شهوة المال أعمت قلوبهم وعقولهم، فخططوا لاختطاف طفل ومساومة أسرته بالمال، ولم يرحموا توسلات الطفل وغربة والده الذى يعمل بالكويت ومرض أمه التى تلازم الفراش، فقتلوه بدماء باردة، وتخلصوا من الجثة، وشاركوا الأسرة رحلة البحث عن الابن المفقود، وسالت دموعهم المصطنعة، ولطموا الخدود، وشقوا الجيوب على غياب الطفل، حتى انكشف أمرهم، وتم القبض عليهم.
قال "حسين شاكر" والد الطفل الضحية "يوسف" لـ"اليوم السابع": "تزوجت منذ سنوات، وأنجبت أربعة أولاد "يوسف" و"رحاب" و"أروى" و"محمود"، وأقمنا بمدينة أبوتشيت بمحافظة قنا، وسافرت عقب ذلك إلى دولة الكويت للعمل هناك، وتوفير المالأ حتى أضمن لأولادى وزوجتى حياة كريمة".
وأضاف الأب، كان "يوسف" أكبر أولادى (12 سنة) بالصف السادس الابتدائى، وأصررت على إلحاقه بإحدى المدارس التجريبية حتى يتعلم اللغات، وكنت أتمنى أن أراه يوما من الأيام طبيبا ينفع أهله أو مهندسا يبنى ولا يهدم، أو عالما يفيد وطنه، ورغم قسوة الغربة خارج مصر والبعد عن الأهل والولد، كنت لا أعبأ بالألم من أجل توفير المال لأسرتى.
وتابع الأب، "عانت زوجتى مؤخراً من المرض، وكنت أتواصل معها هاتفياً للاطمئنان عليها، حيث كانت ملازمة الفراش، وكان "يوسف" يتواصل معى باستمرار تليفونياً، ومحبوباً من الجيران وأهل المنطقة، كما كان متفوقا فى الدراسة وشغوفا بلعب كرة القدم، حيث خاض تصفيات على مستوى الجمهورية".
كنت أجلس ذات يوم بشقتى فى الكويت ووجدت "يوسف" يتصل، وعندما فتحت الخط اكتشفت بأنه ليس صوت ابنى، وعرفت من المتصل أنه اختطف "يوسف"، وساومنى على 200 ألف جنيه مقابل عودته، واتصلت بزوجتى وأقاربى، وبحثوا عن الطفل، فلم يجدوه، فقررت العودة للبلاد على الفور، ومكثت 5 أيام أبحث برفقة الجيران عن ابنى فى كل مكان دون جدوى، حتى كدت أفقد زوجتى التى كانت تعانى من المرض واختفاء الابن، ولكننى كنت أتجلد بالصبر، وأردد قول يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه يوسف، "فصبر جميل"، حتى كانت المفاجأة عندما اكتشفت أن ابنى قتل على يد 3 من الجيران، استدرجوه داخل مخبز، وخنقوه، ثم اتصلوا من تليفونه وسامونى بالمال، وكانوا يشاركونى البحث عن "يوسف"، إعمالا للمثل الذى يتردد لدينا بالصعيد "يقتل القتيل ويمشى فى جنازته".
وأكد الأب: أطالب بالقصاص العادل من هؤلاء المجرمين الذين حرمونى من فلذة الكبد، وقتلوه بسبب المال، ولدى أمل أن ينصفنا القانون حتى لا تذهب دماء "يوسف" هدراً.
واعترف المتهمون الثلاثة "محمد.ع" طالب جامعى (22 سنة) و"إسلام.ن" (18 سنة) فران، و"أحمد.ح" ابن صاحب مخبز (15 سنة)، فى تحقيقات المباحث، "كنا نبحث عن المال بأية وسيلة، وفى سبيل ذلك اختمر فى ذهننا اختطاف "يوسف" ومساومة والده بالمال، خاصة أنه يعمل بدولة الكويت ولديه أموال كثيرة، إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام مشكلة كبيرة، حيث إن الضحية يعرفنا جيداً، ومنازلنا ملاصقة لمنزل المجنى عليه، فقررنا أن نقتله حتى لا ينفضح أمرنا.
وأضاف المتهمون، "استدرجنا "يوسف" إلى داخل المخبز، واستولينا على هاتفه المحمول، وحصلنا على رقم والده ووالدته، ثم خنقناه بسلك "الدش" حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وانتظرنا إلى أن أرخى الليل ستائره، ثم حملنا الجثة، وذهبنا بها إلى المصرف، وتخلصنا منها، وبعدما قتلناه اتصلنا بوالده لمساومته على المال، زاعمين أنه مازال حيا، وكنا نذهب إلى منزل والد الضحية، نشاركه البحث عنه، ونبكى بدموع مصطنعة حزنًا عليه، حتى لا يشك أحد فى أمرنا، إلا أن أجهزة المباحث كشفت الجريمة، وتم القبض علينا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة