كانت فسحة العيد قديما منحصرة فى عدة أماكن يلتمس المعيدون طريقهم إليها كل عيد وأشهرهم رحلة القناطر الخيرية النيلية التى يتبعها ركوب العجل والجلوس وسط الخضرة قبل رحلة العودة فى المساء، أو جولة فى حديقة الحيوان لإطعام الحيوانات وتناول الطعام على ملاءة مفروشة على الحشائش بصحبة العائلة، ومع تغير الزمن وتغير طبيعة العلاقات العائلية والأسرية أصبحت فسحة العيد بالنسبة للكبار تقتصر على زيارة الأهل أو دعوتهم إلى المنزل أو التجمع فى النادى فى أفضل الأحوال أما الشباب والصغار فالخيار أصبح مفتوحا أمامهم على مصراعيه للتنزه داخل القاهرة أو حتى السفر للمحافظات الساحلية لممارسة رياضة الغطس وحضور حفلات كبار المطربين التى تقام فى العيد كل عام، فلا يخلو عيد من حفلات الكينج والهضبة ونجم الجيل وغيرهم من كبار النجوم الذين يقيمون الحفلات فى مارينا والغردقة والساحل ويتوافد إليهم آلاف الشباب لقضاء عيد مميز بصحبة البحر والسماء وأصوات مطربيهم المفضلين.
لا تخلو القاهرة من أماكن متعددة للتنزه وقضاء وقت ممتع فى العيد بصحبة الأصدقاء حيث تنافس المولات الكبرى على جذب الشباب لقضاء العيد بداخل كافيهاتها وسينماتها وأروقتها وكذلك تفعل دور العرض المختلفة التى تخصص لكل عيد عدة أفلام تجارية تجذب أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين، ناهيك عن الكافيهات الشهيرة بالتجمعات الشبابية ومدن الملاهى بالنسبة للأطفال الذين ينتهزون فرصة العيد والحصول على العيدية للذهاب إلى مدن الملاهى الكبرى لقضاء وقت صاخب وممتع.
الحدائق لا تزال على قائمة مناطق الفسح الأكثر ازدحاما ولها جمهورها الخاص الذى لا طاقة له بالذهاب إلى المولات والسينمات ومدن الملاهى ويكتفى بالذهاب إلى الملاهى الصغيرة التى تتواجد بداخل الحدائق أو يذهب لأغراض أخرى، حيث تكثر نسبة التحرش بداخل الحدائق فى الأعياد ومن أكثر الحدائق المشهورة بحوادث التحرش "الفسطاط" و"الميرلاند" و"الأسماك"، وحديقة الحيوان" فكل عام تحرر مئات من محاضر التحرش لمتحرشين فى هذه الحدائق التى يتقاعس فيها أفراد الأمن عن مساعدة الفتيات الذين يتعرضون لجرائم تحرش من أطفال لا يتجاوز أعمارهم الـ18 عاما.
فلم تعد الحديقة تشكل فسحة آمنة مثلما كانت قديما حين كانت تتجمع فيها الأسر والعائلات ويقضون وقتا ممتعا فى ممارسة الألعاب الجماعية وسط الخضرة والأزهار المبهجة بعد أن ذبلت أزهارها وأصاب أشجارها العجز والإهمال وأصبحت قبلة للمتحرشين.
"هالة حمزة" ربة منزل وأم لطفلين تتذكر كيف تغيرت فسحة العيد بالنسبة إليها قديما عن الوقت الحالى قائلة :" العيد ممتع أكتر بالنسبة للأطفال، هم اللى بيخرجوا ويستمتعوا ويتفسحوا إنما الكبار بمجرد ما الواحد بيتجوز ويخلف بيبقى العيد بالنسبة له زيارات عائلية يعنى أول يوم بقضيه عند حماتى وتانى يوم عند مامتى وخلاص على كده أما الأطفال فبينطلقوا ويروحوا الملاهى أو النوادى والسينمات أو حتى يلعبوا فى الشارع بالبمب والصواريخ والسكوتر والكرة، ونادرا لما تلاقى عائلات دلوقتى رايحة السينما مع بعضها لأنها بتكون زحمة جدا وبهدلة، فبيقتصر خروجة العيد أنك تخرج من بيتك لبيت تانى عشان كده مبقناش نحس بفرحة وبهجة العيد زى الأول."
أما قديما فتذكر كيف كانت تقضى العيد:" زمان كنت بروح النادى مع أصحابى وأهلى أو كنا بنروح دريم بارك ونقضى يوم ممتع هناك نحس فيها بالعيد بجد وناخد العيدية ونشترى أكل من بره ونروح السينما أو نركب مركب فى النيل ونغنى ونفرح."
صورة قديمة لمدخل حديقة الحيوان
حديقة الحيوان فسحة العيد قديما وحديثا
حديقة حيوان الجيزة من أكثر الحدائق ازدحاما فى العيد
الأسر تتناول الفسيخ والرنجة فى الحدائق فى عيد الفطر
فسحة العيد فى الهواء الطلق
بالصور.. فسحة العيد مبقتش رحلة للقناطر أو حديقة الحيوان.. دلوقتى ممكن تقضيها فى مول أو تسافر الساحل تحضر حفلة وتعمل "دايفنج" كمان
الثلاثاء، 29 يوليو 2014 05:09 م
حديقة الحيوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة