تنقسم برامج رمضان ما بين الحوارية التى تبحث عن تصريحات ساخنة واعترافات وأسرار شخصية يكشف عنها الضيوف مقابل حفنة من الدولارات التى يحصلون عليها، وبين برامج تسمى بـ"المقالب" يتم خلالها "بهدلة ومرمطة" النجوم من أجل الدولارات نفسها، وتتخلل البرامج مجموعة من الإعلانات المملة السخيفة التى تأخذ من وقت المشاهد ولا تضيف إليه.
ما نراه الآن ليس هو الإعلام الذى تعلمناه فى كلية الإعلام، بل هو من أنواع الردح والشتائم والبذاءات من كل صنف ولون، والسبب أننا فى عصر تليفزيون الإعلان وليس الإعلام، والمدهش أن يوافق الفنان على أن يتعرض لكل هذه الأسئلة من أجل المال، ويتنقل بين القنوات فى نفس هذه النوعية من البرامج بل ويشارك فى برنامج يدبر فيه مقلبا لزميله بسبب حفنة دولارات.
فى أحد البرامج تطلب المذيعة من ضيوفها أن يعترفوا بقضاء ليلة حمراء ساخنة، وتصر على الاعتراف، وبرنامج آخر يطلب من ضيفه أن يكشف عن أسباب خلافه مع زوجته، وبرنامج آخر تسأل مذيعته ضيفة لها هل أنت تزوجت رجلا أصغر منك بـ10 سنوات لأن عندك جوع جنسى !! ونجم آخر يسخر من زملائه الفنانين بالأسماء لكونهم يذهبون للمخرجين يطالبونهم بأدوار، فهل هذه الأسئلة مناسبة للشهر الكريم الذى من المفترض أنه شهر التدريب على المشقة والامتناع عن الطعام والشراب والشتائم وفعل الطاعات.
وفيما يخص الإعلانات أخطأ نجم كبير فى حق نفسه والمشاهد عندما قرر الظهور بالبوكسر من أجل إعلان يحصل من خلاله على أموال ربما هو فى حاجة إليها لكنها تنقص من قدره .
أما عن برامج المقالب فقد أصبحت سخيفة ومكررة والجميع يعلم أن الضيف يكون على علم بالمقلب ويقوم فيه بدور الممثل، وبرنامج لاعب الكرة محمد بركات ( ملك الحركات ) كشف اللعبة لأن فكرة برنامجه قائمة على كشف اللعبة من الكواليس وإظهار الاتفاق الذى يتم بين مقدم البرنامج والضيف، والمخرج، على ما سيقوم به الضيف من تمثيل لعمل المقلب، ربما يكون بركات أراد أن يقدم برنامجا مختلفا لكنه كشف أن الفنان ليس لديه مانع من التمثيل والكذب على المشاهدين أنه يقع فى فخ حقيقى من أجل الأموال .
الفنان سمير صبرى يقول عن هذه البرامج : هذه النوعية تتزايد لأننا أصبحنا فى عصر يتحكم فيه الإعلان فى كل ما نراه على الشاشة من دراما وبرامج، وبعد أن كان تليفزيون الدولة هو الذى ينتج المسلسلات والبرامج والمعلن يختار منها بما يناسب فكر ومضامين تليفزيون الدولة أصبح المعلن هو صاحب الكلمة الأولى الآن.
وأضاف صبرى : فى بداياتى بالإذاعة فى الستينات قدمت فى الشرق الأوسط برنامج "بدون إحراج" الذى كتبه الراحل نبيل عصمت، وكنت أوجه للضيف أسئلة محرجة فسألت فريد الأطرش: لو كانت هناك حفلتان فى نفس الوقت إحداهما لحليم والأخرى لأم كلثوم لمن تذهب؟ وسألت توفيق الحكيم هل أنت فعلا عدو المرأة؟ والإجابات تكون معلومات للمستمع لكن لم ولن أقدم أبدا برنامجا لأوجه فيه أسئلة جنسية للضيف.
الشتائم والسخرية من الآخرين شعار برامج وإعلانات رمضان.. نجم يظهر بالبوكسر.. وفنان يسخر من زملائه.. ومذيعة تطلب من ضيوفها الجهر بالمعصية والاعتراف بقضاء ليلة حمراء
الأحد، 13 يوليو 2014 04:42 م
رامز قرش البحر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة