمام بالطب النفسى البديل، فهو الدواء الذى تقدمه البشرية لنفسها.. واسأل مجرب.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
كيف نطبق يا وفاء علم التنميه البشريه على ظروفنا المدهوله ونبقى جوود مود والجيب عمران
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اعتقد اهم حاجه فى التنميه البشريه ان يكون الجيب عمران والقلب دفيان - فن الحياه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا وفاء خلاص هانت السيسى جاى وحنبقى اخر مزاج والحياة حتبقى بمبى من غير فلول وعشيره
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر ممدوح
مبروووك