تحت شعار لا "تراجع ولا استسلام" قرر التلفزيون المصرى أن يكرر ذاته فى كل عام دون محاولة للتجديد أو التغير من المصنفات الفنية التى يعرضها على جمهوره احتفالا بالعيد، فعلى الرغم من التغيرات التى طرأت على معظم الطقوس الاحتفالية، إلا أن التلفزيون يظل هو الأكثر تمسكا بروتينه مستندا إلى مقولة "مهما الدنيا تتغير انا متغير".
فعلى الرغم من طرح أعداد هائلة من الأغانى والأفلام والأعمال الدرامية على مدار العام، إلا أنها تظل مجرد عوامل مساعدة لحفنة الأفلام والأغانى القديمة التى احتكرت التلفزيون المصرى سواء الأرضى أو الخاص طوال أيام العيد.
فأصبح من السهل أن يتعرف المشاهد المصرى على برنامج العيد لهذا العام قبل حتى أن تعلن عنه القنوات، دون أن يضرب الودع أو يقرأ الطالع، فالأمر لا يستدعى للجوء إلى السحر والشعوذة، إنما يحتاج إلى ذاكرة قوية وحسب ترجعه إلى برنامج الأعوام السابقة.
فتحولت مسرحيات مثل العيال كبرت، مدرسة المشاغبين، حزمنى يا، الواد سيد الشغال" إلى ماركة مسجلة لعيد الفطر منذ طرحها فى السبعينات والثمانينات حتى وقتنا هذا، فأصبح من الصعب على المواطن المصرى أن يعيد دون أن يسمع نفس الإفيهات التى قد حفظها ظهرا عن قلب ومرت على مسامعه فى كل الأعياد التى مرت عليه بحياته.
كما تظل إعادة آخر الحلقات للمسلسلات التى تم عرضها بشهر رمضان هى سيدة الموقف، فإذا فكر المشاهد مجرد التفكير أن يحول القناة تعشما فى أن تنصره إحدى القنوات وتشذ عن هذا الروتين، فلا يجد أمامه سوى حلقات المسلسلات الأخيرة تتنقل من قناة لأخرى بالتناوب، وهنا ليس أمامه أى خيار آخر سوى أن يحول على قنوات الأغانى راهنا أمله فالتجديد عليها.
وهنا يصطدم بالواقع وتنهار كل طموحاته وأمانيه فالتغير، فليس هناك سبيل للهروب من أهلا بالعيد والعيد فرحة يا سلام، وإذا تطور الأمر سنصل إلى مرحلة أصحابى وصحباتى هنا ومحلك سر.
وإذا أراد مديرو القنوات ومنسقو البرنامج الاحتفالى الخاص بهم، تدليل الشعب، يعلنوا عن فيلم سهرة حديث جدا يعود إنتاجه إلى التسعينات لم يشاهده الناس سوى أكثر من 10 مرات حتى لا يحرموا الشعب من شيء، وهنا نتأكد بأن التلفزيون المصرى أصيل لا يمكنه التخلى عن أفلامه ومسلسلاته على اعتبار القديمة تحلى حتى لو كانت الجديدة أحلى.
من ساعة ما أتولدت والتلفزيون فى العيد وفى أى مناسبة بقى نسخة مكررة كل عام "عبرت ميرهان جمال البالغة من العمر 18 عاما عن استيائها من الروتين الذى اعتاد عليه التلفزيون المصرى والتزامه بمجموعة من الأعمال الفنية دون غيرها أصبحت مع الوقت علامة الجودة للعيد: كل سنة ببقى مش محتاجة اشوف الجداول الخاصة بكل قناة علشان اعرف برنامجها، لان كل سنة تقريبا نفس البرنامج ونفس المسرحيات والأفلام والأغانى، الفرق الوحيد تغير التوقيتات، وعلى الرغم من أن كل الطقوس بتطور وبتتغير على حسب تقدم العصر واختلاف متطلبات واحتياجات الناس، إلا أن التلفزيون المصرى متمسك بموقفه.
مضيفة، "فبدل ما يكون عامل للتسلية بقى أكتر حاجة بتزهقنا وبتخلينا نحس بالملل فالبيت، وبتدفعنا للخروج مع الأقارب والأصدقاء.
بينما يحكى سمير جاد البالغ من العمر 70 عاما عن تنوع التلفزيون زمان واختلافه الآن قائلا: على الرغم من أن زمان كان التلفزيون إمكانياته على قده لكن كان فى تنوع خاصة فى الأعياد، وكانت المواد المقدمة بتخاطب كل أفراد الأسرة المصرية يعنى كانت برامج التسلية اكتر والكرتون وبرامج الأطفال كانت من أهم سمات القنوات أيام العيد، لكن فى العشر سنين الأخيرة بدا التلفزيون يعيد نفس، البرامج والمسرحيات اللى كانت بتتعرض أيام شبابى واللى كانت فوقتها حاجة جديدة الناس حبه تتفرج عليها، هيه هى اللى بتتعرض دلوقت وبقت مصدر ملل للناس من كتر ما حفظتها.
وأغانى صفاء السعود تحيى ذكريات الطفولة..
التلفزيون فى العيد.."فجر الإسلام" فى الوقفة و"العيال كبرت" أول يوم
الثلاثاء، 29 يوليو 2014 03:04 م
مسرحية "العيال كبرت" كوميديا دائمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة