ناقد أدبى شاب، يتميز بالحيادية، وعدم الانجياز لمبدع على الآخر، ويتسم بحسن السمعة الأدبية، وبالتواضع، فتجلس معه، كأنك تجلس مع صديق لك تعرفه منذ سنوات، له عدد من المؤلفات النقدية نذكر منها، التداخل الثقافى فى سرديات إحسان عبد القدوس، مدخل نقدى مقارن، وشعر إبراهيم ناجى.. دراسة أسلوبية، وغيرها من المؤلفات.
يقضى الدكتور شريف الجيار جزءا من وقته الآن فى قراءة رواية "فاصل للدهشة" للروائى محمد الفخرانى، وهى رواية استخدم فيها الفخرانى ميكروسكوب، استخدمه الفخرانى لتكبير شريحة بائسة من المجتمع المصرى، وهو ما يدعون بالمهمشين.
ويقول الدكتور شريف الجيار، أقرأ "فاصل للدهشة" للمرة الثالثة، فهذه الرواية تعطى لنا فرصة للنظر على الشرائح المهمشة من المجتمع المصرى، والذين يقطنون فى عالم الصفيح، هذا العالم الذى خلق له منظومة أخلاقية مشوهة تختص به، وتتمرد على المنظومة المجتمعية، المعتدلة، التى تشكل الواقع الإنسانى، لأى مجتمع.
ويستكمل "الجيار" قائلا، يحسب لمحمد الفخرانى أنه استطاع الكتابة الروائية مدقنة، وأن ينقل هذا العالم، من هامش الواقع ، إلى متن النص الروائى، مستعينًا فى ذلك، بكتابة واقعية فنية، تجسد هذا الواقع، من خلال مزج حركة السرد، ببنية بصرية تجعلنا أمام كتابة بصرية سينمائية متوافقة مع طبيعة رصد هذا الواقع المؤلم، والذى صدره الكاتب مع الدهشة.
ويشير "الجيار" إلى أن القارئ يتوقف عند فاصل زمنى مكانى حتى يشاهد هذا الواقع المدهش ولكنة دهشة الآلم، والآنين، والمنظومة الأخلاقية، المشوهة التى تخلق "أبو زيد الهلالى" الخاص بها، والمجسد فى شخصية تاجر المخدرات، بالوراثة.
ويضيف "الجيار"، أن هذ العالم أيضًا يجسد لنا نمطًا خاصًا من المرأة التى تريد فى كل لحظة، أن ترفض هذا الواقع، المفعم بالآلم والتمرد وتحاول أن تحلم بواقع الأثرياء، حتى لو كان هذا العالم أحلام، وعلى النقيض من ذلك نرى صورة المرأة الباحثة عن الحقيقة والمجسدة بصوت هذا العالم المهمش، والذى جسدته الرواية بصورة الصحفية التى تجسد منظور المثقف.
ويتابع الدكتور شريف الجيار، قائلاً، والملاحظ للغة هذا النص الروائى "فاصل الدهشة" يجد أن الكاتب استخدم لغة تلتصق بواقع عالم الصفيح، وتلتصق بالواقع المتدنى لهذه الطبقة، فى أسلوب لغوى صادم، يجعلنا أيضًا نقف نرجو فاصلا نقديا، حتى نندهش، من لغة هذه الطبقة، لغة التمرد والصراحة، ولغة الجسد.