هل تساءلت يوما ما أكثر شىء قد تندم على فعله أو عدم فعله وأنت فى آخر العمر، وما الذى كان يمكن أن تفعله بصورة مختلفة إذا سنحت لك الفرصة للعيش مرة أخرى.
يقول ماركيز فى رسالة له لأصدقائه "لو شاء الله.. أن يهبنى شيئا من حياة أخرى فسوف استثمرها بكل قواى. ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنى حتما سأفكر فى كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلا، وأحلم كثيرا، مدركا أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعنى خسارة ستين ثانية من النور. سأسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكل نيام".
برونى واير، كاتبة أمريكية عملت لسنوات فى دور رعايا مخصصة لهؤلاء المرضى الميئوس من شفائهم لتأهيلهم للموت، فكانت تقضى معهم آخر من 3 إلى 12 أسبوعا فى حياتهم، ونقلت عنهم أكثر خمسة أسباب كانوا يندمون بشأنها.
وتقول واير فى مدونة لها نشرتها صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية إن هؤلاء الذين على وشك الموت، ينضجون بشكل كبير ربما لأنه لم يعد هناك وقت وباتت النهاية قريبة فعليهم تعلم كل شىء وبسرعة، ورغم أن جميع المرضى مروا بمراحل النكران والخوف والغضب والندم ثم أخيرا القبول، إلا أن جميعهم وجدوا السلام الداخلى قبل مغادرتهم.
وعندما سألت واير المرضى عما إذا كان لديهم أى ندم وما الذى كان يمكن أن يفعلوه بصورة مختلفة، اتفقوا جميعهم على مجموعة من الأفكار ومنها:
1- كنت أتمنى أن تكون لدى الشجاعة لأعيش حياة صادقة مع نفسى، وليس تلك التى يتوقعها الآخرون منى.
تقول واير إن هذا كان أكبر ندم لدى الكثير من مرضاها، فعندما يدرك المرء إن حياته على وشك أن تنتهى، يرى كم من الأحلام التى لم يحققها، فمعظم الناس تموت وهى لم تحترم نصف أحلامها وتواجه حقيقة أنها لم تتحقق بسبب خيارات لم نفعلها أو فعلناها.
لهذا علينا جميعا أن نقدر قيمة الحياة والشباب والصحة، فلطالما تمتلكهم، كل شىء ممكن تحقيقه، بلا استثناء.
2- أتمنى لو أننى لم أعمل طيلة الوقت.
وتقول برونى إنها سمعت هذه الأمنية من كل المرضى الرجال الذين مرضتهم، هؤلاء الذين افتقدوا تحول أطفالهم لشباب، وصحبة شركائهم.
وبالطبع العمل مهم للغاية، وينبغى العمل بجدية، ولكن ينبغى كذلك خلق مساحة فى حياتك بعيدة عن العمل، حينها ستصبح أكثر سعادة وانفتاحا على الفرص.
3- أتمنى لو كانت لدى الشجاعة للتعبير عن مشاعرى:
الكثير منا يقمع مشاعره حتى يحتفظ بالسلام والانسجام مع الآخرين، والنتيجة أننا نقبل بأن نعيش فى منطقة الوسط، تلك التى تمنعنا من أن نصبح ما نستطيع أن نكونه، لهذا ينتابنا شعور بالمرارة والضيق.
ورغم أننا لا نستطيع التحكم فى ردود أفعال الآخرين، إلا أننا بالتعبير عما يجول بخاطرنا والتحدث بصدق نساعد أنفسنا على خوض علاقات صحية.
4- أتمنى لو أننى أبقيت على الاتصال مع أصدقائى:
الكثير منا لا يدرك أهمية الأصدقاء إلا فى أيامه الأخيرة، ولكن من الصعب حينها التواصل معهم. ونحن غالبا ما ننشغل بحياتنا اليومية ونترك أفضل الصداقات تمر من أيدينا. وتقول واير إن الكثير من الندم كان يتعلق بالأصدقاء، فرغم أهمية المال والمركز والمكانة، إلا أن ما يهم فى ذلك الوقت هم هؤلاء الذين يحبونك لشخصك وليس لشىء آخر.
5- أتمنى لو أنى تركت نفسى أكون أكثر سعادة:
هذا كان من بين أسباب الندم الأكثر شيوعا، فالكثير لم يدرك أن السعادة خيار، ليس قبل وقت الرحيل. فهم ظلوا أسرى العادات القديمة، والخوف من التغيير جعلهم يتظاهرون للآخرين وحتى لأنفسهم بأنهم راضون، بينما كانوا يتوقون بداخلهم لأن يضحكوا من قلوبهم وأن يتصرفوا بسخافة بين الحين والآخر فى حياتهم.
وتقول برونى واير فى نهاية مدونتها "الحياة اختيار، لأنها حياتك أنت. فاختر بعناية وحكمة وصدق، واختار السعادة".
كيف تكون سعيداً.. تعرف على 15 طريقة مثبتة علميا لجعلك أكثر سعادة.. المال ليس شرطا لكن الأهم أن ترضى بحياتك كما هى.. الأشخاص السعداء لديهم معدلات أقل من أمراض القلب
تعرف على 5 أسباب مدعاة للندم فى آخر العمر.. أن تعيش حياتك وفقا لاختيارات الآخرين.. ألا تكون لديك الشجاعة للتعبير عن مشاعرك.. وأن تخسر أصدقاءك بسبب اهتمامك بالعمل.. وألا تنفق عمرك فى إسعاد نفسك
الأحد، 24 أغسطس 2014 09:38 م
تعبر عن الندم ـ أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة