عقب سماع أذان فجر كل يوم يبدأ عمال المخابز الموسمين فى الاستعداد لبدء يومهم فى العمل بمخابز الإسكندرية تاركين أطفالهم فى كنف من يرعاهم بالمنزل ليأتوا لهم بما يضمن مرور يومهم دون الحاجة إلى أحد وبدون أخذ إجازات يستمرون فى العمل حتى نهاية الشهر ليحصلوا على 950 جنيها راتبا يخصم منه التأمينات والجزاءات لينتهى إلى 800 جنيه فقط لرعاية أسرة مكونة من 7 أفراد على الأقل.
لم يكن لدى هؤلاء العمال الذين واصلوا عملهم لفترات تصل إلى 3 سنوات أى مشكلة فى ذلك طالما أنهم مستمرون بالعمل الذى يحصلون منه على قوت أطفالهم إلا أنهم تفاجئوا صباح ذات يوم وأثناء توجههم إلى عملهم بتوقيفهم عن العمل دون سابق إنذار.
يحكى خيرى عبد المغنى 40 سنة الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية "كنت أعمل فى مجال السياحة حتى اشتعلت الثورات وسادت مصر حالة من الركود وتم استبعادى فيها من العمل، ثم اشتغلت كموظف أمن بالقاهر ولكن الظروف الاقتصادية حالت دون استكمالى العمل مرة أخرى لأستقر فى النهاية فى العمل بمخابز المحافظة على أمل أن يكون هذا ملاذى الأخير لى ولأبنائى الثلاثة ولكن تفاجئنا بإهدار حقوقنا المالية والمعنوية المتمثلة فى الراتب القليل والتأمينات والحرمان من الإجازات الأسبوعية ومعاقبتى عليها دون أدنى شعور بالآدمية تجاهنا".
ويضيف خيرى "على الرغم من حصولى على شهادة مؤهل عالٍ إلا أننى
أوافق على أن أعمل ولو أمام دورة مياه طالما أخذ حقى وحق أولادى، ودون أن يأتى أحد المسئولين يخبرنى بفصلى لعدم وجود صفة قانونية لنا".
وذكر خيرى "أتوجه للرئيس السيسى بطلب مساعدتنا لأننا فى دولة قانون وهو من أخبرنا أنه سيعاملنا بما يرضى الله وبالقانون فأين الحق والقانون فى طرد عمال ما بين لحظة وأخرى لمجرد تقليل العمالة".
ومن جانبه قال محمد عبد العزيز 31 سنة إنه يعول 5 أطفال ووالدتهم ووالدته ويتنقل بين مخابز الحكومة بعقد بند 2 على 3 موسمى منذ 3 سنوات دون
أن يحصل على حقوقه بالتعيين أو التثبيت أو حتى أبسط حقوق العامل فى الحصول على إجازة ولو يوم واحد بالأسبوع ويحصل على مرتب 800 جنيه بعد خصم التأمينات ليقال له عند ذهابه إلى العمل صباح أمس: "مفيش شغل لكم النهارده".
ويضيف عبد العزيز "كيف بعد 3 سنوات يخبرونى بذلك وليس لى أى مصدر رزق آخر بحجة أن منظومة الخبز الجديدة قامت بتقليل حصة الإنتاج وبالتالى لا حاجة للعمال".
وذكر عبد العزيز أنهم توجهوا إلى مكتب سكرتير محافظ الإسكندرية للوقوف على أسباب طردهم بدون وجه حق أو سابق إنذار فكان الرد "أنتو عاملين زى اللى كان شغال مع مقاول واستغنى عنه".
وتستكمل هناء أحمد 33 سنة عاملة بالمخابز "نتحمل متاعب العمل اليومية وإهدار حقوقنا فيها من حيث التأمين والراتب والإجازات وكل هذا من أجل أن نفتح بيوتنا بمايرضى الله ولكن ماذا نفعل ونحن على أعتاب الطرد والفصل التعسفى فى أى وقت".
من جانبه قال اللواء عبد الخالق زين العابدين مستشار محافظة الإسكندرية إنه "حتى الآن لم يتم اتخاذ أى إجراء لفصل العمال مشيراً إلى أن الأمر تحت الدراسة فى انتظار استقرار المنظومة الجديدة للخبز والتى قللت من كميات الدقيق وأصبح عدد العمال كثيرا ولا نستطيع دفع أجورهم طالما لا يوجد إنتاج".
وأشار عبد الخالق إلى أن بعض الناس لم تقم حتى الآن بعمل البطاقات التموينية وبالتالى لم تستقر المنظومة الجديدة حتى ينتج المخبز الواحد 30 جوال دقيق يومياً وهو ما لا يحدث الآن حيث تنتج مخابز المحافظة حوالى 10 فقط .
وقال اللواء عبد الخالق إنه سيتم الإبقاء على العمال داخل مخابزهم إذا قاموا بإجادة الإنتاج لجذب المواطنين إليهم وليس إلى مخابز الأهالى مشيراً إلى أنه لو خرج إنتاج الرغيف جيدا سيتهافت عليه المواطنون وسيقومون بعمل حصة الإنتاج الخاصة بهم.
موضوعات متعلقة:
تموين الجيزة: سحب حصة أى مخبز لا يصرف لأصحاب البطاقات الورقية
بالفيديو.. عمال العقد الموسمى بمخابز الإسكندرية مهددون بالفصل بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. وأحد العاملين: "من سيطعم أطفالنا بعد قطع عيشنا".. ومستشار المحافظة: "لو أنتجوا رغيف كويس لن يتم فصلهم"
الإثنين، 25 أغسطس 2014 08:58 م
مخبز - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة