قال الباحث البريطانى إتش إيه هيلر، إنه ظل قبل الثلاثين من يونيو العام الماضى ينتقد رئاسة محمد مرسى، و أن نهج الإخوان المسلمين اتسم بعدم الكفاءة واستبعاد الآخرين، فى الوقت الذى كانت فيه مصر فى حاجة ماسة إلى حكومة شاملة، من أجل أن تنجح تجربتها الديمقراطية فى وجه كل التحديات والمعارضين.
وأضاف هيلر فى مقاله بموقع العربية الإنجليزى، أن التسامح بل وأحيانا تشجيع الطائفية من قبل الإخوان إلى جانب المشكلات الأخرى سبب فى اعتقاده بأن مصر تصبح أكثر اشتعالا بشكل متزايد. والمفارقة أنه رأى أن الشرارة ستكون فى شهر يوليو، وكان قد كتب قبل أشهر من هذا الموعد، محددا هذا الشهر كموعد لتدخل محتمل من جانب الجيش ضد الحكومة غير الفعالة.
إلا أنه برغم ذلك، وفى عشية احتجاجات 30 يونيو، لم يكن متحمسا لها، صحيح أنه كان ينتقد مرسى والإخوان إلا أنه انتقد أيضا جبهة الإنقاذ الوطنى التى انضمت إلى الاحتجاجات. فقد كانت غير فعالة وغير مجدية بشكل عام ومستعدة للتعامل مع عناصر عهد مبارك التى ليس لها مصلحة فى نجاح التجربة الديمقراطية فى مصر كجزء من تحالف أكبر ضد الإسلاميين.
وأوضح هيلر أنه كان يرى أن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فكرة جيدة لإخراج مصر من مأزقها، بينما كان أقل تحمسا لحملة تمرد. فقد بدا فى البداية أنها لن تنجح على الأرجح وستكون فرصة مهدرة أخرى للمعارضة البائسة.
لكن تبين أنها تنظيم شعبى حقيقى. استفاد من كراهية الإخوان. ومع ازدياد الدعم لتلك الحملة بدأ القلق يزداد بشكل أكبر.
ويؤكد هيلر أن استمارات تمرد لم تكن تحمل مطالب غير دييمقراطية، بل إن الدعوة لتلك الانتخابات تتفق مع المعايير الديمقراطية. لكن ما كان يقلقه بشأن التمرد هو مصيرها فى حالة عدم النجاح.
وذكر هيلر إنه لم يشك أبدا فى أن مرسى كان ليدعو طواعية إلى انتخابات مبكرة حتى لو خرجت البلاد كلها فى الشوارع. ولو كانت تمرد تنوى استخدام 30 يونيو كاستعراض للقوة ضد الإخوان لتذكير اليمين الدينى بأن أغلبية غير إسلامية لا تزال موجودة فى مصر، فهذا أمر مختلف. إلا أن القوى التى دعمتها علنا وسرا جعلت من الواضح أن المحتجين كانوا ليظلوا فى الميادين حتى تلبية مطالبهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة