كتاب حول مخطوطة ابن ماجد "الفوائد فى أصول علم البحر والقواعد"

الجمعة، 13 يونيو 2014 09:23 ص
كتاب حول مخطوطة ابن ماجد "الفوائد فى أصول علم البحر والقواعد" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن دار الكتب الوطنية فى هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة نسخة محققة جديدة لمخطوط "الفوائد فى أصول علم البحر والقواعد" لأستاذ علم الملاحة العربى شهاب الدين أحمد بن ماجد، وضعها المؤرخ الجغرافى حسن صالح شهاب قبل وفاته.

يلفت المحقق فى مقدمته، إلى أن المخطوط تم نشره بوسائل النشر الحديثة فى أوروبا قبل بلاد العرب، فقد عثر الباحث والمستشرق الفرنسى جبراييل فرّان على نسخة من الكتاب عام 1912 مع مخطوطة أخرى فى المكتبة الوطنية فى باريس، وبهذا عرف العالم دور العرب الحضارى والمهم فى مجال الملاحة العالمية.

ويقدم المحقق نسخة قيمة من الكتاب بعد مقارنته بعدة نسخ من المخطوطة وجدت فى المكتبة الظاهرية فى دمشق، ومكتبة الأستاذ على التاجر فى البحرين، ومكتبة الشيخ عبد الله خلف الدحيان فى الكويت، بالإضافة إلى نسخة موجودة فى مكتبة البود ليون فى إكسفورد فى بريطانيا.

وصحح المحقق فى هذا الكتاب أجزاء من المخطوطة وردت فى كتب سابقة، كما يقدم بذلك إضافات مهمة على سيرة ربان البحر العربى الذى ولد فى رأس الخيمة فى الإمارات وعاش بين (821-906للهجرة) ووضع ابن ماجد الذى خبر بحار عظيمة علوم البحار والإرشادات لمرتاديها فى قصائد وأراجيز شهيرة، فقد سبق للمحقق أن تناول سيرة ابن ماجد فى كتب تاريخية مهامة تؤرخ للملاحة العربية فى المحيط الهندى.

ويحتوى الكتاب على مقدمة للمحقق ومقدمة أخرى للمؤلف ابن ماجد، يقول فيها "إن العلوم فى الدنيا أسمى مفخراً وأربح متجراً، وأجل مرتبة وأشرف منقبة: فعلوم البحر هى من العلوم التى تُعـّرف قبلة الإسلام بأصح منها، فما أوتى بالمراكب من الهند والشام والزنج وفارس والحجاز واليمن وغيرها. بقصد لا يميل عن الجهة المطلوبة بأموال وأرواح، يُعد دليلاً مؤكداً على أن هذا العلم يدل على معرفة القبلة، فيحتاج إليه أهل الفرائض".

ويصنف هذا الكتاب المختصر لركاب البحر وربابنته فوائد كثيرة تتناول ظواهر وغوامض تتعلق بعلوم الفلك والملاحة والطبيعة، فقد أجمل المؤلف كل ذلك فى اثنتى عشرة فائدة منها: معرفة المنازل والأخنان والدبر. والمسافات والباشيات، والقياسات والإشارات، وحلول الشمس والقمر، والأرياح مواسمها، مواسم البحر وآلات السفينة، وما تحتاج إليه وما يضرها وما ينفعها، وما يضطر إليه فى ركوبها. وينبغى لعارف هذا العلم أن يسهر الليل، ويجتهد فيه غاية الاجتهاد، ويسأل عن أهله، ومن جزَّ به حتى يحصل مراده؛ لأنه علم عقلى لا نقلى، فكثرة السؤال فيه ترقيه لباقيه، فيعلم ما لا يعلمه أحد غيره، فتتم به رئاسته؛ ومن ادعى الرئاسة بغير كمال أسبابه فقد أخطأ، بحسب المؤلف.

يذكر أن دار الكتب الوطنية، الحاصلة على جائزة أفضل دار نشر محلية لعام 2013 عن معرض الشارقة الدولى للكتاب، تعمل على رفد القارئ العربى بأحدث الترجمات من العلوم والمعارف العالمية، إلى جانب إعادة قراءة تراث وتاريخ المنطقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة