وبدأ وفود الدول الثلاثة فى الحضور إلى قاعة الاجتماعات منذ التاسعة صباحاً، حيث رحبوا ببعضهم البعض، وتم التعارف فى حفل عشاء أقامه وزير الكهرباء السودانى مساء الأحد، ثم اتخذ كل وفد مكانه فى قاعة الاجتماعات لبدء الجلسة الافتتاحية التى استمرت حتى العاشرة والنصف، حيث ألقى كل رئيس وفد كلمة بلاده، ورؤيتها للخروج من الأزمة، وبعدها استراحة قصيرة استغرقت نحو ساعة تحدث فيها كل رئيس وفد مع أعضاء وفده، ثم انطلقت الجلسات الثانية والمغلقة.
وألقى الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، كلمته قائلاً إن مفاوضات مصر والسودان وإثيوبيا لها أهمية كبيرة بالنسبة لدول حوض النيل الشرقى الثلاث من أجل تفعيل الخطوة المتفق عليها، بخصوص تنفيذ التوصيات الواردة فى التقرير النهائى للجنة الدولية للخبراء لمشروع سد النهضة.
وأضاف "مغازى" فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات سد النهضة: "نحن على أمل بأن دافعنا للمضى قدما يمكننا من التغلب على باقى الموضوعات العالقة"، قائلاً "شعوبنا تتطلع لتعاوننا المثمر ونتائج مفاوضاتنا، ولذا فعلينا استئناف ما بدأناه بالفعل منذ عامين فيما يخص مشروع سد النهضة".
ووجه وزير الرى حديثه لوفدى إثيوبيا والسودان قائلاً "تعلمان جميعا ظروف مصر الخاصة جداً بشأن الجفاف وندرة مياه الأمطار، والاعتماد الكلى على مياه النيل من قديم الزمن"، مضيفاً "كوننا متخصصين فى المياه قبل أن نكون سياسيين، فإننى أعتقد أن جميعكم كأصدقاء وأشقاء تشاركوننا نفس المخاوف بشأن تأثير عمليات بناء، وملء وتشغيل مشروع سد النهضة على دول المصب".
وأردف "تعلمون أن هناك احتياجاً لإعداد بعض الدراسات طبقاً للموصى به فى التقرير النهائى للجنة الدولية للخبراء، وذلك فى إطار التأكد من أن أى مشروع للمياه على نهر النيل وروافده سوف يخضع لدراسات مستفيضة من جانب المنتفعين والدول المتأثرة استنادا إلى المعايير الدولية والممارسات الشائعة، مع أهمية الوضع فى الاعتبار عامل الوقت كعامل ضاغط وهام.
فيما أكد المهندس معتز موسى، وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى، أن الوقت حان للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبى، مشيراً إلى أن السودان يقدر أن مصر وإثيوبيا لهم الحق فى أن يكون لهم بعض الفهم بشأن سد النهضة.
وأشار إلى التزام بلاده غير المتراجع من أجل ضمان نهضة دول حوض النيل، لافتًا إلى أن التفاوض هو أفضل طريق لتحقيق التنمية لدول النيل الشرقى، مطالبًا بضروة أن تراجع الدول الثلاث مواقفها بشأن السد من أجل التوصل إلى فهم مشترك فى إطار روح التعاون ورؤى السير للأمام.
وطالب وزير الرى السودانى، بأن تركز الدول الثلاثة خلال الاجتماعات على تحقيق الصالح العام لدول حوض النيل، مشيراً إلى أنه توجد قضايا ملحة ستحل ضمن روح التعاون بدلًا من انعدام الثقة.
فى حين شدد ألمايو تيجنو وزير الطاقة والمياه الإثيوبى، على ضرورة إنشاء اللجنة الوطنية لسد النهضة، والتى تضم خبراء من مصر والسودان وأثيوبيا، مع ضرورة التركيز على الموضوعات المتبقية فى المناقشات السابقة للتوصل إلى اتفاق فى أقصر وقت ممكن، مشيراً إلى أن حكومة بلاده قدمت العديد من التسهيلات فيما يتعلق بتنفيذ مشروع سد النهضة.
واستطرد تيجنو فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية من مفاوضات سد النهضة بالخرطوم، أن مشروع سد النهضة سيخفف وطأة الفقر عن الشعب الإثيوبى، معربا عن استعداد بلاده للعمل بروح من الشفافية والتعاون الصادق، باعتبار أن هذا المشروع سيفيد الدول الثلاثة والمنطقة كلها وليس أثيوبيا فقط.
وأشار إلى أن أديس أبابا قبلت تقرير اللجنة الدولية وتوصياته بشأن مشروع السد، خاصة ما يتعلق بالخزان، ومعدلات سلامة وأمان السد، وذلك فى وقت قياسى، وأنها ليست لديها أى نية أو رغبة لإلحاق الضرر بمصر والسودان، لافتاً إلى أن الجولة الرابعة لمفاوضات سد النهضة منوط بها تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين، ومؤكدا التزام الحكومة الإثيوبية كذلك بإنجاح المفاوضات.
ولفت تيجنو، إلى أن الدول الثلاث اتفقت على وضع آلية لمتابعة تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين، وما أسفرت عنه الاجتماعات الثلاثة السابقة، مشيرا إلى أن الأطراف الثلاثة قدمت مقترحاتها خلال الاجتماعات السابقة فيما يتعلق بالإطار الخاص بإنشاء لجنة الخبراء الوطنيين، وتوصيات لجنة الخبراء الدوليين، داعيا إلى ضرورة التركيز خلال هذا الاجتماع على الموضوعات التى لم يتم الاتفاق عليها خلال جولات المفاوضات السابقة.
ونوه الوزير بأن الحكومة الإثيوبية تؤكد بوضوح انضمامها لكل من مصر وأثيوبيا فى مناقشة موضوع سد النهضة بمنتهى الشفافية، داعيا المشاركين فى جولة المفاوضات الحالية إلى التركيز على الموضوعات التى لها صلة مباشرة بالمشروع، مشيراً إلى أن الجولة الرابعة للمفاوضات بين وزراء مياه دول حوض الميل الشرقى جاءت نتاجا للقرار المشترك للدول الثلاث، بشان استئناف هذه المباحثات وتنفيذ توصيات خبراء الهيئة الدولية لسد النهضة الأثيوبى.
ودعا الوزير الإثيوبى كلا من مصر والسودان إلى أن يقدرا التزام حكومة بلاده فيما يتعلق بتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين، كما أعرب اتيجنو عن تقدير أثيوبيا لرغبة مصر، وإصرارها على استئناف المفاوضات الثلاثية بشأن السد، والمشاركة فى المناقشات بروح من الود والشفافية.
وأكد وزير الطاقة والمياه الإثيوبى تقدير بلاده للإعلان المشترك فيما يتعلق بالتعاون بين الدول فى اجتماعات الاتحاد الأفريقى بمالابو، وأشار إلى التزام بلاده بتنفيذ المشروع دون إلحاق الضرر بأى من الأطراف، مؤكدا أهمية تعزيز فرص التعاون المشترك والشفاف بين الدول الثلاث.
كما أكد الوزير الإثيوبى على ضرورة الإسراع فى تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين، متوقعا حدوث تقدم وشفافية فى مداولات هذا الاجتماع الثلاثى الهام، وأن يتم إنشاء لجنة الخبراء الوطنيين للدول الثلاث بأسرع ما يمكن، معربا عن أمله فى تحقيق تطلعات وطموحات شعوب الدول الثلاث.
كان كل من الوزير المصرى حسام المغازى، والمايو تجنو، وزير المياه والطاقة الإثيوبى، قد وصلا أمس الأحد، إلى الخرطوم للمشاركة فى اجتماعات اللجنة الثلاثية، وكان فى استقبالهما المهندس معتز موسى، وزير الكهرباء والسدود السودانى، لبدء جلسة مباحثات حول مشروع سد النهضة الإثيوبى.
src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/ASFeTa2ee/1.jpg" />
الوفد المصرى المشارك فى المفاوضات
المهندس أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل مع أعضاء الوفد المصرى
وزير الرى المصر مع وزير الرى السودانى
الوفد الاثيوبى المشارك فى المفاوضات
وزير الرى مع الوفد الاعلامى المصرى المشارك فى تغطية المفاوضات
الوفد السودانى المشارك فى المفاوضات
وزير الرى مع أعضاء الوفد المصرى
وزير الرى مع أعضاء الوفد الاثيوبى
وزير الرى يستمع لاحد اعضاء الوفد المصرى
الوفد المصرى المشارك فى المفاوضات
موضوعات متعلقة..
وزير الرى فى مفاوضات سد النهضة: مصر ليست ضد التنمية بحوض النيل
وزير المياه الاثيوبى: سد النهضة سيخفف الفقر فى أثيوبيا
بدء مفاوضات "سد النهضة" فى الخرطوم بحضور مصر والسودان وإثيوبيا
