قالت روزماري هوليس أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة سيتي في لندن، إن عدداً كبيراً من الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا تنبأوا بموجة الصراع المشتعلة حاليا في غزة.
ولاحظت هوليس في مقال نشرته صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، كيف يصور هؤلاء هذا الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني كما لو كان حتميا لا مفر منه..
ورصدت حديث بعض الإسرائيليين عن إمكانية استدامة سياسة الأمر الواقع في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة عبر خليط من تدابير السيطرة والمراقبة و الاحتواء واللجوء المتواتر للعنف مع استمرار الحديث عن حل الدولتين مستقبلا.
ورأت هوليس أن الوضع الراهن بالمنطقة ككل جدير بإغراء هؤلاء بالتوقف والتفكير؛ فها هو النظام الإقليمي الذي استقر على مدى عقود، آخذ في التهاوي ليحل محله واقع جديد به قوى جديدة لا يمكن احتواؤها بنفس الطريقة التي تمّ احتواء الفلسطينيين بها منذ حرب 1948 التي حولت هؤلاء إلى لاجئين بينما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل.
وأوضحت أن التركيب الراهن للدول العربية تم إرساؤه بمجرد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وقد صادف هذا التركيب استقرارا نوعيا على أساس نظام وضعته اتفاقية "سايكس بيكو" المبرمة في مايو 1916 والتي مهدت الطريق للانتداب البريطاني في فلسطين والعراق، والانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان الذي استمر حتى 1948.. بعد ذلك تطلب استمرار الحدود التي رسمتها هذه الاتفاقية، مستوى معينا من الحكم القمعي والديكتاتوري بما يتعارض مع مثاليات مثل حق تقرير المصير والديمقراطية.
وقد "ارتسم مصير الفلسطينيين اليوم في ضوء ضعفهم بكافة الصراعات التي خاضها الشرق الأوسط منذ عام 1916".
وأكدت صاحبة المقال أن "الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو بمعنى من المعاني عمل غير مُنجَز منذ ذلك العهد وقد يستمر هكذا بلا نهاية".
ونوّهت هوليس عن أن المشكلة الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى 1967 تم تصويرها على أنها قضية لاجئين لا على أنها قضية تحديد مصير، وقد حاولت الحركات الفلسطينية المسلحة بعد ذلك لفت الأنظار إلى قضيتهم، وهو ما لم يتحقق إلا بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 وحتى 1993 حيث اكتسبت القضية زخما أدى إلى الحديث عن دولة فلسطينية تقوم إلى جوار إسرائيل.
وتحدثت الكاتبة عن "القومية العربية" والتي نسفتها الهزائم المتكررة لمصر وسوريا والأردن على يد إسرائيل على نحو زهّد الفلسطينيين في التعويل على الدول العربية في حلّ مشكلتهم ومكان القومية العربية ظهرت الحركات الإسلامية كتحدٍّ جديد يفرض نفسه على نظام المنطقة؛ وكان أن دعم النظام الإيراني ما بعد الثورة كلا من جماعة حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة.. "إن هذه التطورات مصحوبة بانهيار اتفاقية أوسلو في الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، بالإضافة إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر- كل هذه المعطيات فرضت صورة جديدة يظهر فيها الفلسطينيون كجزء من مشكلة الإرهاب العامة التي تحدق بالمنطقة وما وراءها".
الأوبزرفر": أزمة إسرائيل وفلسطين مرتبطة بالمشهد فى الشرق الأوسط
الأحد، 27 يوليو 2014 01:25 ص
أبو مازن ونتنياهو - ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة