وانج يى وزير خارجية الصين يكتب لـ"اليوم السابع" عن تعزيز التعاون الصينى العربى.. 10 سنوات مضت والثقة المتبادلة أكثر نضوجا.. ودعم الاستثمارات المشتركة والتعاون فى مجال الطاقة أهم آليات التعاون

الجمعة، 30 مايو 2014 12:44 م
وانج يى وزير خارجية الصين يكتب لـ"اليوم السابع" عن تعزيز التعاون الصينى العربى.. 10 سنوات مضت والثقة المتبادلة أكثر نضوجا.. ودعم الاستثمارات المشتركة والتعاون فى مجال الطاقة أهم آليات التعاون وانج يى وزير خارجية الصين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوف نستقبل الممثلين من الدول العربية وجامعة الدول العربية فى بكين يوم 5يونيو الحالى لعقد الدورة السادسة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى والاحتفال بالذكرى العاشرة لإنشاء المنتدى، وبعد ذلك خطوة دبلوماسية مهمة تتخذها الحكومة الصينية تجاه العالم العربى فى ظل الظروف الجديدة، حيث يعتبر ذلك حدثا كبيرا فى مسيرة العلاقات الصينية العربية حيث يكتسب أهمية كبيرة لاستعراض الإنجازات الماضية واستشراف الآفاق المستقبلية.
تأسس منتدى التعاون الصينى العربى فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة فى يناير عام 2004 بالإعلام الصينى العربى المشترك آخذا فى الاعتبار التطور الطويل المدى للعلاقات الصينية العربية فى القرن الجديد،ويمثل المنتدى متطلبا جديدا جاء نتيجة طبيعية للتطور المستقر للثقة السياسية المتبادلة وللنضوج المتزايد للتعاون العملى بين الجانبين، كما يعتبر خطوة جديدة اتخذت أمرا مطلوبا من قبل الجانبين لمواكبة تيارات العولمة والالتحاق بمسيرة التعاون الإقليمى.

فإن المنتدى يقوم على الصداقة التاريخية ويتطور بقوة دافعة جاءت من التعاون المتبادل المنفعة حيث يهدف إلى التنمية المشتركة، ويعبر عن الإرادة الإستراتيجية المشتركة بين الجانبين الصينى والعربى.

عشر سنوات مضت وهى مليئة بالجهود والإنجازات حيث نمت فى إطار المنتدى أكثر من عشر آليات تعاون تشمل الاجتماع الوزارى واجتماع كبار المسئولين ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة الاستثمارات وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة ومؤتمر التعاون فى مجال الطاقة وندوة التعاون فى مجال الإعلام واجتماع كبار المسئولين فى مجال الصحة، ومهرجانات الفنون المتبادلة، مما أثر بشكل كبير فى مضامين التبادل الودى بين الصين والدول العربية وأظهر المزيد من أنماط التعاون الصينى العربى على أساس المنفعة المتبادلة وبالتالى جعل المنتدى علامة مهمة تشير إلى قوة العلاقات الصينية العربية.

عشر سنوات مضت وأصبحت فيها الثقة السياسية الصينية العربية المتبادلة أكثر نضوجا وبلوغا:
أصدر الاجتماع الوزارى الرابع للمنتدى عام 2010 إعلان تيانجين وأعلن فيه عن إقامة "علاقات التعاون الإستراتيجى الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة" وذلك فى إطار المنتدى.

الأمر الذى ارتقى بالحوار والتعاون الجماعى بين الصين والدول العربية إلى مستوى جديد.
كما تمت إقامة العلاقات الإستراتيجية بين الصين وكل من: مصر، الجزائر، السعودية، والإمارات

وأنشئت بعد ذلك آلية الحوار الاستراتيجى بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربى.
تدعم الصين دائما وأبدا جهود الدول العربية الرامية الى استكشاف طرق بناءة تتناسب مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة، كما تدعم المساعى العربية لاستعادة حقوقها ومصالحها الوطنية المشروعة وفى مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة. أما من الجانب العربى فيقدم دعما ثمينا للصين فى القضايا المتعلقة بمصالحها الحيوية وهمومها الكبرى وأيضا قدم مساعدات سخية للصين لما تعرضت له من زلزال مدمر فى محافظة ونتشوان الصينية وغير ذلك من الكوارث.

ناهيك عن أن مجلس جامعة الدول العربية قد اعتمد مرارا خلال العشر سنوات الماضية على مستوى وزراء الخارجية قرارات تقضى بتعزيز العلاقات الصينية العربية الودية فى كافة المجالات، وأن دفع التعاون مع الصين قد أصبح رؤى مشتركة تسود العالم العربى.

عشر سنوات مضت وحقق فيها التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى العربى قفزة وطفرة:
حيث ارتفع حجم التبادل التجارى الصينى العربى من 25,5مليار دولار إلى 238,9 ملياردولار بزيادة بمعدل تتجاوز 25%سنويا وازداد حجم الواردات الصينية من النفط الخام من الدول العربية من 40.58مليون طن إلى 133 مليون طن بمعدل نمو سنوى يتجاوز 12%، ووصلت قيمة العقود الجديدة المبرمة بين الشركات الصينية والدول العربية للمقاولات الهندسية من 2.6مليار دولار سنويا إلى 29.1 مليار دولار سنويا بزيادة سنوية تتجاوز 27% وأما الزيادة السنوية للاستثمارات المباشرة غير المالية التى استثمرتها الشركات الصينية فى الدول العربية، ازدادت من 17.25 مليون دولار إلى 2.04مليار دولار.
وقد أصبحت الصين ثانى أكبر شريك تجارى للعالم العربى، وأكبر شريك تجارى لتسع دول عربية.

وفى المقابل، تعتبر الدول العربية سابع أكبر شريك تجارى للصين، وأهم شريك لها للتعاون فى مجال الطاقة وأيضا سوق مهم للمقاولات الهندسية والاستثمارات الصينية.
وفى السنوات الأخيرة، شهد التعاون الصينى العربى زخما طيبا للتطور فى مجالات جديدة تشمل المالية والفضاء والطاقات الجديدة.

عشر سنوات مضت وشهد فيها التواصل الإنسانى والثقافى الصينى العربى تنوعا تعددا:
إلى غاية الآن تم فتح التخصصات المتعلقة باللغة العربية فى أكثر من 20 جامعة صينية، وأقيم 11 معهد كونفوشيوس وفصل إذاعى لمعهد كونفوشيوس فى 8 دول عربية ويدرس فى الصين أكثر من 10 آلاف طالب عربى فى سنة.

وأصبحت 8 دول عربية مقاصد سياحية للمواطنين الصينيين، ويبلغ عدد الرحلات الجوية التى تربط بين الصين والدول العربية إلى 145 رحلة أسبوعيا. ويتجاوز عدد المسافرين من الجانبين إلى 830 ألف فرد / مرة سنويا. وخلال العشر سنوات الماضية، قامت الصين بتدريب 15676 فردا عربيا من مختلف التخصصات وأرسلت فرقا طبية يبلغ عدد أعضائها 5338 فردا إلى 9 دول عربية، مما قدم دعم فكرى قوى لتطوير مختلف القطاعات فى الدول العربية.

ويمكننا القول بأن الصداقة الصينية العربية أصبحت أكثر رسوخا وعمقا فى قلوب الناس من أى وقت مضى.

وإذا أردنا تلخيص التجارب من تطور المنتدى الصينى العربى والعلاقات الصينية العربية فى العشر سنوات الماضية، فسنجد أنها تكمن فى التزام الجانبين الدائم بمعاملة بعضها البعض بالصدق والإخلاص والثقة والتمسك بالتعاون الاستراتيجى كالاتجاه العام.

وذلك يكمن فى التزام الجانبين الدائم بروح العملية والكفاءة والمصلحة المتبادلة وتدعيم التنمية المشتركة من خلال تقاسم الفرص، وتكمن فى التزام الجانبين الدائم بالانفتاح والتسامح والسعى إلى أرضية مشتركة مع ترك الخلافات جانبا، وتحقيق التقارب فيما بين الشعوب الجانبين من خلال الاستفادة المتبادلة والتى تكمن فى التزم الجانبين الدائم بمسايرة العصر والإبداع والإنجاز، مما حقق التكامل والتطور المشترك للتعاون الثنائى والجماعى.

فى الوقت الراهن الذى تتعمق فيه التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية، ويتعزر التنوع الثقافى والمعلوماتية الاجتماعية وتولد من رحم الثورة التكنولوجية فى مختلف المجالات اختراقات جديدة، تمر كل من الصين والدول العربية كونها عضوا مهما فى العالم النامى بمرحلة حاسمة من التحول والتنمية.

ووضعت فى الصين تخطيط استراتيجى لتعميق الإصلاح على نحو شامل فى الدورة الثالثة الكاملة من اللجنة المركزية الـ18للحزب الشيوعى الصينى، ويتقدم الشعب الصينى حاليا نحو تحقيق هدفى: " مائة سنة" والحلم الصينى للنهضة العظيمة للأمة الصينية، بينما تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات وتعديلات وتحولات كبيرة غير مسبوقة.

وتسرع الدول العربية فى خطواتها لاستكشاف طرق الإصلاح والتغير. فينبغى للشعب الصينى البالغ عدده : 1.3 مليار نسمة والشعوب العربية البالغ عددها 3 مليارات نسمة اغتنام الفرصة الظاهرة والتعاون المشترك ومجابهة التحديات سويا، بما يحقق التنمية المشتركة.
فى الدورة السادسة من الاجتماع الوزارى، سيعتمد الجانبان الصينى والعربى "إعلان بجين" والبرنامج التنفيذى لمنتدى التعاون الصينى العربى بين عامى 2014 و2016 والخطة التنموية لمنتدى التعاون الصينى العربى خلال الفترة 2014 و2024 بما يرسم خطة طموحة لتطوير العلاقات الصينية العربية وبناء المنتدى فى السنوات العشر المقبلة.


كما سيوضح الجانب الصينى سياسته تجاه الدول العربية فى ظل الظروف الجديدة ويطرح تصورات وإجراءات جديدة لتعزيز التعاون العملى مع الجانب العربى.
فإن هذا الاجتماع لا يدشن فقط عقدا جديدا أكثر ازدهارا فى مسيرة بناء المنتدى بل سيطلق صفارة البداية للنسخة المطورة من العلاقات الصينية العربية.
ضرورة وضع أساس صلب مثل الحديد من أجل تعميق علاقات التعاون الاستراتيجى الصينية العربية.
ينبغى للجانبين مواصلة الحفاظ على زخم التواصل الرفيع المستوى وحسن توظيف الاجتماع الوزارى واجتماع كبار المسئولين وغيرهما من آليات اللقاء المتعدد المستويات فى إطار المنتدى لإجراء الحوار والتشاور حول القضايا العالمية فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، بما يجسد الطابع الاستراتيجى للعلاقات بين الجانبين.

ويتعين على الجانبين تبادل الدعم فى القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والحيوية التى تهم بعضهما البعض، وتعزيز التنسيق والتعاون فى الشئون الدولية والإقليمية، بما يدفع موازين القوى الدولية نحو ما يخدم الدول النامية ويحمى المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

ضرورة ضمان المصدر الحيوى الذى لا ينضب من أجل تعميق علاقات التعاون الاستراتيجى الصينية العربية:
إن الدول العربية شريك طبيعى ومهم للصين فى بناء "الحزام الاقتصادى لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحرى فى القرن 21" كونها تقع فى منطقة تلاقى غربية لـــ " حزام " و " طريق ".
فتأمل الصين فى تعزيز التعاون مع الدول العربية فى المجالات التقليدية مثل: الطاقة والاقتصاد والتجارة والبنية التحتية، وكذلك فى المجالات الناشئة مثل الطاقة النووية والفضاء والطاقات الجديدة، وتقاسم ثمار التنمية وتحقيق الازدهار المشترك. كما ترغب الدول العربية فى أن تقابل انفتاح الصين على غربها بــ"إستراتيجية التوجه نحو الشرق"، وتوظف مزاياها النسبية بما يوفر لنفسها مزيدا من الفرص والمجالات للتنمية.

وينبغى على الجانبين التمسك بالاشتراك فى بناء "الحزام مع الطريق" كمسار أساسى لتخطيط العلاقات بينهما فى السنوات العشر المقبلة،حتى يصبح مصدرا حيويا للعلاقات الصينية العربية، إذ لا يقدر التعاون الصينى العربى المشترك على تحقيق إنجازات كبيرة ومستدامة بدون هذا المصدر الواسع والنابض.
ضرورة ضمان تغذية إنسانية وثقافية وافرة لتعميق علاقات التعاون الاستراتيجى الصينية العربية.ينبغى على الجانبين مواصلة إنجاح آليات ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وندوة التعاون الصينى العربى فى مجال الإعلام ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومهرجانات الفنون الصينية والعربية وغيرها، وتوسيع التعاون فى مجالات التربية والتعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا والسياحة وتطوير الموارد البشرية وغيرها،بالتزامن مع حسن توظيف وفد الشباب ووفد الخبراء والباحثين ووفد النخب التى تعرف جميعها كالمجموعة "آلية الترويكا" لزيادة ترسيخ الأسس للصداقة الصينية العربية.تتميز الحضارة الصينية والحضارة العربية بالأصالة العريقة والمنظومة المستقلة والسمات الفذة، والاهتمام البالغ بدور الروح المعنوية الأمر الذى يتحلى بمغزى فريد لتقدم حضارة الإنسان فى عصرنا اليوم والعصور القادمة. فإن تعزيز التبادل الإنسانى الثقافى الصينى العربى سيغذى التعايش المنسجم بين مختلف الحضارات بمزيد من الحكمة الشرقية"، ويغذى قيمة نظام الحوكمة الدولية بمزيد من "العقلية الشرقية".


يقول قول صينى: "ان الذين يتقاسمون الأهداف، لا تفصلهم الجبال" كان أجدادنا قد تجاوزوا الحدود العرقية والثقافية والجغرافية،ورسموا معا صورة متناغمة للتواصل الودى الصينى العربى فى طريق الحرير القديم قبل أكثر من 2000عام. واليوم سيتم فتح باب فرص جديدة لتطوير العلاقات الصينية العربية فى تشاركنا فى بناء "الحزام والطريق" والنهوض بطريق الحرير الحديث، الصين تحرص على بذل الجهود المشتركة مع الدول العربية للتمسك بالفرصة التاريخية والعمل بروح الكسب المشترك والإبداع لتحقيق أحلامنا العظيمة للنهوض بأمتنا من خلال تعميق التعاون الصينى العربى، فلنتخذ الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى التعاون الصين العربى كنقطة انطلاق جديدة للعمل يدا بيد من الحسن للأحسن لاستشراف آفاق أكثر إشراقا للعلاقات الصينية العربية ولمنتدى التعاون الصينى العربى.

(بقلم وزير الخارجية الصينى)








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة