ليس من شكٍ فى أن ما يجرى على الأرض العربية حاليًا هو أمرٌ ينذر بالعواقب الوخيمة، كما يؤدى إلى نتائج يصعب توقعها، ولكن الأمر الذى لا جدال فيه يأتى من ضرورة الاعتراف بالواقع والتسليم بمحاولات التأثير الخارجى على ما يحدث، إن حالة الاستهداف التى يتعرض لها الوطن العربى تبدو غير مسبوقة فى تاريخنا الحديث، وتشير بوضوح إلى وجود تحالف شرير يسعى إلى تقويض دعائم الأمة العربية، وهدم أعمدة دولها، ونتساءل هنا عن الرابح من كل ما يجرى على الساحة، لكى تشير أصابع الاتهام إلى الدولة التوسعية العدوانية العنصرية التى تتحدد سياسة «واشنطن» فى «الشرق الأوسط»، وفقًا لأهدافها ومطالب أمنها، إن طبيعة التسليح الذى تملكه «داعش» فى «العراق» و«سوريا» يشير إلى ارتكاز ذلك التنظيم على منابع هائلة للتمويل، ووجود مصادر للسلاح المتطور «كالمدفعية طويلة المدى» و«راجمات الصواريخ»، وهى أمور لا تتوفر إلا للجيوش النظامية فى الدول، فضلاً عن أرتال من الدبابات والعربات المصفحة.
إن الميزة النسبية فى هذه المنطقة من قلب العالم أنها تحتل موقعًا عبقريًا فهى على ضفاف المتوسط وغرب آسيا وشمال أفريقيا وهى ذات إطلالة مباشرة على الخليج والمحيط الهندى وساحل البحر الأحمر من بدايته حتى نهايته، لذلك أصبحت هدفًا للطامعين وغاية للمغامرين، فضلاً على أنها هى المنطقة التى خرجت منها «الديانات الإبراهيمية» الثلاثة «اليهودية» و«المسيحية» و«الإسلام» فمن الطبيعى أن يتجذر الدين فيها، وأن تتحول طقوسه إلى نمط يومى فى حياة الناس، لذلك فإن الضرب على ذلك الوتر هو أمر يحرك المشاعر، بحيث يمكن استخدامه فى تضليل الملايين إذا شاءت قوة غاشمة أن تفعل ذلك.
د مصطفى الفقى يكتب: الوطن العربى يتعرض لمحاولات استهداف خارجى غير مسبوقة.. الموقع الفريد لمنطقتنا جعلها مطمعا للكثير من دول العالم.. وبعض الأطراف تضرب على وتر الدين من أجل إلهاء الشعوب
الخميس، 21 أغسطس 2014 08:21 ص
د مصطفى الفقى