الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "زواج على ورقة طلاق"

الخميس، 14 أغسطس 2014 12:24 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "زواج على ورقة طلاق" الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه الأيام كثيراً ما نفاجأ بوقوع الطلاق بعد أشهر قليلة من الزواج، الذى يفترض أن يبدأ بنية الاستمرار لنهاية العمر، وهو بمثابة علاقة شراكة بين طرفين أساسها المودة والرحمة والسكن، تثمر عن أبناء لتكتمل بهم الحياة التى أرادها الله سبحانه وتعالى لبنى البشر، ليعمروا الأرض.

أحيانًا ما يتوقع البعض فشل الزيجة منذ بدايتها، ليس تشاؤماً، بل هى نظرة أهل الخبرة الذين ينظرون للأمور نظرة موضوعية واقعية، فيكتشفون منذ البداية من خلال المواقف التى تحدث عدم التوافق بين الزوجين، عدم تقبلهما لبعض، وعدم قدرتهما على التكييف مع طبيعة الطرف الآخر، وبالتالى يتوقعون مدى نجاح العلاقة واستمرارها، وقد نتساءل لماذا يكون هناك زواج ناجح ومثالى يضرب به المثل، ولماذا يكون هناك زواج منذ بدايته محكومًا عليه بالفشل؟

الزواج الناجح يعتمد على طرفين، يتمتعان بما يسمى الذكاء العاطفى، الذى يعكس احترام كل طرف للآخر، تفهم احتياجاته ورغباته، تقديره والرغبة فى إسعاده، الاستعداد لبذل الجهد والمرونة فى تقبل عيوب الطرف الآخر وسلبياته، واعتراف كل طرف بعيوبه والعمل على تغيرها لكى تستمر الحياة الزوجية.

الزواج يفشل عندما يصبح كل طرف ندًا للطرف الآخر، يرفض كل منهما التنازل ويتمسك برأيه وفكره وقيمه التى يتبناها، ويرفض فكر الطرف الآخر، فتبدأ المشاكل والمشاجرات التى تؤثر على حياة كل منهما العملية والنفسية، ويسود التوتر والضغط العصبى الذى يؤدى إلى فشل العلاقة بينهما، إضافة إلى أن محاولة تغيير الطرف الآخر ستؤدى إلى مشاكل وخلافات وصراع نهايته الطلاق.

الزواج الناجح ليس أن تحب إيجابيات الطرف الآخر فقط، بل أن تتقبل عيوبه أيضاً، الحل أن يكون هناك نوع من القبول والاحتواء والاحترام، وبذل الجهد ومحاولة فهم الآخر والتكييف مع طباعه وشخصيته، وإيجاد نقاط للتلاقى بين الطرفين والتركيز عليها حتى ينعم الطرفان بحياة زوجية مستقرة وناجحة.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة