عصام كرم الطوخى يكتب: عظمة اليقين

الجمعة، 22 أغسطس 2014 10:20 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: عظمة اليقين كريستوفر كولمبوس ـ مكتشف الأمريكتين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد تلعب المصادفات أو الأخطاء دورا عظيما فى حياة البعض، والناجحون يدركون جيدا قيمة أن الأخطاء أو الإخفاق عامل أساسى وجوهرى فى عملية التعلم والإبداع، فالأخطاء تعلمنا أن هناك الكثير من الطرق التى أخفقنا فيها لا داعى للسير فيها والتجربة مرة أخرى حفاظا على عامل الوقت والجهد والطاقة، إلا إذا جدّ جديد يجعلك تعاود التجربة بطريقة أفضل.

ومن الأشياء التى تحققت عن طريق المصادفة عندما كان "كولمبوس" يبحث عن طريق أفضل وأسرع للوصول إلى الهند، وقاده الخطأ والمصادفة إلى اكتشاف أمريكا.

بالفعل أحيانا قد تكون الأخطاء والمصادفات مفيدة جدا، وهذا مرتبط بكونك تتحرك وتسعى وتبحث وتسجل وتغير وتبدل وتعاود المحاولة، فيكون لها أثر عظيم فى حياتك.

وهناك الكثير من تقوده أقدامه إلى كنوز وإلى اكتشافات قد تكون مذهلة ولكنه لا يدرك قيمة ما رآه أو ما بين يديه من أشياء ثمينة لجهله بالمكان والزمان والعلم والمعرفة والوعى والإدراك، فيفرط فيها بدون أن يشعر ويدرك حقيقة ما عثر إليه.

المصادفة جزء لا يتجزأ من جهدك وتعبك ولكنه درس لأن نتعلم أن ليس كل تعب وجهد وصبر ومثابرة يقودك إلى النجاح كما هو مخطط له، ولكن هناك عامل التوفيق وأنك مهما سعيت واجتهدت فلا غنى عنه، فلابد أن نؤمن أن لكل شىء وقت ومكان وله حكمة قد لا تدركها فى حينها، ولكن فيما بعد عندما تجلس وتتأمل وتفكر فيما حدث من عوامل المد والجزر فى أى تجربة تخوضها.

فالجاهل من يقف موقف المتفرج لما يحدث له فى حياته، والذى يصادفه العديد من عوامل التغيير والنجاح ويفرط فيها بسهولة لكونه ينقصه الكثير لكى يدرك قيمة القضاء والقدر واليقين والتوفيق وعظمة مسبب الأسباب.

والجاهل أيضاً من ينظر إلى النجاح على أنه جاء بين يوم وليلة ويتجاهل قصة الكفاح المريرة وسنوات التعب والجهد والسعى وراء تحقيق ذلك.

فلا شك أن الكون يسير وفق منظومة عادلة وغاية فى الدقة والروعة، فبقدر ما نأخذ منها لابد أن نعطيها، بل قد نحصد أكثر مما نعطيها، وتمعن فى ذلك جيداً، فالكون لا ينجذب إلا إلى الذين يدركون عظمة العطاء وإدراك قيمة ما يبذره كل منا فى أرضه.

عليك أن تعمل وتعمل وتعمل وتدرك تلك الحقيقة بأن النجاح ثمرة كفاح وأن المصادفات فى حياتنا ما هى إلا نجاحات سُبب لها من الأسباب ما يجعلها ترى النور وتتحقق فى زمان ومكان بعينه لأن أعمالنا لابد وأن تدرك عظمة اليقين وبما نؤمن به من أهداف.

فأنت لست من صنع المصادفات ولكن أنت من يدرك قيمة وحقيقة ذاته والإيمان بمسبب الأسباب، والإيمان بأن أى شىء فى الكون العظيم يتم اكتشافه لابد من الانغماس فى البحث والمعرفة بقوة حتى ترى عظمة القوى الخلاقة والمبدعة لكوننا العظيم، وما المصادفات ما هى إلا جزء لا يتجزأ من أى نجاح لا يستطيع أحد إغفاله أو تجاهله.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة