الثلاثاء.. العالم يحتفل بـ"اليوم الدولى للشباب" لعام 2014

الأحد، 10 أغسطس 2014 03:16 ص
الثلاثاء.. العالم يحتفل بـ"اليوم الدولى للشباب" لعام 2014 صورة أرشيفية
كتبت مروة الغول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل العالم، يوم الثلاثاء المقبل، باليوم الدولى للشباب 2014 تحت شعار "الشباب والصحة العقلية"، وسيتم الاحتفال فى هذا العام بيوم الشباب الدولى لرفع الوعى بهذا الموضوع المهم، ولتسليط الضوء على التجارب الشجاعة لبعض الشباب الذين اختاروا التحدث عن هذه القضايا بغية التغلب على التمييز، ولضمان توفير الرعاية والظروف الصحية المناسبة لهؤلاء الشباب كى ينعموا بظروف حياة صحية ومكتملة خالية من العزلة والعار، وتوفر لهم على نحو واسع الخدمات والدعم الذى يحتاجون إليه.

وفى العالم اليوم ما يزيد عن 1.2 مليار شاب يتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، يعانى أكثر من 280 مليون منهم من مشاكل مرتبطة بالصحة العقلية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت فى قرارها 120/54 فى 17 ديسمبر 1999، اعتبار يوم 12 أغسطس يوما دوليا للشباب عملا بالتوصية التى قدمها المؤتمر العالمى للوزراء المسؤولين عن الشباب "لشبونة، 8 - 12 أغسطس 1998"؛ وذلك بهدف التوعية بأهمية الحد من الوصمة التى تحيط بالشباب الذى يعانى مشاكل الصحة العقلية.

وقالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، فى رسالتها بهذه المناسبة، حيث تعتبر مرحلة الشباب مرحلة تغير جذرى، وقد تكون الرحلة من الطفولة إلى عالم الكبار معقدة مما يثير العديد من القضايا المتصلة بالصحة العقلية، فإن موضوع اليوم الدولى للشباب هذه السنة هو "الشباب والصحة العقلية"، وينظم اليوم تحت شعار "الصحة العقلية مهمة"، ويعتبر تمتع الشابات والشبان بالصحة العقلية ضروريا للمحافظة على صحة المجتمع ككل، إذ إنهم نبع للأفكار المبتكرة وقادة للتغيير الإيجابى".

وتسترشد اليونسكو بإستراتيجيتها التنفيذية بشأن الشباب 2014 - 2021 مركزة على احتياجات الشابات والشبان المهمشين بهدف تحقيق إندماجهم الكامل فى المجتمع، وتعمل على دعم برامج الصحة المدرسية والتعلم غير الرسمى وغير النظامى وعلى تسخير قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصال فى هذا الصدد.
وأضافت أنه على نطاق أوسع، فإننا ملتزمون بالنهوض بسياسات جامعة ومتكاملة بشأن الشباب يجرى فى إطارها استشارة كل الأصوات الشابة وإشراكها على نحو هادف، ونسعى من خلال هذه الجهود إلى توفير فرص للشباب لتنمية المهارات والكفاءات الضرورية للانتقال إلى عالم الكبار وللاستفادة القصوى من جميع الفرص التى توفرها مجتمعات ما أنفكت تزداد تنوعا وتحولا.

وأوضحت أن بلوغ هذه الأهداف يتطلب أن ننظر إلى الشابات والشبان ليس بوصفهم هدفا للسياسات فحسب بل بوصفهم عناصر لتحقيق التغيير، كما يتطلب العمل على تعزيز التفاهم والشراكة بين الأجيال وترسيخ التضامن وكفالة دمج جميع الشابات والشبان دمجا كاملا فى المجتمع وفى الاقتصاد على حد سواء.

ويتعين الاستناد إلى الدروس المستفادة والإصغاء إلى احتياجات الشباب لمساعدتهم على تجاوز التحديات التى تعترض سبيلهم، ويعتبر تمتع الشابات والشبان بالصحة العقلية ضروريا للمحافظة على صحة المجتمع ككل، إذ أنهم نبع للأفكار المبتكرة وقادة للتغيير الإيجابى، مؤكدة أنه يتعين علينا دعمهم بجميع السبل حتى نبنى معهم مجتمعات جامعة وعادلة ومفعمة بالصحة.

وتشكل البطالة مشكلة اقتصادية، كما هى مشكلة نفسية واجتماعية وأمنية وسياسية، وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة، فالشاب يفكر فى بناء أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على نفسه من خلال العمل والإنتاج، لاسيما ذوى الكفاءات والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم فى الدراسة والتخصص، واكتساب الخبرات العملية، كما يعانى عشرات الملايين من الشباب من البطالة بسبب نقص التأهيل، وعدم توفر الخبرات لديهم لتدنى مستوى تعليمهم وإعدادهم من قبل حكوماتهم أو أولياء أمورهم.

وتؤكد الإحصاءات أن هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل فى كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالى يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية أو تأخرهم عن الزواج، وإنشاء الأسرة أو عجزهم عن تحمل مسؤولية أُسرهم.

ويواجه العالم أزمة عمالة الشباب، حيث يمثل الشباب ثلاث مرات أكثر عرضة للبطالة من البالغين وحوالى 73 مليون شاب فى جميع أنحاء العالم يبحثون عن عمل، وقد حذرت منظمة العمل الدولية من "ندوب" جيل من العمال الشباب يواجه مزيجا خطرا من ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الخمول والعمل الهش فى البلدان المتقدمة، فضلا عن استمرار ارتفاع الفقر العاملة فى العالم النامى.

وتشير تقارير منظمة العمل الدولية إلى أنه سيغيب ما يقدر 73 مليون شاب عن سوق العمل هذا العام، حسبما جاء فى تقرير جديد للأمم المتحدة أكد أن تداعيات أزمة عمالة الشباب يمكن أن تمتد لعدة عقود، داعية إلى إيجاد حلول سياسية خلاقة واسعة النطاق لمعالجة المشكلة.

ويرجع تقرير "اتجاهات العمالة العالمية للشباب 2013.. جيل فى خطر" ارتفاع هذا الرقم إلى ارتفاع معدلات البطالة، وانتشار الوظائف المؤقتة والشعور المتزايد بالإحباط لدى الشباب فى الاقتصادات المتقدمة، إلى جانب تدنى نوعية الوظائف وزيادة عدد وظائف الكفاف والوظائف غير المنظمة فى البلدان النامية.

ويبين تقرير نشرته منظمة العمل الدولية أن ضعف الانتعاش العالمى فى 2012 و2013 أدى إلى تفاقم أزمة وظائف الشباب وإطالة قوائم الانتظار للوظائف المتاحة لبعض الشباب الباحثين عن عمل، وفى الواقع تدفع الأزمة العديد من الشباب إلى التخلى عن البحث عن عمل.
وتابع: "أجبرت الجيل الحالى من الشباب إلى قبول أى نوع من العمل، وكان هذا واضحا بالفعل قبل الأزمة، ويضيف التقرير أن أعدادا متزايدة من الشباب يتجهون الآن إلى الوظائف المتاحة بدوام جزئى أو يجدون أنفسهم عالقين فى سوق العمالة المؤقتة، ولم تعد الوظائف الآمنة، والتى كانت القاعدة للأجيال السابقة على الأقل فى الاقتصادات المتقدمة متاحة لشباب اليوم.

وكان معدل بطالة الشباب العالمى قد انخفض من 12.7% فى عام 2009 إلى 12.3% فى عام 2011، وارتفع مرة أخرى إلى 12.4% فى عام 2012، واستمر فى الارتفاع ليصل إلى 12.6% فى عام 2013، فيما من المتوقّع أن يصل هذا المعدل إلى 12.8% فى عام 2018.

ويشير التقرير إلى أن تداعيات بطالة الشباب تظهر بشكل واضح فى ثلاث مناطق: الاقتصادات المتقدمة والاتحاد الأوروبى، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، ويقول جيانى روزاس منسق برنامج تشغيل الشباب بمنظمة العمل الدولية، والذى شارك فى إعداد التقرير: "لم نشهد أبدا من قبل أزمة مثل تلك التى تواجه الشباب اليوم وتتطلب هذه الأزمة من الجميع العمل معا، وهذا يعنى أنه ينبغى على الحكومات العمل مع الشركاء الاجتماعيين لمعالجة الأزمة الآن من خلال استراتيجيات تركز على النمو وفرص العمل، وسياسات وبرامج تركز على قضايا الشباب".
وأضاف أن أفضل برامج العمل يجمع بين التعليم والتدريب مع العمل واكتساب الخبرة ودعم تأمين الوظائف، وتشمل هذه البرامج أيضا الحوافز لأرباب العمل لتوظيف الشباب المحرومين، فعلى سبيل المثال إعانات للتمكين من دفع الأجور، والتخفيضات الضريبية أو الإعفاءات من الضمان الاجتماعى لفترة محدودة، معتبرا أن جيل الشباب الحالى هو أسوأ حالا مما كنا عليه قبل 20 عاما، ونحن فى حاجة ماسة لتوسيع نطاق العمل الحالى لمعالجة أزمة عمالة الشباب، ويجب علينا أن نحافظ على هدف تحسين الوضع الاقتصادى والاجتماعى من جيل إلى آخر كما فعلنا فى الماضى ولا يمكننا العودة إلى الوراء.

ويشكل الشباب نسبة كبيرة من بين مجموع المهاجرين الدوليين، ففى عام 2010 كان هناك ما يقدر بـ27 مليون مهاجر دولى شاب، وبينما يمكن للهجرة أن تقدم فى الغالب فرصا ثمينة وتساهم فى تطوير المجتمعات المحلية والمجتمع ككل، فيمكنها أن تشكل أيضا مخاطر وتؤدى إلى حالات غير مقبولة مثل العنصرية والاستغلال، وغالبا ما يواجه الشباب ممن يعانون من أعراض نفسية التمييز فى مجتمعاتهم، وهذا بدوره يؤدى إلى استبعادهم أو تثبيط رغبتهم فى طلب المساعدة، خوفا من وسمهم بالصفات المجتمعية السلبية.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم الشباب ينعمون يصحة جيدة، غير أن كل عام يشهد وفاة أكثر من 2.6 مليون شاب من الفئة العمرية 10 - 24 سنة، وهناك عدد هائل من الشباب الذين يعانون من أمراض تعرقل قدرتهم على النمو والنماء بالشكل الكامل، ولا يزال عدد كبير منهم ينتهجون سلوكيات لا تعرض أحوالهم الصحية للخطر فى الوقت الراهن فحسب بل كذلك فى السنوات المقبلة.

وهناك علاقة بين نحو ثلثى الوفيات المبكرة وثلث إجمالى عبء المرض، الذى ينوء به البالغون وبين أمراض أو سلوكيات بدأت فى مرحلة الشباب، بما فى ذلك تعاطى التبغ أو نقص النشاط البدنى أو ممارسة الجنس دون الاحتماء أو التعرض للعنف، والمعروف أن تعزيز الممارسات الصحية أثناء المراهقة واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين حماية الشباب من المخاطر الصحية من الأمور الحاسمة الأهمية، لضمان صحة البلدان، وضمان البنية التحتية الاجتماعية فى المستقبل وتوقى المشاكل الصحية عند الكبر.

وفى عام 2002، أقرت الدورة الاستثنائية المعنية بالطفل التى عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحاجة إلى وضع وتنفيذ سياسات وبرامج وطنية بشأن صحة المراهقين، تشمل أهدافا ومؤشرات من أجل النهوض بصحتهم البدنية والعقلية.
ومن الأُطر المهمة لتحسين صحة الشباب المرامى الإنمائية للألفية التى يتعلق مرميان منها بشكل خاص بصحة الشباب، حيث يتمثل المرمى 5 فى إتاحة خدمات الصحة الإنجابية للجميع، علما بأن أحد مؤشراته هو معدل الحمل بين الفتيات من الفئة العمرية 15 إلى 19 سنة، ويتمثل المرمى 6 فى وقف انتشار الأيدز والعدوى بفيروسه، ومن مؤشراته الحد بنسبة 25% من الإصابات بين الشباب، ويحدد ذلك الهدف نسبة الشباب من الفئة العمرية 15 إلى 24 سنة ممن ينبغى أن تكون لديهم معارف شاملة وصحيحة بشأن الأيدز والعدوى بفيروسه.

كما يعد حق جميع الشباب فى الصحة من الحقوق المنصوص عليها فى الصكوك القانونية الدولية، ففى عام 2003، أصدرت اللجنة المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل تعليقا عاما تم الاعتراف فيه بالاحتياجات الصحية والإنمائية والحقوق الخاصة للمراهقين والشباب، وما يزيد فى دعم تلك الحقوق اتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضدّ المرأة والحق فى الصحة.

وتعيش نحو 16 مليون فتاة من الفئة العمرية 15 إلى 19 سنة تجربة الولادة كل عام، ما يقارب من 11% من مجموع الولادات التى تسجل فى جميع أنحاء العالم، وتحدث الغالبية العظمة من الولادات التى تسجل بين المراهقات فى البلدان النامية، وتفوق مخاطر وفاة المراهقات جراء أسباب لها علاقة بالحمل مخاطر وفاة النساء الأكبر سنا جراء الأسباب ذاتها، فكلما كان عمر المراهقة منخفضاً أثناء الحمل زادت نسبة المخاطر المحدقة بها.

ومن الأمور التى يمكنها الإسهام فى خفض حالات الحمل المبكرة للغاية سن وإنفاذ قوانين تحدد السن الأدنى للزواج وتحسين فرص الحصول على المعلومات والخدمات الخاصة بمنع الحمل، وينبغى تزويد المراهقات اللائى حملن فعلا بخدمات جيدة فى الفترة السابقة للولادة وبقابلة ماهرة لمساعدتهن فى الولادة، أما المراهقات اللائى يرغبن فى وقف الحمل فينبغى تزويدهن بخدمات الإجهاض المأمون، إذا ما كان القانون يسمح بذلك.

ومن الملاحظ أن 40% من الإصابات الجديدة بفيروس الأيدز التى سجلت فى جميع أنحاء العالم فى عام 2010 ألمت بشباب من الفئة العمرية 15 إلى 24 سنة، ولا يمر يوم واحد إلا ويشهد إصابة 2400 شاب آخر بذلك الفيروس.

وهناك على الصعيد العالمى، أكثر من 5.7 مليون من الشباب المتعايشين مع الأيدز والعدوى بفيروسه، ولا بد أن يعرف الشباب كيف يحموا أنفسهم وأن تتاح لهم الوسائل اللازمة لذلك، ومن تلك الوسائل العوازل التى تمكن من توقى سراية الفيروس عن طريق الاتصال الجنسى والإبر والحقن النظيفة لمن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، ولا يملك سوى 36% من الفتيان و24% من الفتيات حاليا المعارف الشاملة والصحيحة التى يحتاجونها لحماية أنفسهم من الفيروس.

وتحسين فرص الحصول على خدمات التحرى وخدمات المشورة ذات الصلة من الأمور التى تمكن الشباب من معرفة حالتهم فيما يخص فيروس الأيدز وتساعدهم على الحصول على ما يحتاجونه من خدمات الرعاية، وتوقى زيادة انتشار الفيروس، كما ينبغى، حيثما تسهم الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فى زيادة تعرض الشباب لعدوى فيروس الإيدز، انتهاج استراتيجية وقائية فعالة من أجل التصدى لتلك العوامل أيضا.

ويدخل الكثير من الصبيان والبنات فى البلدان النامية مرحلة المراهقة وهم يعانون سوء التغذية، مما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم لمخاطر الأمراض والوفاة المبكرة، وعلى عكس ذلك يزداد تعرض الشباب فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المرتفعة الدخل على حد سواء لفرط الوزن والسمنة شكلان آخران من أشكال سوء التغذية التى تؤدى إلى عواقب صحية وخيمة وتفرض على المدى البعيد أعباءً مالية فادحة على النظم الصحية.

ومن الأسس التى تمكن من ضمان صحة جيدة عند الكبر البدء بانتهاج عادات التغذية المناسبة والنظام الغذائى الصحى والنشاط البدنى فى مرحلة الشباب، كما أن من الأهمية بمكان توقى المشاكل التغذوية بإسداء المشورة وتوفير الأغذية ومكملات المغذيات الزهيدة المقدار "للمراهقات الحوامل مثلا"، والكشف عن المشكلات الصحية "مثل فقر الدم"، وتدبيرها بسرعة وفعالية عند وقوعها.

ويواجه نحو 20% من المراهقين فى مرحلة ما مشكلة من مشاكل الصحة النفسية أشيعها الاكتئاب أو القلق، وما يزيد من مخاطر التعرض لتلك المشاكل تجارب العنف والإذلال والإنقاص من القيمة والفقر، كما أن الانتحار يمثل أحد أهم أسباب وفاة الشباب، ومن الأمور التى يمكنها المساعدة على تعزيز الصحة النفسية بناء مهارات الحياة لدى الأطفال والمراهقين وتزويدهم بالدعم النفسى الاجتماعى فى المدارس والأماكن المجتمعية الأخرى.

وينبغى إذا ما ظهرت مشاكل ما الكشف عنها وتدبيرها من قبل عاملين صحيين أكفاء من ذوى المؤهلات فى هذا المجال، وتبدأ الغالبية العظمة من مستخدمى التبغ تعاطى تلك المادة فى مرحلة المراهقة، وهناك حاليا أكثر من 150 مليون من الشباب الذين يتعاطون التبغ، وهذا العدد فى تزايد فى شتى أنحاء العالم، ولاسيما بين الفتيات.
الجدير بالذكر أن نصف أولئك الشباب سيقضون نحبهم فى مراحل مبكرة نتيجة تعاطى التبغ، والمعروف أن حظر الإعلان عن التبغ ورفع أسعار منتجات التبغ وسن قوانين تمنع التدخين فى الأماكن العامة من الأمور التى تسهم فى تخفيض عدد الأشخاص الذين يشرعون فى تعاطى تلك المنتجات، كما تسهم تلك التدابير فى تقليص كميات التبغ التى يستهلكها المدخنون وزيادة أعداد الشباب الذين يقلعون عن التدخين.

ويزداد انتشار ظاهرة شرب الكحول على نحو ضار بين الشباب فى كثير من البلدان، ومن الملاحظ أن تعاطى الكحول يبدأ فى سن مبكرة، حيث تشير التقارير إلى أن 14% من المراهقات و18% من المراهقين من الفئة العمرية 13 إلى 15 سنة يتعاطون الكحول فى البلدان المنخفضة الدخل، وتتسبب تلك الظاهرة فى فقدان القدرة على ضبط النفس وزيادة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.

يشار إلى أن شرب الكحول على نحو ضار من أهم الأسباب الكامنة وراء وقوع الإصابات بما فى ذلك الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، والعنف، لاسيما العنف المنزلى والوفيات المبكرة، وحظر الإعلان عن الكحول وتنظيم إمكانيات الحصول عليه من الاستراتيجيات الفعالة للحد من انتشار تلك الظاهرة بين الشباب.
ويمكن الإسهام فى الحد من تلك الظاهرة بتقديم نصائح وتوجيهات موجزة لدى الكشف عنها، ويمثل العنف من الأسباب الرئيسية لوفاة الشباب ولاسيما الذكور منهم، فلا يمر يوما واحدا إلا ويشهد وفاة نحو 430 شابا من الفئة العمرية 10 إلى 24 سنة جراء العنف الذى يمارسه بعضهم ضد بعض.

وهناك لكل حالة وفاة تحدث جراء العنف نحو 20 إلى 40 من الشباب الذين يتعين علاجهم فى المستشفى من إصابات لها علاقة بالعنف، ومن الأمور التى يمكنها المساعدة على توقى العنف تعزيز التواصل بين الآباء والأطفال فى المراحل المبكرة من حياتهم وتدريب الأطفال لإكسابهم مهارات الحياة اللازمة، والحد من إمكانية حصولهم على الكحول ووسائل القتل مثل الأسلحة النارية.

كما أن تزويد ضحايا العنف من المراهقين بخدمات الرعاية التى تراعى حساسيتهم والاستمرار فى دعمهم من التدابير التى يمكنها الإسهام فى معالجة آثار العنف الجسدية والنفسية على حد سواء، والإصابات غير المتعمدة من أهم أسباب الوفاة والعجز بين الشباب.

وتؤدى حوادث المرور بحياة زهاء 700 شاب كل يوم، وتقديم النصائح إلى الشباب بشأن القيادة بأمان، وتوخى الصرامة فى إنفاذ القوانين التى تحظر القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات، وزيادة فرص الاستفادة من وسائل النقل الموثوقة والآمنة من الإجراءات الكفيلة بالحد من حوادث المرور التى تسجل بين الشباب، ويمكن إذا وقع حادث من حوادث المرور، إنقاذ حياة المصابين بتسريع حصولهم على الخدمات الفعالة من خدمات رعاية الرضوح.

وتقوم الأمم المتحدة بتنفيذ حملة "الصحة العقلية مهمة"، وتهدف إلى إحداث المزيد من التوعية بقضايا الصحة العقلية للشباب وإلى مكافحة التمييز والوصم اللذين من شأنهما الإضرار بذوى الظروف الخاصة بالصحة العقلية، كما يوفر هذا اليوم فرصة للتوعية بشأن الصعوبات التى تواجه الشابات والشبان، بما فيها تلك الناجمة عن الوصم والتمييز، ولدعمهم كى يتسنى لهم تحقيق طموحهم على نحو كامل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة