شاركت وزيرة الثقافة الشيخة مى بنت محمد آل خليفة فى اللقاء الحوارى بعنوان "الاستثمار فى الثقافة"، وذلك بالأمس فى إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
الندوة التى أقيمت تحت رعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى رئيس المجلس الأعلى لشئون الأسرة بإمارة الشارقة، استعرضت من خلالها الشيخة مى بنت محمد آل خليفة ورقة عمل عكست من خلالها التجربة المميزة لمملكة البحرين فى الارتقاء بالحراك الفكرى والحضارى المحلى الذى يعزز الحوار الثقافى الهادف لخلق وعى وفكر منفتح على جميع الثقافات والحضارات الإنسانية.
اللقاء شهد حضور شخصيات مجتمعية هامة، إضافة إلى أكثر من 150 شخصية ما بين مديرات المؤسسات والهيئات الحكومية فى الدولة، ومديرات المدارس والمهتمات والمختصات بالشأن الثقافى فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحول التجربة البحرينيّة عمومًا وعلاقتها بالجهات الخاصّة، بيّنت وزيرة الثقافة أن هذه العلاقة مبنية على الهدف المشترك بين جميع الجهات لبناء كل ما يقوى الهوية الوطنية ويعزز الانتماء الحضارى والتاريخى للوطن، مستعرضة خلال حديثها مساهمات القطاع الأهلى فى إثراء الحركة الثقافية، المتمثلة خصوصاً فى التجديد العمرانى لبيوت مدينتى المحرق والمنامة التاريخية. وأردفت معاليها: (ليس للثقافة سرٌّ تخفيه، فهى المشاع من الجمال والسلوك الجماعى والفكر الذاتى والتواصل. لقد استطعنا معًا خلال الأعوام القليلة الماضية أن نترجم كل أحلامنا إلى حقيقة وواقع نعيشه باستمرار، وتمكّنا أن نضع البحرين على خارطة العالمية، لأن ما فعلناه معًا لم يكن رصيدًا وزاريًا ولا أحداث مارّة، بل صياغات حضاريّة يمكن ملاحظتها حتّى هذه اللحظة).
كما قدّمت وزيرة الثقافة توضيحات حول الدور المهم الذى تقوم به الجهات الخاصة، والذى استطاعت من خلاله وزارة الثقافة أن تحقّق العديد من المشاريع والمنجزات الوطنيّة، وأردفت: (لم نكن لنتمكّن من تحقيق كلّ هذا. إن الثقافة بمقدورها أن تنجز حينما نؤمن بها جميعًا، وهى ليست مسؤوليّة وزاريّة بل مسؤوليّة اجتماعيّة وشعبيّة مشتركة، يمكن لنا جميعًا أن نتقاسمها وأن نفعّلها على أرض الواقع)، وبيّنت أنه من الضرورة تكامل الأدوار وتقاسم المهام من أجل تفعيل المشاريع واستثمار المعطيات.
وبما يتعلّق بمشاريع البنية الثقافية فى مملكة البحرين، فقد أشارت إلى مجموعة من المشاريع التى ظهرت معالمها فى الشراكة القائمة بين القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية الملتزمة بالشأن الثقافي، كمسرح البحرين الوطنى الذى افتتح فى نوفمبر 2012 بدعم من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، متحف موقع قلعة البحرين الذى شيد برعاية من بنك أركابيتا فى فبراير 2008م والمركز الإقليمى العربى للتراث العالمى والذى افتتح عام 2012م، إضافة للتطرق إلى مشاريع ثقافية وسياحية متنوعة تسهم فى توعية الفرد بأهمية تراثه وهويته وسبل المحافظة عليها.
وبخصوص مستقبل الاستثمار بالثقافة، فإن وزيرة الثقافة أطلعت الحضور على التوجّهات التى تتّبعها وزارة الثقافة فى مراحلها اللاحقة، خصوصًا وأن العاصمة البحرينيّة المنامة تعيش فى هذا العام فعاليات احتفائها بالفنون تحت شعار "الفن عامنا، وكنها عاصمة للسياحة الآسيوية 2014م، وأعلنت: (نتطلّع خلال هذا العام أن نحتفى فى وزارة الثقافة بالفنون والإنسانية والحضارات المختلفة). مشيرة إلى مجموعة من المشاريع المستقبلية التى تهدف إلى تعزيز مبدأ الاستثمار فى الثقافية فى مملكة البحرين كمشروع تطوير موقع مسجد الخميس، متحف ومركز أبحاث مستوطنة سار، متحف الأطفال، مركز زوار معبد باربار.