عثرت وكالة "الأناضول" على مدفع، يرجح الرواية التى تقرن مدفع إفطار رمضان فى مصر بالأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوى إسماعيل "حكم مصر من 18 يناير 1863 إلى 26 يونيو1879".
ويسمى مدفع الإفطار تاريخيا فى مصر باسم "مدفع الحاجة فاطمة"، وتباينت روايات المؤرخين حول أسباب تسميته بهذا الاسم، غير أن المدفع الذى عثرت عليه "الأناضول" فى قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوى إسماعيل، يرجح الرواية الأشهر فى هذا الصدد، وهى أن المقصود بالحاجة فاطمة التى اقترن اسمها بمدفع الإفطار، الأميرة "فاطمة إسماعيل" ابنة الخديوى إسماعيل.
ووصف المؤرخ المصرى إبراهيم عنانى فى أحد كتاباته مدفع الإفطار الذى خرجت منه أول قذيفة بأنه ينتمى إلى نوعية مدافع "كروب"، ويزن ما يقرب من نصف طن، وهو ما ينطبق على المدفع الذى يوجد بمتحف المقتنيات الفنية، الذى يتخذ من قصر الأميرة فاطمة إسماعيل مكانا له.
ومتحف المقتنيات الفنية، هو واحد من ثمانية متاحف يضمها المتحف الزراعى بحى الدقى بالقاهرة، ويضم مقتنيات قصر الأميرة فاطمة وبعض مقتنيات الأسرة الملكية، غير أنه لا يحظى حتى الآن بالاهتمام الكافى، وغير مفتوح للجمهور ويشترط لزيارته الحصول على موافقة المدير العام للمتحف الزراعى.
وأنشئ المتحف الزراعى فى عهد الملك فؤاد بهدف نشر المعلومات الزراعية والاقتصادية فى مصر، ووقع الاختيار على قصر الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوى إسماعيل، وكانت الأميرة فاطمة قد تنازلت عن قصرها الذى يشغله المتحف حاليا بمساحة ثلاثين فدانا لإنشاء جامعة القاهرة عام 1914 غير أن الجامعة حصلت على مقرها الحالى وبالفعل صدر قرار مجلس الوزراء فى 21 نوفمبر- تشرين الثانى 1929 بإنشاء المتحف الزراعى المصرى بقصر الأميرة فاطمة إسماعيل، وتم تسليم القصر إلى وزارة الزراعة عام 1930، وهو نفس تاريخ تواجد المدفع بالمتحف.
ويوجد مدفع الأميرة فاطمة إسماعيل بالطابق الأرضى من المتحف، ويرجع تاريخه إلى عام 1889 ميلادية / 1316 هجرية.
ولم يعرف تحديدا التاريخ الذى انطلقت فيه أول طلقة معلنة ارتباط عادة إطلاق طلقة من المدفع بإفطار رمضان لتباين الروايات، غير أن ترجيح رواية ارتباط مدفع الحاجة فاطمة، بالأميرة فاطمة إسماعيل قد يجيب على السؤال الذى شغل المصريين لعقود طويلة، وهو متى تحديدا عرفت مصر هذه العادة الرمضانية؟
واشتهرت الأميرة فاطمة إسماعيل (1853-1920) بحبها للعمل العام، وحرصها على المساهمة فى أعمال الخير، ورعاية الثقافة والعلم، وتقول الرواية التى قصها المؤرخ إبراهيم عنانى فى أحد كتاباته ويرجحها المدفع الذى عثرت عليه "الأناضول" فى قصرها، إن بعض الجنود فى عهد أبيها الخديوى إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع الحربية بالقصر، فانطلقت منه قذيفة دوت فى سماء القاهرة، وبالمصادفة كان ذلك وقت أذان المغرب فى يوم من أيام رمضان، فاعتقد المصريون أن أمرا من الحكومة صدر بذلك وأنه تقليد جديد للإعلان عن موعد الإفطار إلى جانب الأذان وصار المدفع حديث الناس.
ويمضى عنانى قائلا: "أعجبت بذلك الحاجة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل وأصدرت فرمانا بانطلاق المدفع وقت الإفطار والسحور وأضيف بعد ذلك فى الأعياد، ومنذ ذلك الحين ومدفع رمضان ينطلق من قلعة صلاح الدين (بالقاهرة)، غير أن هذه العادة الرمضانية توقفت فى السنوات الأخيرة بسبب الازدحام السكانى فى المنطقة".
ومن الروايات الأخرى، التى ذكرها عنانى - أيضا - ترجع إلى عام (859 هجرية)، حيث كان يتولى الحكم فى مصر والٍ عثمانى يدعى (خوشقدم)، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألمانى، وكان الاختبار يتم أيضًا فى وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار.
ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع فى رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التى كانت تدعى (الحاجة فاطمة) التى نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالى اسم (الحاجة فاطمة) على المدفع، واستمر هذا حتى وقت قريب.
أمينة المتحف رضوى أشرف من ناحيتها، قالت إن المدفع بشكله ومواصفاته مطابق لذلك الذى كان يستخدم كمدفع للإفطار.. وترجح أمينة المتحف رواية أنه المدفع الذى خرجت منه أول طلقة معلنة بداية تلك العادة الرمضانية، ومنه أصبح يسمى المدفع الرمضانى بـ"مدفع الحاجة فاطمة".
وأضافت فى تصريح خاص لوكالة للأناضول: "وجود المدفع فى قصر الأميرة فاطمة إسماعيل يرجح الرواية التى تنسب مدفع الإفطار الرمضانى لابنة الخديوى إسماعيل".
ومثل كثير من العادات التى توارت أمام الحداثة، تحول مدفع الإفطار الآن فى مصر إلى عادة تليفزيونية، حيث ينتظر المصريون الصوت الذى يأتى من التليفزيون بعد قرآن المغرب قائلا: "مدفع الإفطار.. اضرب".
أول مدفع رمضانى فى مصر يرقد فى المتحف الزراعى منذ 84 عاما
الإثنين، 23 يونيو 2014 12:16 م
مدفع رمضان - أرشيفية
الأناضول
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة