قال نقاد إن رواية عمار على حسن "السلفى" التى صدرت مؤخرا عن "مكتبة الدار العربية للكتاب" اختارت بناء خاصا فى شكلها فيما انطوى مضمونها على معانتضاهى بين الاعتدال والتطرف، وقد صيغت بلغة شاعرية وعبر شحنات عاطفية متدفقة وحوار ثرى وحكاية جذابة تطير فوق جناحين أحدهما عليه الكره والتزمت والجهل والآخر عليه الحب والتصوف والمعرفة، وبالتالى فهى تمثل عتبات سردية فى مواجهة الإرهاب بالفن.
وفى دراسة بعنوان "تسعة ملامح فى رواية السلفى" يرى د. كريم عهدى، وهو كاتب وناقد مصرى يقيم فى الخليج، أن الرواية تمضى عبر إحدى وعشرين عتبة، تشمل إحدى وعشرين شخصية تتنفس فى فضاء الذاكرة والذكرى، تولد وتنمو وتحب وتكره وتتسامى وتتهاوى وتضل وترشد وتسلك طرقاً شتى وتلاقى موتها فى أركان المعمورة.. لتكتمل الحكاية، ولتكتمل اللعبة.. لعبة بدأها الراوى نفسه حين تلقى نبوءة مبكرة حول عتبات غامضة.. فصنع جدوله الأبدى من خانتين فقط.. عتبة مغلفة بالرموز والأسرار.. وقبالتها اسم لإنسان وسيرة تضيء جزءاً من عتمة المشهد".
ومضى كريم "إحدى وعشرون عتبة، يمكن لنا أن نراها عبر العمل الروائى عتبات أفقية تلتف حول ذاتها، لتعود من حيث بدأت، متوسلة بغواية الدائرة، ففى المكان الذى تبدأ منه الحكاية إبحارها ترسو، ربما لتُبحر من جديد، فى تواصل لا نهائي، وهى فى حقيقتها كل متحد، يسعى بعضها إلى بعض فى وجد، إلى أن تلتئم أوصالها، فى لحظة للتجلى والاكتمال".
من جانبه قال د. عايدى على جمعة الأستاذ المساعد للأدب العربى فى دراسة بعنوان "النص والسياق الاجتماعى فى رواية السلفي" إن الرواية تنطوى على منازلة بين التنوير والظلام، وبين الكلام الذى يعبر عن فعل إيجابى والصمت الذى يبين العجز وقلة الحيلة، وهذا يتم وسط حكاية أثيرة وبلغة رائقة عذبة، محملة بثمار ناضجة".
ويكمل "لايخفى ما تستدعيه كلمة العتبة من قداسة، حيث تستدعى هذه الكلمة عتبات البيت والمقام، مما يلمح بطرف خفى إلى قداسة الإنسان، وأنه لايستحق أبدا القتل من أخيه الإنسان بسبب اختلاف وجهات النظر، وهذه النقطة بالذات هى الجوهر الصلب فى هذه الرواية، والحجة الدامغة لأفكار المتشددين الذين يمارسون القتل بلارحمة".
ويصف الناشر الرواية بأنها "غير تقليدية" ويقول:"بطلها غائب حاضر، وراويها حاضر غائب، نسير فيها من عتبة إلى أخرى عبر أزمنة لا تكتسب أهميتها من ذاتها إنما من الأماكن التى يطوف بها الراوي، حاملا على كتفيه، نبوءة قديمة، ومتحدثا إلى ابنه السلفي، الذى اختطف روحه الجهاديون، ليحارب معهم فى بلاد غريبة، ويحاول الأب المكلوم استعادته من صحارى الدم والهلاك".
يشار إلى أن "السلفى" هى الرواية السادسة لعمار على حسن بعد "شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف"، علاوة على ثلاث مجموعات قصصية هى "عرب العطيات" و"التى هى أحزن" و"أحلام منسية".