د.محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: شهادة العصر

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 03:12 ص
د.محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: شهادة العصر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مر الزمان تعودنا معرفة حقائق الأحداث بعد انتهائها بعشرات السنين، ربما تصل إلى 50 عاما فى مذكرات القادة السياسيين والكتاب والمؤرخين، الذين عاصروا تلك الفترات بعد أن أصبحت ماضيا بعيدا، لكن للمرة الأولى فى التاريخ نرى أن تنشر الحقائق بعد شهور بسيطة من الأحداث، بل وما زالت مستمرة وساخنة، يعتبر نشر هذه الحقائق فى ذلك الوقت له دلالات خطيرة، لاسيما أن من يتحدث ليس كاتب أو مؤرخ إنما وزير خارجية اللاعب الرئيسى فى الملعب فى كل الأحداث فى العالم، وأعتبرها أجرأ سيدة فى العالم هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة فى عهد أوباما، وربما تكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الجميع أن يعرف أن امرأة مسئولة كـ"هيلارى" لا يمكنها الكذب أو التلفيق فى هذه الفترة وهى تبحث عن كرسى الرئاسة، كما أنها تعلم أن كارت الإخوان "اتحرق" وانتهى بثورة 30 يونيو بفضل المصريين ومساندة الجيش المصرى والدول العربية لمصر فى إنهاء حلم الجماعة وحلم إسرائيل فى احتلال سيناء، وبالتالى لا خوف من فضحهم أمام الجميع.

تعالوا نذهب سويا إلى بعض ما نشرته فى كتابها الجديد "اختيارات صعبة" بالرغم من أننى كتبت بعض ما ذكرته كلينتون فى كتابها مقالة فى فبراير الماضى بعنوان الإسلام الصهيوأمريكى ولكن دعونا نتحدث عمّا ذكرته وربطه بالأحداث، ونبدأ من اسم الكتاب (خيارات صعبة)، وهذا يدل فعلا على أن الوضع معقد جدا أمام أضخم أجهزة أمنية واستخباراتية فى العالم، ولكن علينا قبل أن نقرأ كلمات هيلارى علينا أن نقف مع الأخطر وكلمات رئيس المخابرات الأمريكية جميس ولسى، عندما قال فى 2005 إذا استطعنا أن نبلغ المسلمين فى العالم الذين هم تحت عبودية حكامهم، على حسب قوله، إننا بجوارهم سوف نجعل نظام آل سعود ونظام مبارك يأتوا إلينا متوترين، وبعدها نستطيع تحرير العراق والتفرغ لليبيا وسوريا، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية خططت جيدا فى كيفية استغلال من يكرهون الحكم فى بلادهم فى توفير أرض خصبة لإشعال الفتنة داخل المنطقة بأكملها.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت صاحبة اليد العليا فى المنطقة العربية لحقدهم على حكامهم أيا كان عادلا أو ظالما لفكرهم المتمثل فى تحقيق خلافتهم (البنا)، وليس الخلافة الإسلامية على حد زعمهم، وكانت تونس انطلاق الشرارة وقصة وهمية (البوعزيزى) والتى اتهم فيها سيدة تونسية بصفعه بالقلم أثناء القبض عليه ولسبك الموضوع وإشعال الحريق قيل إنها شرطية وما لا يعرفه الجميع أنها كانت تعمل معاونة بالبلدية، ولم تكن يوما شرطية، ولكن قيل ذلك لإشعال الفتنة بين الشعب والشرطة، ومن ثم كسر العمود الفقرى الأول من هيبة الدولة وبالفعل، وتم اختراق أجهزة الأمن فى تونس وانسحاب بعض القوات من مواقعها، وقاموا بتسليم أسلحتهم للجيش التونسى كما قال الجنرال أحمد شابير مدير المخابرات العسكرية التونسية فى ذلك الوقت، كما قال إن بن على لم يهرب بل كانت قصة مفتعلة هى الأخرى لإبعاده عن البلاد من خلال ترويج الإشاعات، وإن وجوده خطر على حياته، كما أن الأمن لا يستطيع ضمان الحماية له وغادر بن على إلى السعودية مجبرا قبل إلقائه لخطابه الرابع، والذى أعلن فيه تشكيل حكومة وطنية ترضى جميع الأطراف، وعندما وصل إلى جدة عادت الطائرة من المطار بدون إذنه ولم يعلم إلا بعدها حتى إنه غادر تونس دون أدويته الخاصة بمرضه، وقد ذكر ذلك فى موقع تونسى "سيكرية" الناطق بالفرنسية ووقعت تونس فى يد غرف التحكم الأمريكية، وانتقلت الثورة إلى مصر، ولكن سنترك ما حدث فى مصر إلى الجزء الثانى من السلسلة إن شاء الله.

وفى غرف التحكم الأمريكية وأمام شاشات مراقبة الوضع تم توجيه الماوس إلى ليبيا وتم نقر الماوس، وهنا بدا واضحا الدور الكبير الذى تلعبه "الإخوان المسلمين" فى ليبيا وكما ذكرت فى مقال سابق كانوا يحلمون أن حكم ليبيا سيكون بمثابة البقرة الحلوب أو طاقة القدر الذى ستمول مشروعهم الخلافة، نعود إلى موضوعنا الأساسى نعلم جميعا أن القذافى كان محبوبا من الشعب الليبيى، نعم كانت هناك ديكتاتورية للقذافى والشعب الليبيى كان يفقتد الحرية ولكن كان الليبيون يأكلوا ويسكنوا ويعيشوا مجانا مقارنة بالدول الأخرى، وسنحت الفرصة للإخوان المسلمين فى استخدام بعض الميليشيات المسلحة التى تكره القذافى ونجحت الإخوان فى استخدام المسلحين، لتكون الفرصة سهلة لدخول القوات الأجنبية إلى ليبيا.

ورأينا شيخ الإخوان المسلمين والفتنة القرضاوى ينادى ويحلل دم القذافى واعتبر قتله حلالا، كما نادى أيضا بضرورة تدخل الناتو والقوات الأجنبية إلى ليبيا، وبالفعل دخلت القوات الغربية إلى ليبيا واستغلت "الإخوان" فرصة تقرب العلاقات بين ليبيا وإيطاليا فى ذلك الوقت على حساب العلاقات الفرنسية الليبية، ونجحت المخابرات الفرنسية فى إرسال عملائها إلى ليبيا وتردد أن عميلا فرنسيا هو من قام بقتل القذافى بعد اتصال أجراه القذافى بالرئيس السورى بشار الأسد، كما أشارت إلى ذلك جريدة دايلى ميل البريطانية، وهنا تدور شكوك كثيرة عن عملية مقتل القذافى وهل تمت عن طريق النظام السورى مقابل تحفيف الضغط على نظامه فى ذلك التوقيت على حسب ما ذكرته جريدة التليجراف البريطانية، وسقطت الدولة الثانية من دول الربيع العربى ونقل إدارتها إلى غرفة التحكم الأمريكية هى الأخرى.

وهنا ينتهى الجزء الأول من ثورات الربيع العربى الذى اجتاح المنطقة بكاملها، وقيل إنها ثورات ولكن فى الحقيقة اعتبرتها تدخلات أجنبية فى الدول أو بمثابة احتلال بارد للمنطقة من خلال وضع إدارات تسمع وتنفذ ما يملى عليهم من بعض الدول الأجنبية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وسوف أتناول فى الجزء الثانى إن شاء الله ما حدث فى مصر، وتصريحات القادة السياسيين فى العالم عن الثورات التى أكلت الأخضر واليابس فى المنطقة وعن مصر بالتحديد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة