عطر الأحباب..أفلام الصيف.. معظمها ساذج وسطحى.. وأقلها جاد وطريف!..شاطئ الغرام أول فيلم مصرى تناول المصايف

الجمعة، 15 أغسطس 2014 09:43 ص
عطر الأحباب..أفلام الصيف.. معظمها ساذج وسطحى.. وأقلها جاد وطريف!..شاطئ الغرام أول فيلم مصرى تناول المصايف فيلم شاطئ الغرام
إشراف - ناصر عراق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس المقصود بأفلام الصيف تلك التى تعرض فى شهور القيظ الحارق، بل نعنى الأفلام التى تتناول موضوعات اجتماعية تدور أحداثها فى عز الصيف، أو يكون للصيف دور ما مهم فى منشأ الأحداث وتطورها أو الانحراف بها، فكما تعلم فإن مصر تتلظى بلهيب الشمس طوال أربعة أشهر تقريبًا من كل سنة، هى مايو ويونيو ويوليو وأغسطس، وبالتالى يصح القول إن هناك أفلامًا تتسلل بين أحداثها ووقائعها نيران الصيف، ولعلك تذكر فيلم «بين السما والأرض»، على سبيل المثال، وسوف أتحدث عنه فى السطور المقبلة.


ملاحظات أولية

لكن قبل استعراض أهم تلك الأفلام عندى أربع ملاحظات أود تحريرها فى البداية، هى: إن الاصطياف - التصييف-عند المصريين ظل طوال القرن العشرين مرتبطًا بالذهاب إلى الإسكندرية فى المقام الأول، حيث لم تستحوذ شواطئ رأس البر، أو مرسى مطروح، أو بلطيم، أو جمصة، إلا على عدد قليل جدًا من الناس، ذلك أن الإسكندرية حافظت على كونها مدينة ساحلية كاملة الأوصاف بامتياز، الأمر الذى جعل شواطئها مسرح أحداث سينمائية كثيرة.

الملاحظة الثانية تتمثل فى أن الطبقات الصغيرة والوسطى ظلت تستمتع بالتنزه على شواطئ البحر كل عام حتى نهاية السبعينيات، فلما اشتد الغلاء آنذاك زادت حياة الناس عسرًا بعد يسر، فزالت منها نعمة «التصييف» التى كانت. أما الملاحظة الثالثة، فتتلخص فى أن الطلاب يحصلون على إجازاتهم من المدارس والجامعات فى الصيف، والطلاب كما تعرف هم الجمهور الأول للسينما، الأمر الذى دفع صناع الأفلام إلى إنتاج أعمال تناسب مزاج الطلاب والمراهقين فى أشهر الإجازة، وهكذا اكتظت شاشات السينما فى الصيف بأفلام ذات طابع خفيف أغلب الوقت، إن لم يكن سطحيًا!

تبقى لنا الملاحظة الرابعة والأخيرة وهى التحولات التى طالت ملابس البحر لدى النساء، ففى الأفلام المنتجة قبل عام 1990 تقريبًا نرى المرأة ترتدى «المايوه» على الشاطئ بشكل طبيعى، لكن مع غزو الفكر الوهابى القادم من الصحراء، اختفى «المايوه»، وشاهدنا النساء يقتحمن البحر بملابسهن الكاملة فى مشهد غريب يثير الضحك والشفقة فى آن!

شاطئ الغرام

من المفارقات العجيبة أن السينما المصرية لم تقتبس من كلمة «الصيف» أو ما شابهها أى عنوان قبل عام 1950، بالرغم من أن الأفلام الروائية كانت تعرض بانتظام منذ سنة 1923، فلما هلّ منتصف القرن، وبالتحديد فى 20 فبراير من عام 1950 أقبل الجمهور ليشاهد للمرة الأولى فيلمًا بعنوان «شاطئ الغرام»، وهو أول فيلم مصرى يحوم حول الصيف فى العنوان بشكل رئيسى، وفى الموضوع إلى حد ما، وفى «الأفيش» أيضًا، حيث نرى ليلى مراد وحسين صدقى واقفين على الشاطئ ومياه البحر خلفهما بلا نهاية!

الغريب أن «شاطئ الغرام» كان فى مرسى مطروح، وليس فى الإسكندرية تلك المدينة العتيدة التى كان كبار القوم وصغارهم يصطافون فيها. الفيلم كما تعرف بطولة ليلى مراد، وحسين صدقى، ومحسن سرحان، وإخراج بركات، وقد التقى الحبيبان للمرة الأولى على الشاطئ، فتغيرت حياتهما تمامًا. لكن يبدو أن الفيلم لاقى نجاحًا كبيرًا لدرجة أن الصخرة التى كانت ليلى مراد تجلس فوقها على الشاطئ وهى تغنى «أحب اتنين سوا/ الميه والهوا» صارت من معالم مطروح حتى الآن!

«لحن الخلود» و«ريا وسكينة»



بعد عامين من عرض «شاطئ الغرام» استثمر المخرج محمد صالح الكيالى نجاح الفيلم، واقتبس من عنوانه كلمة «الشاطئ»، وقدم فيلمًا بعنوان «بنت الشاطئ» الذى عرض فى 28 أغسطس 1952، وشارك فى تمثيله ليلى فوزى، ومحسن سرحان، وفريد شوقى، لكن لم يكن للصيف حضور قوى فى أحداث الفيلم، إنما بطلة الفيلم مجرد ابنة لصياد وقد تربت على الشاطئ! الأمر نفسه ينطبق على فيلم «لحن الخلود» للمخرج بركات إلى حد ما - عرض فى 15 ديسمبر 1952 - وإن كان الوحى الموسيقى لا يهبط على بطل الفيلم فريد الأطرش إلا حين يكون فى بلطيم، حيث البحر الساحر والهواء النقى، وحيث موطن أنيسة الروح فاتن حمامة!

أما فيلم «ريا وسكينة» لصلاح أبوسيف - عرض فى 23 فبراير 1953 - فتدور أحداثه كلها فى مدينة الإسكندرية، وأظن أنه أول فيلم مصرى لا يقترب من القاهرة، ولا تجرى وقائعه فى الريف، بل فى عروس البحر الأبيض المتوسط، ومع ذلك، فإن الصيف والبحر والشواطئ كلها كانت غائبة عن هذا الفيلم البوليسى المتميز!

«حميدو».. و«آثار فى الرمال»

لم يكن البحر فى فيلم «حميدو» سوى مقبرة لبطلته هدى سلطان، حيث قام فريد شوقى بإغراقها، أما بقية الفيلم فتدور حول عالم المخدرات من خلال انضمام صياد فقير لهذا العالم الغامض بحثًا عن الثراء السريع، وقد أخرج الفيلم نيازى مصطفى، وعرض فى 9 نوفمبر 1953 . أما فيلم «آثار فى الرمال» فيستخدم طاحونة مهجورة على البحر فى تفجير الأحداث التى تتناول حياة موسيقار مأزوم نفسيًا بسبب هذه الطاحونة، وقد أخرج الفيلم جمال مدكور، وشارك فى تمثيله فاتن حمامة وعماد حمدى وزهرة العلا.
«بين السما والأرض»

هذا فيلم نادر واستثنائى كتب قصته عمنا الفذ نجيب محفوظ، وأخرجه الأستاذ صلاح أبوسيف، وعرض فى 9 نوفمبر 1959، والفيلم - كما تعلم - يتناول مجموعة من الأشخاص تعطل بهم المصعد فى يوم حار جدًا من أيام الصيف، ولك أن تتخيل كيف أفسد لهيب الصيف أمزجة هؤلاء التعساء المحشورين فى علبة من حديد!

أما فيلم «البنات والصيف» فهو أول فيلم طرح اسم الصيف صراحة فى العنوان، وهو عبارة عن ثلاث قصص مختلفة تدور وقائعها فى الصيف فى الإسكندرية، وقد كتب قصصها كلها إحسان عبدالقدوس، والمدهش أن كل قصة تصدى لها مخرج مختلف ونجوم مختلفون، فالقصة الأولى أخرجها عز الدين ذو الفقار، بطولة مريم فخر الدين، وكمال الشناوى، وعادل خيرى، والثانية من إخراج صلاح أبوسيف، وتمثيل سميرة أحمد، وحسين رياض، والثالثة من إخراج فطين عبدالوهاب، وتصدر نجومه عبدالحليم حافظ، وزيزى البدراوى، وسعاد حسنى، لذا يقول العارفون بعبدالحليم حافظ وتاريخه السينمائى إنه قدم 15 فيلمًا وثلث الفيلم، والمقصود بهذا الثلث هو مشاركته فى «البنات والصيف».. يبقى أن تتذكر أن الفيلم عرض فى 28 مارس 1960.



حسن يوسف ورمزى ونيللى

قد يكون النجم حسن يوسف هو أكثر الممثلين الذين شاركوا فى بطولة أفلام تدور وقائعها فى الصيف، وقد يكون هو أكثر من ارتدى ملابس البحر، ورأيناه يصول ويجول على الشاطئ، ففى الفترة منذ منتصف الستينيات حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضى قدمت السينما المصرية مجموعة من الأفلام عن الصيف ومشكلات الشباب، شارك فى كثير منها حسن يوسف. خذ عندك بعض العناوين لتتذكر معى: «إجازة بالعافية/ ليلة الزفاف/ شىء فى حياتى/ الحياة حلوة/ اللقاء الثانى/ معسكر البنات/ شاطئ المرح/ إجازة صيف/ شباب مجنون جدًا/ حكاية 3 بنات/ شهر عسل بدون إزعاج/ الزواج على الطريقة الحديثة/ أبى فوق الشجرة/ صراع المحترفين/ شىء من العذاب/ ميرامار/ رضا بوند/ فرقة المرح/ الحب الضائع/ الاختيار/ ابنتى العزيزة/ فى الصيف لازم نحب». هذه مجموعة من أفلام الصيف، بعضها ساذج وممل، وأقلها متميز وعميق، ولعلك لاحظت أن حسن يوسف، وأحمد رمزى، ونيللى، وناهد شريف، وسعاد حسنى أبرز نجوم هذه الأفلام، ومع ذلك تبقى هذه الأعمال السينمائية بمثابة وثيقة بالغة الأهمية تشهد على زمن مضى، وعصر انقضى!



موضوعات متعلقة..


كان الخديو إسماعيل شغوفا بأوروبا فعشق الفن فيها وقدر دوره فى نهضتها، فتطلع أن تكون مصر قطعة براقة منها لتصبح مدينة عصرية تشرق على العالم.

48 عاما على رحيل أعجوبة الضحك الحزينة!..«شرفنطح» حكاية ممثل كوميدى تزوج 8 مرات ومات وحيداً..نجيب الريحانى يسخر من حجمه وملامحه فى البداية ثم يرجوه أن يلتحق بفرقته!

محمد غنيم يكتب:دار الأوبرا المصرية.. تحفة معمارية أضاءت ليالى القاهرة بالفنون الرفيعة..افتتحت رسميا عام 1871 فى حضور رؤساء الدول.. واحترقت عام 1971








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة